أخبار

تمّ توثيقها في مكتب حقوق الإنسان المشترك للأمم المتحدة

سكان شرق الكونغو الديموقراطية يتهمون الجيش بارتكاب انتهاكات بحقّهم

في الكونغو، مدنيون يتهمون الجنود بالقتل والاغتصاب والتعذيب والنهب
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ماسيسي (الكونغو الديموقراطية): تخشى النازحة أغات (62 عامًا) ألّا تعرف الهدوء مجددًا، بعد العنف الذي تعرضت له في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية جراء انتهاكات في إقليم شمال كيفو لم يرتكبها المتمرّدون الذين زرعوا الرعب في المنطقة لأكثر من 25 عامًا، بل عناصر من الجيش.

وتقول المرأة التي عرفت عن نفسها باسم مستعار لدواع أمنية "حاولت ثلاث مرات أن أعود إلى بيتي، لكن الجنود الذين استولوا على القرية يتصرّفون مثل أولئك المتواجدين في الغابة"، في إشارة منها إلى المتمرّدين.

وتضيف "يجبروننا على العمل لديهم، يسرقون نصف محاصيلنا. يطلبون منّا أن ندفع ضرائب للوصول إلى حقولنا، وحين لا ندفع، يجلدوننا".

فرّت أغات مثل آلاف آخرين نزحوا من ماسيسي، من القتال بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية ومجموعات المتمردين بعد أن أعلنت السلطات "حالة حصار" في المنطقة المضطربة قبل عام تقريبًا.

منح الإجراء الاستثنائي صلاحيات كاملة للجيش الذي فشل حتى الآن في وقف الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المسلحة.

غير أن تقارير من المنطقة وإفادات المدنيين تتهم الجنود بالقتل والاغتصاب والتعذيب والنهب وأعمال السخرة والتعاون مع المتمرّدين.

وقالت شخصية من المجتمع المدني فضّلت عدم الكشف عن هويتها، "اعتقدنا أن حالة الحصار ستضع حدًا للمضايقات، لكن في الحقيقة، ازداد الوضع سوءًا (...) فابتزاز الجنود يحدث في وضح النهار وفي ظل إفلات كامل من العقاب".

مئات الانتهاكات

وجاء في تقرير للأمم المتحدة اطّلعت عليه وكالة فرانس برس أن جنودًا ارتكبوا مئات الانتهاكات بما فيها "هجمات على أشخاص محميّين وأماكن ... واختطاف وتجنيد وتشغيل الأطفال"، بالإضافة إلى العنف الجنسي والتعذيب.

وتمّ توثيق الانتهاكات في ماسيسي بين 6 أيار/مايو 2021 و9 شباط/فبراير 2022، حسبما أفاد مكتب حقوق الإنسان المشترك للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

ويلوم أحد المسؤولين الدينيين قادة البلاد، قائلًا "لن يكون الشعب بأمان هنا أبدًا طالما أن قادته يسرقون حصص الجنود الغذائية".

ووصف عامل صحي كيف اقتحم جنود من الفوج 3410e مركزًا صحيًا في لواشي على بعد 10 كيلومترات من وسط ماسيسي في شباط/فبراير بحثًا عن أحد المتمردين قبل أن "يطلقوا النار عليه فورًا بثلاث رصاصات".

اتهامات بحقّ الفوج

وفي حادثة أخرى، في كانون الأول/ديسمبر، اغتصب جنود من الفوج نفسه 15 امرأة محتجزات في زنزانات تحت الأرض بعدما اتُهمن بممارسة السحر، بحسب تقرير لمكتب حقوق الإنسان المشترك للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وطلب الجنود مبلغ مئتي دولار مقابل الإفراج عن كلّ امرأة، ورفضوا السماح لهن بالحصول على رعاية صحية، بحسب التقرير.

ويقول المتحدث باسم القوات المسلحة في منطقة شمال كيفو اللفنتانت غيوم ندجيكي، لوكالة فرانس برس، إنه ليس على دراية بأي اتهامات بحقّ الفوج.

ويضيف "إذا لزم الأمر، سيردّون (على أي اتهامات) ... ليست مشكلة".

وأشارت عدة مصادر إلى أن الفوج 3410e ترك ماسيسي في وقت سابق من الشهر، الأمر الذي لم ينفِه ندجيكي.

تتذكّر أغات، وهي جالسة على مقعد، اللحظات السعيدة في صباها، قائلة "عندما كنت يافعة، كان بإمكاننا التنقل بحرية، لم يكن هناك خطف أو إطلاق نار أو مضايقات"، قبل أن تضيف بحسرة أن ما مضى لن يعود يومًا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف