أخبار

قال إن القرار الرسمي في منظمة التحرير تجاهل عرب الداخل تماماً

منصور عباس: لسنا "إخوان".. ولن نُسقط الائتلاف الحكومي الإسرائيلي

منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة والشريك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من القدس: التقت "إيلاف" منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة والشريك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي، في منزله ببلدة المغار في الجليل، وحاورته في مجمل القضايا الساخنة في إسرائيل والمنطقة، فقال إن القائمة الموحدة لن تسقط الحكومة الحالية، ولن تكون السبب في اسقاطها، واعترف بأن الائتلاف هش لكن ستقوم القائمة العربية الموحدة بمحاولة تحصيل اكثر ما يمكن من إنجازات للداخل العربي.

في هذا الحوار، الذي تبثه "إيلاف" مصورًا على قناتها في موقع "يوتيوب" لاحقًا، أشار عباس أيضا إلى انه في الوضع القائم، اذا لم يقدموا للقائمة الطلبات بحسب الاتفاق الائتلافي، "فانهم أيضا لن يحصلوا على شيء، فالشراكة مبنية على احترام الاتفاقيات". وعن تجميد المشاركة بسبب احداث المسجد الأقصى قال عباس إن المسألة دينية وإنه يعمل مع الملك الأردني والاوقاف على حل المسألة.

عن الاتهام بالخيانة والمشاركة بحكومة العدو قال إن هذا مرفوض ولفت إلى أن القيادات الفلسطينية تجاهلت عرب إسرائيل في المؤتمر الوطني 1987 وفي اتفاقيات أوسلو، لذلك لماذا ينتقدون قرار القائمة المشاركة في الائتلاف. واكد أن ثقافة التخوين والتكفير تدمر العالم العربي والإسلامي، ويجب التوقف عن ذلك فالاختلاف مقبول والسنة والجماعة اختلفوا ويختلفون وهذا مطلوب ويجب تقبل وفهم واحدنا الاخر وأيضا التعامل مع عرب إسرائيل بخصوصيتهم وليس شملهم مع باقي الفلسطينيين في الضفة وغزة والشتات. وناشد عباس المجتمعين العربي والإسلامي ألا يتحملا مسؤولية عرب إسرائيل فهم يعرفون كيف يتدبرون امورهم.

واكد عباس أن عرب إسرائيل يحملون الهوية الإسرائيلية ولديهم قضايا خاصة وحقوق لا يمكن الحصول عليها بالكلام والانتقاد والمعارضة والصراخ انما بالمشاركة والدخول في الملعب السياسي ومحاورة الجميع من دون استثناء.

عباس اكد وقوف الحركة الإسلامية إلى جانب الشعب السوري وحقه في العيش بحرية وكرامة واستقلال في بلده، وأشار إلى أن النظام الذي لا يقدم لشعبه ابسط الحقوق لا يستحق الحياة، وشدد على أن الحركة الإسلامية تركز على الاعتناء بأمور عرب الداخل.

منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي مع الزميل مجدي الحلبي

في ما يأتي نص الحوار مع منصور عباس، وتشاهدونه مصورًا في وقت لاحق على قناة "إيلاف" بموقع "يوتيوب":

منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي وعضو الائتلاف الحكومي في إسرائيل. هذا شيء جديد للمجتمع العربي. وهو في الحركة الإسلامية في دولة إسرائيل. نريد تعريف المشاهد والقارئ على منصور عباس.

منصور عباس في الاطار العام ابن المجتمع العربي الفلسطيني. البقية الباقية من المجتمع العربي الفلسطيني هنا في أراضي 48، ابن مدينة المغار التي هي تمثل فسيفساء المجتمع العربي بطوائفنا الثلاث: 60 في المئة من سكانها دروز، و 20 في المئة من المسيحيين، واقل من 20 في المئة من المسلمين. هذا المجتمع المتعدد دينيا وفكريا وسياسيا في داخل البلد انعكاس لتركيبة مجتمعنا الفلسطيني في داخل إسرائيل. نشأت في بلدتي وتعلمت طب الاسنان. ومنذ نعومة اظفاري اخذت اتجاه التدين الديني وكنت عضوًا وما زلت في الحركة الإسلامية. صعدت المنبر وما زلت لليوم إمام مسجد أؤدي خطبة الجمعة، واحاضر في الدعوة والوعظ وأيضا في القضايا الاجتماعية والسياسية. تدرجت في المواقع القيادية في الحركة الإسلامية، كنت نائب رئيس الحركة الإسلامية وانا اليوم لم اعد نائب رئيس الحركة الإسلامية ولكن رئيس، "خلينا نقول"، الذراع السياسي للحركة الإسلامية رئيس القائمة العربية الموحدة.

توضيح الإلتباس

هنالك التباس.. هل هي القائمة العربية الموحدة ام الحركة الإسلامية؟ الحركة الإسلامية تضم القائمة الموحدة ام القامة الموحدة تضم الحركة الإسلامية إلى جانب قوائم أخرى؟

القائمة العربية الموحدة جسم سياسي يقوم بالمشاركة في انتخابات الكنيست وفي السلطات المحلية العربية الحركة الإسلامية. إنها جسم أوسع من حيث المواضيع التي يعالجها. الحركة الإسلامية هي حركة دعوية تبني مساجد وتدير مساجد تبني عملًا خيريًا تدير شؤون حج وعمرة وشؤوناً اجتماعية. نطاق عمل الحركة الإسلامية هو نطاق مجتمعي واسع، بينما نطاق عمل القائمة العربية الموحدة هو نطاق سياسي محدد. من أسس القائمة العربية الموحدة هي الحركة الإسلامية، القوة المركزية التي تدعم القائمة العربية الموحدة هي الحركة الإسلامية، لكن الحركة الإسلامية اليوم تحولت إلى اطار سياسي شعبي اكثر، يعني تجد من يؤيد القائمة العربية الموحدة وهو ليس من الحركة الإسلامية، وتجد من يترشح على لائحة القائمة العربية الموحدة وهو ليس بالضرورة ابن الحركة الإسلامية. تجد في القائمة العربية الموحدة مرشحا ممكن أن يكون من أبناء الطائفة الدرزية او المسيحية، فالحركة الإسلامية أسست هذا الإطار ليكون سياسيًا ليس حزبياً، يعني ليس بالضرورة أن تكون ايدولوجيًا منسجمًا مع فكر الحركة الإسلامية لتكون في القائمة العربية الموحدة.

عندما تتحدث عن الحركة الإسلامية في الداخل هنا في إسرائيل، هناك شقان: الشق الشمالي والشق الجنوبي. ماذا حدث، ولماذا هناك حركتان؟

أسس الحركة الإسلامية فضيلة الشيخ عبدالله نمر درويش وترأسها سنين طويلة. هو عالم دين وفقيه ومفكر إسلامي كبير تتلمذنا عليه. بقي في رئاسة الحركة الإسلامية حتى عام 1998 بعد الانقسام الذي حدث في الحركة الإسلامية في عام 1996 على خلفية دخول الحركة الإسلامية إلى الكنيست.

في عام 1996، دخلت الحركة الإسلامية أول مرة إلى الكنيست في القائمة العربية مع الحزب العربي الديمقراطي؟

صحيح. هناك ثلاث محطات مركزية لغاية هذا العام. المحطة الأولى كانت تقريبا في عام 1979، حصلت اعتقالات واسعه في صفوف الحركة الإسلامية بتهمة الجهاد. في عام 1989، الحركة الإسلامية تخوض لأول مرة انتخابات السلطات المحلية والبلدية في الداخل. في عام 1996، خضنا انتخابات الكنيست بالشراكة مع الحزب الديمقراطي العربي. يومها تأسست القائمة العربية الموحد عمليا. في عام 1996، حصل انقسام سميت الحركة التي انشقت او عن الحركة الإسلامية الام برئاسة الشيخ عبد الله نمر درويشة الجناح الشمالي برئاسة الشيخ رائد صلاح وكمال الخطيب. اما ما يسمى بالجناح الجنوبي هو استمرار الحركة الإسلامية واستمرار المشروع الذي بناه الشيخ عبدالله نمر درويش، وما زال مستمرًا إلى اليوم. عمليا، بعد عبدلله نمر درويش، رأس الحركة الإسلامية فضيلة الشيخ إبراهيم صرصور، ثم فضيلة الشيخ حماد أبو دعابس. اليوم رئيس الحركة الإسلامية هو فضيلة الشيخ صفوت فريج، وبالتالي المظلة الاوسع لنا هي مظلة الحركة الإسلامية والمظلة السياسية لنا كمجتمع عربي هي القائمة العربية الموحدة.

منصور عباس: "القيادات الفلسطينية تجاهلت عرب الداخل"

في الإئتلاف وليس في الحكومة

نأتي إلى السؤال الذي يتعلق بدخولكم إلى الائتلاف الحكومي، يعني الحركة الإسلامية القائمة العربية الموحدة تدخل ائتلاف حكومي في إسرائيل مباشرة وليس من الخارج كما كان سابقا. انت اليوم جزء من حكومة إسرائيل من الائتلاف الحكومي. أولا هذا تاريخي بالنسبة لعرب إسرائيل، وثانيا كيف استطعتم أن تصلوا إلى هذه النتيجة وان تدخلوا في حكومة هي مؤلفة من اليمين والوسط واليسار وكل الأحزاب الإسرائيلية؟

الجواب لهذا الامر طويل جدا، لكن دعنا نوضح لأننا نتحدث مع المشاهد في العالم العربي. ما الذي يضبط علاقتنا نحن كمجتمع عربي، فلسطيني، بطوائفنا الثلاث الإسلامية والمسيحية والدرزية ما الذي ينظم علاقتنا مع دولة إسرائيل الذي ينظم علاقتنا مع دولة إسرائيل هي عقد المواطنة يعني بعد 1948 بعد نكبة شعبنا الفلسطيني بقي تقريبا 10 في المئة من أبناء الداخل هنا في قراهم ومدنهم العربية فرضت عليهم المواطنة والهوية الإسرائيلية، وبالتالي قبلوا هذه المواطنة وأصبحت هذه المواطنة العقد الناظم الذي ينظم العلاقة بين كل انسان عربي أو المجتمع العربي ككل مع دولة إسرائيل. عندما نريد أن نتحدث عن شراكة سياسية يجب نبدأ من هنا، بمعنى أن هذه الخطوة الأولى للشراكة السياسية في داخل دولة إسرائيل في الظرف الموجود منذ عام 1948 إلى اليوم. بعد ذلك، هذه الشراكة تبلورت من خلال عمليات تنظيم مجتمعي بالجمعيات بشركات بهيئات رسمية مسجلة لاحقا. الشراكة السياسية تطورت لتكون على مستوى السلطات المحلية. والسلطات المحلية هي جزء من جهاز الحكومة وجزء من وزارة الداخلية، إذا فهذه أيضا شراكة سياسية مهمة جوهرها أن تخدم مجتمعك العربي بالأدوات الرسمية. هذه الشراكة تطورت إلى مرحلة متقدمة اكثر وهي مشاركة من خلال السلطة التشريعية اللي هي الكنيست، البرلمان الإسرائيلي. الخطوة المتقدمة اكثر أن تشارك في الجهاز التنفيذي بشكل أو باخر، نسميه ائتلاف او حكومة، القائمة العربية الموحدة اختارت أن تكون جزئا من الائتلاف الحكومي لكنها ليست جزءًا من الحكومة. يعني، نحن لا نجلس حول طاولة الحكومة ونتخذ قرارات باسم حكومة إسرائيل، نحن في الائتلاف في اتفاق ائتلافي بيننا وبين الأحزاب التي شكلت هذه الحكومة، وهذا الاتفاق كله جاء ليخدم مصالح مجتمعنا العربي في قضايا مختلفة، اجتماعية اقتصادية سياسية وتربوية.

طبعا كان هناك انتقادات من القائمة المشتركة ومن أطراف أخرى من خارج إسرائيل من العرب: كيف يمكن أن تكون شريكًا في حكومة العدو؟

هذه المسألة يجب أن نفككها إلى ابعد الحدود. لا احد يستطيع أن يملك أحقية أن ينكر الرواية الفلسطينية العربية بالنسبة إلى قضية فلسطين، لكن كما ذكرت بعد عام 1948، انتقلت العلاقة في الاطار الذي ذكرته ان دولة عدوة احتلت ارضك ونكبت شعبك، ثم أتت النكسة واحتلال الضفة وغزة والقدس الشريف، مرة أخرى ما يضبط هذه العلاقة بيننا نحن جزء من الشعب الفلسطيني نسمى المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل وبين إسرائيل، إنه عقد المواطنة. تستطيع أن تقول لا اريد أن أكون مواطنا في دولة إسرائيل ولا اقبل النظام الإسرائيلي ولا منظومة القوانين الإسرائيلية، هذا خيار سياسي تستطيع أن تعود اليه بعد 74 عامًا، أو أن تقول هدفي الأول أن احافظ على وجودي في وطني في ارضي، أن احافظ على هويتي بأبعادها المختلفة، هويتي الوطنية، هويتي العروبية، هويتي الفلسطينية، هويتي الدينية كمسلم كمسيحي كدرزي، وان احافظ على حقوقي فأنا في نهاية الامر شئت ام ابيت اؤدي الحق الذي علي، أدفع الضرائب وألتزم القانون. لكن من جهة أخرى الدولة مسؤولة عنك، يجب أن تؤدي الحق الذي عليك. مجتمعنا العربي يعاني قضايا قاتلة، نبدأها من اهم قضية العنف والجريمة التي استفحلت في مجتمعنا العربي. الجماعات الاجرامية او العائلات الاجرامية تكاد تسيطر على حياتنا في قرانا ومدنا العربية على اقتصادنا على سلطاتنا المحلية العربية. في النقب تقريبا 140 الف انسان لليوم لا يتلقون أي خدمات في قرى معترف فيها، إضافة إلى عمليات هدم بيوت بالآلاف، هناك قضايا الأرض والمسكن. الأرض صودرت منا خلال السنوات العقود الماضية نحن الان نعمل على ماذا؟ على أن نسترد هذه الأرض. الأزواج الشابة من أبنائنا تبني مؤسساتنا، نوسع قرانا ومدنا العربية، لذلك القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع العربي تنوء تحتها الجبال. نريد أن نحمي مجتمعنا العربي، أن نمكن مجتمعنا العربي الفلسطيني في دولة إسرائيل. نحن جزء من الشعب الفلسطيني لكن لنا خصوصية. كل فصائل الشعب الفلسطيني تدرك هذه الخصوصية، ما ينطبق على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات لا ينطبق علينا. حتى في القانون الدولي وضعنا مختلف تماما عن وضع الفلسطينيين في الضفة وغزة. لا تنسى ان في نهاية الامر القرار الفلسطيني الرسمي في منظمة التحرير الفلسطينية تجاهلنا تماما، يعني في عام 1987، المؤتمر الوطني الفلسطيني تحدث عن قيام دولة فلسطينية في الضفة وفي غزة والقدس، إلى جانب دولة إسرائيل، وبعد ذلك في اتفاقية أوسلو أيضا كان ثمة تجاهل كامل. ليس على أبناء المجتمع العربي الفلسطيني أن يتجاهلوا القضية الفلسطينية أو أن يتخلوا عن المسؤولية الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني، لكن نحن نخدم أولا انفسنا كمجتمع عربي فلسطيني يريد أن يحافظ على وجوده وعلى هويته وعلى تمكين هذا المجتمع في داخل دولة إسرائيل. نساعد شعبنا الفلسطيني ونتضامن معه ونؤيد حقه في الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس الشريف.

سر نجاحنا

خلال السنوات الماضية لم يكن هناك أي حزب عربي يفكر بما تقوله الآن. أهو سهل جدًا أن تدخل إلى الحكومة وأن تكون شريكًا في الحكومة وان تحصل على الميزانيات وعلى تطوير الوسط العربي؟

الموقف العام،كما ذكرت سابقا، متفاوت بين الأحزاب، يعني كل أبناء المجتمع العربي الفلسطيني هنا يحملون المواطنة الإسرائيلية. هذا المستوى الأول من الشراكة، والكل يشارك في انتخابات السلطة المحلية والتي هي كما ذكرت جزء من السلطة التنفيذية في إسرائيل، وجزء يشارك في انتخابات الكنيست والآن نحن متقدمون في موقفنا لكن، عندما كنا شركاء في القائمة المشتركة، نحن الأحزاب المركزية الأربعة في المجتمع العربي، ذهبنا وسمينا مرشحاً من حزب كاحول لافان بني غانتس وهو اليوم وزير الامن ليكون رئيس الحكومة. اذا فكرة الشراكة في الائتلاف على مستوى الحكومة كانت موجودة ليس فقط عند القائمة العربية المشتركة بل أيضا عند الأحزاب الأخرى. ومن ينكر ذلك فليخرج ويشرح لنا ما معنى أن توصي مرتين بني غانتس. استطعنا أن نحدث اختراق لان كل الأحزاب العربية رغبت في أن تدخل الملعب السياسي الإسرائيلي كلاعب مؤثر، لكننا لم ننجح كلنا. القائمة العربية الموحدة موضعت نفسها من جديد في القوس السياسي الإسرائيلي وخاطبت كل شرائح المجتمع الإسرائيلي، خاطبت اليمين واحتكت واشتبكت مع فكرة الاقصاء السياسي لنا كعرب واستطعنا أن نحقق اختراقاً أدى في النهاية إلى سقوط حكومة نتنياهو وتشكيل حكومة غريبة من نوعها هي حكومة مشكلة من أحزاب في الوسط وفي اليمين وفي اليسار، حزب يمينا مع حزب ميرتس، وعرب ويهود.

حاورت نتياهو قبل الانتخابات الأخيرة وكان هناك حديث وغزل سياسي!

سر نجاحنا، سر نجاح منصور عباس، في هذا الاختراق السياسي انه بدأ الحوار مع اليمين. نعم تحاورنا معه وتفاوضنا معه ولغاية اللحظات الأخيرة قبل توقيعي على اتفاقية الائتلاف، كان نتانياهو لا زال يحدثني في الهاتف ويحاول أن يقنعني ألا اذهب لذلك الطرف، بل أن أكون في الطرف الآخر.

لكنه لم يستطع أن يقنع شركاءه سموتريتش وبن غفير بضمك إلى حكومته؟

هذا لا يقاس علينا. هذه شخصيات عنصرية فاشية في إسرائيل، فما الذي نسعى له نحن كمجتمع عربي وكقيادات سياسية. نحن نسعى لإحداث تغيير في الفكر والثقافة السياسية الإسرائيلية لتكون اكثر عدلا اكثر انصافا واكثر مساواة واكثر قبولًا للأخر. نمضي عشرات الساعات ولا نقنع احداً، لكن اكتشفت انه عندما تحدث شراكة سياسية ورغبة في التعاون تستطيع أن تحدث تغييراً متبادلاً. على فكرة، لا اتحدث عن تغيير الآخر فقط، ففي ما قمنا به تغيير في انفسنا وفي تفكيرنا.

منصور عباس: هناك حل قريب لمسألة المسجد الأقصى بقيادة الملك الأردني

شبه مستحيلة

ألم تكن المهمة صعبة أمام مجلس الشورى والقائمة العربية الموحدة والشركاء؟

كانت صعبة جدا وشبه مستحيلة. احد اقرب الناس الي عندما شاركته في الأفكار هذه والى اين نريد أن نصل قال لي انت رجل منتحر، انت ابن هذا المجتمع وتعرف ان هذا الامر صعب في مجتمعنا العربي وغير متقبل، لكن لاحظ في نهاية الامر كل ما نفعله اليوم تحدثنا به قبل الانتخابات. عمليا ذهبنا للانتخابات الأخيرة وقلنا للناس نعم نحن ذاهبون باتجاه شراكة سياسية ولم نشترط ان يكون ذلك مع يسار او مع كذا، انما في الاطار المفتوح، وشعبنا، اي الناخب العربي، اعطانا هذا التوكيل، ولهذا عندما يأتي فلان او فلان يريد أن يحاججني أقول له لحظة، انا لم اذهب إلى الانتخابات بأجندة معينة بتوجه معين وبعد الانتخابات غيرت توجهي، انا ذهبت بصدق إلى المجتمع العربي وقلت له انا مقتنع أن البرنامج السياسي الصحيح الذي يمكن أن يخدم مجتمعنا وقضيتنا الفلسطينية لاحقا هو ما اطرحه عليكم الان في ما يسمى اليوم النهج الجديد، والمجتمع العربي قبل بهذا الامر واعطانا صوته لندخل الملعب السياسي.

وهذا كان الحدث التاريخي. اصبحتم جزءًا من ائتلاف حكومي. من جهة ثانية بنيامين نتياهو يعير هذا الائتلاف ويقول انتم ائتلاف يستند إلى حركة إسلامية.

صحيح

أنت تقول انه كان يتحدث معك حتى قبل أن توقع على اتفاقية الائتلاف؟

هذه من مفارقات السياسة في إسرائيل. ما يتحدثون به قبل الانتخابات غير ما يتحدثون به بعد الانتخابات. لا تنسى أن الرجل عندما كان في مصلحته أن يتعامل مع القائمة العربية الموحدة ومنصور عباس مررنا من خلال حكومة نتنياهو وغانتس أكثر من قرار لصالح مجتمعنا العربي. فعندما يكون الامر في مصلحته ومصلحة بقائه في الحكومة، الأمر شرعي ومقبول وهذا خدمنا، خدمنا مع الطرف الاخر وعندما يكون الامر يؤدي إلى خسارته للحكومة وللسلطة ففي طبيعة الحال سيذهب باتجاه التحريض والاتهام والطعن ومحاولة نزع الشرعية السياسية عن دورنا.

نذهب مع نتنياهو

في حال سقطت هذه الحكومة لسبب أو لآخر ونتنياهو بحاجة لتشكيل حكومة وبحاجة لكم. هل تذهبون معه؟

القاعدة الأساسية التي انطلقت منها القائمة الموحدة هي انها لا تخاطب فقط الأحزاب، بل تخاطب المجتمع الإسرائيلي برمته. توجهات 70 في المئة من المجتمع الإسرائيلي يمينية متفاوتة، لذلك مهم أن نحاوره ونقول لهذا المجتمع نحن لا نرفضك. ثمة نقاط خلاف نعم، لكن نحن نتدافع مع هذا المجتمع في أفكار مختلفة هنا وهناك. نقطة القوة في القائمة العربية الموحدة انها فتحت امام نفسها خيارات متعددة، حتى في المفاوضات.

يعني انك لم تلغ فكرة أن تذهب مع حكومة بقيادة نتنياهو؟

دعني افسر، ليس بهذه الطريقة لكن كاستراتيجية سياسية أي حزب يريد أن يحافظ على استراتيجية سياسية يجب أن يتمتع بمرونة وقدرة على المناورة، اذا حصرت نفسك في وظيفة واحدة في موقف واحد أصبحت غير مؤثر، لماذا استطاعت القائمة العربية الموحدة بأربع أعضاء فقط أن تفعل ما لم تفعله المشتركة بـ 15 عضوا، لأن القائمة العربية الموحدة تناور في كل الملعب السياسي، في نهاية الامر بوصلة قرارنا هي مصلحة المجتمع العربي. مرة أخرى أقول لدينا خطوط حمر لا نتجاوزها، المحافظة على حقوقنا التي لا يمكن أن نتجاوزها، لا تستطيع أن تحقق كل حقوقك لكن لا نتنازل عن حقوقنا، وجودنا هويتنا بأشكالها المختلفة هويتنا الوطنية الإنسانية الدينية لا نتنازل عنها، نحافظ على طبيعتنا، على مكانتنا. هذه الخطوط الحمراء التي نتمسك بها، وفي داخل هذه المنظومة نناور.

هذا يعني انه يجب أن تكون هناك مفاجأة تنتظرهم عندما يكون هناك تشكيل حكومة أو تغيير سياسي؟

يجب أن يكون لديك خيارات واسعة أن تخاطب كل شرائح المجتمع الإسرائيلي اليهودي، وأن تتحاور مع القيادات السياسية جميعها، وتستطيع أن تصل معهم إلى تفاهمات معينة.

في الحكومة الحالية الوضع ليس جيدًا، هل ستكون القائمة العربية الموحدة هي من يسقط حكومة بينيت ام لا تريدون ذلك؟

هناك اشكاليتان: الأولى، نعم الحكومة فقدت الأغلبية المطلقة، 61، ولم تفقد الأغلبية العادية.

اسقاط الحكومة يحتاج إلى 61.

اسقاط الحكومة يحتاج إلى 61 وبالتالي تشكيل حكومة بديلة وهذا لا يوجد، ممكن أن نذهب إلى انتخابات. تحل الكنيست بقانون عادي ونذهب إلى انتخابات الآن هناك امران. نحن من جهة مرتبطون مع هذا الائتلاف في اتفاق ائتلافي، علينا أن ندعم الائتلاف من جهة وعليهم أن ينفذوا القرارات التي اتخذت في مجتمعنا العربي في مجالات مختلفة سنأتي عليها. أداة الضغط بيدنا كقائمة عربية موحدة هي المشاركة في عملية التصويت في الكنيست والامتناع عن التصويت ضد الحكومة في حجب الثقة وغيره، ولكن أقول بما اننا تجربة وليدة لأول مرة نشارك في الائتلاف من اللحظة الأولى قالوا متى ستسقط القائمة العربية الموحدة هذا الائتلاف، عمليا اسقاطنا للائتلاف يمكن أن يكون عند البعض شعورًا بالقوة بالعزة، نحنا شكلنا حكومة واسقطنا حكومة. انا لا افكر بهذا الأسلوب. نريد أن نراكم الإنجاز السياسي ونعزز المكانة السياسية لمجتمعنا العربي، لذلك صبرنا كبير على التدافع في داخل الائتلاف. في اعتقادي أن نذهب نحن القائمة العربية الموحدة ونسقط هذا الائتلاف ونذهب إلى انتخابات لا يخدمنا في الدرجة الأولى لكن نحن لدينا أدوات ضغط في ما لو اردنا أن ننجز شيئا معينا في الحكومة او في الائتلاف في التصويت داخل الكنيست بمعنى تقول القائمة العربية الموحدة: اذا كنا القائمة العربية الموحدة التي تمثل المجتمع العربي الفلسطيني ولم نستطع أن نحقق إنجازات لمجتمعنا ونحل مشاكله فغيرنا لن يستطيع أن يحقق إنجازات سياسية لمجتمعه. هذه معادلة اكثر منطقية. الشارع الإسرائيلي العام الذي تقبل فكرة شراكة القائمة العربية الموحدة يتقبل هذه الفكرة لأن هذا يعطيه الثقة ان في الإمكان أن نعتمد على شراكة عربية لتشكيل ائتلاف حكومي.

منصور عباس: لا نلغي المشاركة مع نتانياهو في حكومة بديلة

لن نسقطها

يعني انكم لن تسقطوا الحكومة لكن ستكون لكم مناورات مع الائتلاف الحالي الهش؟

مرة أخرى نتحدث عن إطار عام. ربما تحدث تطورات تجرنا إلى قرار نحن لا نريده، لكن في الاطار العام المقاربة الصحيحة التي اراها الا يكون لنا يد مباشرة في اسقاط الحكومة وحل الكنيست، وانما أن نضغط على الحكومة في مختلف القضايا بالأدوات الأخرى المتاحة بين أيدينا.

بعد ما حدث في المسجد الأقصى المبارك وما يحدث من موجة عنف في القدس، أبلغتم هذه الحكومة انكم جمدتم العمل معها بسبب هذه الاحداث. ماذا يحدث الآن؟ هل هناك اتصالات مع الأردن مع الملك عبدالله الثاني وهناك مباحثات حول هذا الموضوع يمكن أن نستمع منك عما يحصل في هذا الموضوع لأن الإعلام الإسرائيلي لا يعطي الصورة الواضحة؟

لا شك في أن الاحداث المتكررة في المسجد الأقصى المبارك وبالذات كل شهر رمضان مؤلمة لنا جميعا وهي تعد على حرمة المسجد الأقصى المبارك، وواضح لنا تماما انه يجب أن توضع هذه القضية على طاولة الحوار، ويتم الاتفاق على ما تحدث عنه الجميع، يعني حكومة إسرائيل رئيس الحكومة والحكومات السابقة تقول انها مع الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك بمعنى منع الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، وطبعا أداء صلوات يهودية او غير ذلك، هذا الوضع القائم هناك خلاف على تعريفه، لذلك بالنسبة لنا المسجد الأقصى المبارك ليست قضية سياسية هذه قضية دينية، فكان لا بد من موقف قوي واضح وصريح وهو تجميد عضويتنا في الائتلاف في النشاط البرلماني بهذه الفترة، وما زال هذا القرار ساري المفعول لكن نحن في النهاية نريد حلولاً، نريد أن نحفظ قدسية المسجد الأقصى المبارك والا تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك وان يمكن أهلنا أداء شعائرهم في المسجد الأقصى المبارك وان تستطيع دائرة الأوقاف الإسلامية أداء دورها كمسؤولة عن المسجد الأقصى المبارك وان يكون هنالك مفاعيل الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس، وأن تكون حقيقة وليس كلاماً فقط، وبالتالي حراكنا كان دوليا. الجهة المسؤولة عن المسجد الأقصى المبارك هي المملكة الأردنية الهاشمية، فكان لي لقاء قريب وأيضا لقاء سابق في هذا الاطار، وأبلغت القيادات الإسرائيلية أن التعامل مع المسجد الأقصى المبارك يجب أن يخرج من النطاق السياسي الضيق، فهذه مسالة دينية تمس ملياري مسلم في العالم، وتمس حرية الأديان وحرمة الأماكن المقدسة والعلاقة اليهودية-الإسلامية في كل العالم، بالتالي يجب التعامل مع هذا الموضوع تعاملاً يليق بحجم هذه القضية، فضلا عن ان المسؤول عن الاتفاق في هذا الموضوع هو الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن.

في الاجتماع معه هل هنالك أمور جديدة في تطور؟

لن أفصل في هذا الامر لكن الواضح تماما ان ثمة اهتمام كبير، وهناك اهتمام عربي واسلامي، المهم أن يكون الموقف واحدًا، ويتمثل في المخرجات التي يتحدث عنها جلالة الملك عبدالله الثاني، ولنا دورنا ونمارسه بشكل يناسب خصوصيتنا وظرفنا، وللجانب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية دور في هذا الموضوع، في موازاة الدور الرسمي الإسرائيلي، للوصول إلى الصيغة الأمثل في هذا الاطار.

هل يقبل الإسرائيليون ما طرحته؟

لا يستطيع احد أن يتجاهل أن التحدي الأكبر في السنوات العقود الأخيرة هو ما يتعلق في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وكيف اندلعت الانتفاضة الثانية، معظم الاحداث تتركز في القدس وفي ساحات المسجد الأقصى المبارك لذلك نعي القيادات السياسية الإسرائيلية ان القضية في المسجد الأقصى المبارك يجب أن تعالج بما يليق بحقنا في المسجد الأقصى المبارك، وهو حق إسلامي محض.

هل تعتقد انك ستنجح في مهمة الوساطة والتقريب هذه؟

أنا لست وسيطًا. أنا طرف.

في العمل مع الجانب الأردني؟

باعتقادي نعم، سيكون هناك نجاح بالعمل بالمثابرة وبالتفاهم. طبعا نحن هنا نتعامل بمنطق حوار سلمي، نحن لا نعلنها حرب دينية ولا قومية انما نقول يجب أن يكون هنالك حل، ويجب وقف هذه الانتهاكات للمسجد الأقصى المبارك.

منصور عباس: لن تعود القائمة المشتركة كما كانت والتعددية قوة

أنجزنا وننجز

إلى جانب هذا الحل، رأينا في المسجد شبانًا ملثمين مع حجارة ومفرقعات، وهناك أيضا محاولات من بعض المصلين لدفعهم إلى الخارج؟

هذه الظاهرة وليدة عرض جانبي للوضع في مدينة القدس، بمعنى أنه جرى تفريغ مدينة القدس من قياداتها الدينية والسياسية وجرى اضعاف الوقف الإسلامي المسؤول عن إدارة المسجد الأقصى المبارك. يعني تخيل من 5 سنوات حوالي 200 من عناصر الحراسة الداخلية للمسجد الأقصى ممنوعين وعينت الأوقاف اعدادًا إضافية لكن إسرائيل لا تسمح لهم بممارسة دورهم، لذلك أي ظاهرة عنف في داخل المسجد الأقصى من هؤلاء الشبان مرفوضة. المصلون والاوقاف حاولوا أن يمنعوا هذا الامر الذي يأتي في إطار ردة فعل على الاقتحامات في المسجد الأقصى المبارك، هذا الامر مرفوض وهو يمس حرمة المسجد الأقصى المبارك، لكن ما هو الحل؟ الحل أن تتمكن الأوقاف والحراسة التابعة للأوقاف من أداء دورها: ضبط النظام في المسجد الأقصى المبارك. والحل بعيد المدى وهو أن يكون هنالك تسوية سياسية، فكل من القدس الشرقية والمسجد الأقصى المبارك جزء من الدولة الفلسطينية.

نعود إلى عرب الداخل والإنجازات. هل يمكن أن نقول إن القائمة العربية الموحدة أنجزت في أقل من عام ما لم تنجزه كل الأحزاب العربية منذ دخلت الكنيست حتى اليوم؟

في هذا الموضوع اختلاف. هناك فارق كبير بين أن تكون في الائتلاف وبين أن تكون في المعارضة وتحاول أن تؤثر من الخارج على القرار. في اعتقادي الإنجاز الأول والسياسي العام هو اننا فرضنا انفسنا كمجتمع عربي داخل إسرائيل وكقوة سياسية فاعلة متحركة لها دور، وهي جزء من القرار بقدر معين. هذه المكانة السياسية التي اشغلت الدولة اليوم، واشغلت العالم، يعني عشرات السفراء تأتي من العالم تلتقي بي ونتحدث في هذا الموضوع، فانت اليوم موجود كعامل سياسي نشط وهذا يولد إنجازات أخرى سواء على المستوى المدني او على المستوى القومي او على المستوى الديني او على المستوى القانوني. في الاطار العام هذا الاختراق الكبير الذي احدثناه كان محظورا علينا، وهذا انجاز كبير اذا استثمرناه بشكل صحيح سيؤدي إلى نتائج طيبة على مجتمعنا العربي وله آثار بعيدة المدى على القضية الفلسطينية لاننا سنكون عاملًا لتقريب وجهات النظر، فنحن من جهة هويتنا فلسطينية ومن جهة البعد القومي مواطنون في دولة إسرائيل، وهذه المكانة الخاصة يمكن أن تؤدي دورا إيجابيا في الوصول إلى تسوية واتفاقية سلام وقيام دولة فلسطينية. على مستوى المجتمع العربي منذ اليوم الأول بدأت تخرج قرارات وقوانين تحل جزءًا من قضايا المجتمع العربي، وهنا أقول في الاطار العام نحن نسير على قاعدة ما لا يترك كله لا يترك جله يعني اذا انت لا تستطيع أن تحل كل مشاكلك مرة واحدة، فانت تراكم حلولًا للمشاكل المستعصية التي تراكمت خلال عشرات السنين فضلا عن أن هذه الحكومة اقرت ميزانية عام 2022، الموازنة الأولى التي تعمل فيها، نحن الآن في مرحلة تحريك الدواليب لتترجم هذه القرارات إلى ارض واقع.

اذا حصلت انتخابات مبكرة، هل تخشى على القائمة العربية الموحدة؟

لو نخشى على سقوطنا كنا خشينا في المرة الماضية. الكل راهن على سقوطنا، وحتى استطلاعات الراي لم تعطنا فرصة للنجاح، حتى استطلاعات يوم الانتخابات ورغم ذلك نجحنا وحصلنا على عدد أصوات أكثر كثيرًا مما نحتاجه لندخل إلى التمثيل البرلماني. ما يشغلني الآن هو ليس النجاح في الانتخابات القادمة وكم عضو كنيست نستطيع أن نحصّل، انما ما يشغلني الآن هو كيف نحفظ مكاننا كلاعب سياسي منتج مؤثر وكيف نحرك دواليب الخطة الخماسية التي اقرت في الأشهر الأخيرة، هذا مهم بالنسبة الي اكثر لأن هناك شعور أن عمر الحكومة لن يطول، وبالتالي ملحّ أن ننجز اكثر ما يمكننا أن ننجزه في هذه المرحلة.

منصور عباس: 70 في المئة من المجتمع اليهودي يميني ونحن نحاوره

استفدنا من تجاربهم

الحركة الإسلامية جزء من حركة الاخوان المسلمين في العالم. في العالم العربي من يرى أن حركة الاخوان المسلمين شريكة في حكومة إسرائيل. هذا تناقض كبير؟

أريد أن اتحدث في هذا الموضوع بعقل مفتوح وبقلب مفتوح وبصدق. ما يسمى الحركات الإسلامية بما معناه الإسلام السياسي والحركات الإسلامية التي لها بعد سياسي ومشروع سياسي منتشرة في العالم العربي لكن الحكم عليها انها كلها تحت مظلة حركة الاخوان المسلمين التي تأسست في مصر في عام 1928 حكم جائر. في هذا الاطار، الحركة الإسلامية التي أسسها فضيلة الشيخ عبدالله نمر درويش في بداية 1970 هي حركة محلية، والمجتمع العربي الفلسطيني له خصوصية بإزاء كل الشعب الفلسطيني، وهذه الخصوصية تنبع من كونه عربي فلسطيني ومواطن في دولة إسرائيل، كذلك الحركة الإسلامية لها خصوصية وهي أنها حركة محلية لا يوجد لها أي ارتباط تنظيمي ولا قيادي مع أي حركة إسلامية اخوان مسلمين او غير اخوان مسلمين خارج حدود 1948 وليس حدود فلسطين كلها خارج حدود 48. هل هذا يعني اننا لم نتعلم او لم نستفد من التجارب الإسلامية في العالم الإسلامي؟ طبعا استفدنا من تجربة الاخوان المسلمين، من تجربة الصوفية، من تجربة التوجهات الإسلامية المختلفة، سياسية او غير سياسية، لذلك ترى في مكتبتي كافة التجارب الإسلامية المرجعية قديما وحديثا، لذلك أقول بشكل واضح وصريح أننا لسنا في ما نقوم به الآن كحركة إسلامية كقائمة عربية موحدة، لسنا حجة على احد خارج أراضي 1948، لا على حركة الاخوان المسلمين وغير حركة الاخوان المسلمين ولا على حماس ولا على فتح. نحن حركة تملك قرارها المستقل، والمحلي ضمن فهمنا الشرعي والفقهي وضمن فهمنا في السياسية الشرعية، ونعرف احتياجاتنا كمجتمع عربي من اجل أن نثبت اقدامنا. نحن مرابطون في هذه الديار، نثبت اقدامنا ونحافظ على مجتمعنا العربي ونحافظ على هويتنا الإسلامية وهويتنا العربية والفلسطينية، وندير علاقتنا مع دولة إسرائيل على قاعدة المواطنة.

والمشاركة؟

المشاركة بطبيعة الحال هي المواطنة، وهي مشاركة لذلك ارجو للمرة الثانية أن أطلق هذا النداء، انا مقل في الظهور في الاعلام العربي، لكن الاعلام العربي تناولنا كأننا جزء من الاخوان المسلمين ومن التدافع الذي يحدث بين أنظمة عربية وبين الاخوان، واما يتناولنا من زاوية أخرى وهي زاوية المزاودة والتخوين والتكفير وغير ذلك. لا هذا التوجه صحيح ولا ذاك صحيح. احترموا خصوصيتنا، اخرجونا من دائرة الصراع او النزاع او الخلاف الحاصلة الان في المجتمع العربي كله. نحن لسنا جزءًا منه، أقولها بشكل شفاف في مرحلة معينة، كنا نهتم لما يحصل في العالم العربي في الفترة الأخيرة ورجونا خيرًا بالربيع العربي لكن من باب الشعور اننا امة واحدة شعب واحد نريد الخير لكل شعوبنا العربية. اقولها بشكل واضح وصريح، نحن مع استقرار كل الدول العربية ومع نمو وتطور الدول العربية ومع حقوق الشعوب العربية في الحكم الرشيد وفي العدل وفي تطوير حياة الناس، لكن لن نسمح لأنفسنا وبالذات في الموقع الذي نحن موجودون فيه الآن، وبالذات في الموقع الخاص الذي انا موجود فيه، لا اسمح لنفسي أن اخرج في الاعلام وان اعظ وان أقدم رسائل سياسية لشعوبنا العربية ولعالمنا العربي.

من هذا المنطلق كيف ترون مثلا التطبيع ومعاهدة السلام مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان؟

كنا نتمنى أن يكون تطور العلاقة مع إسرائيل من خلال المبادرة العربية التي أطلقها الملك السعودي عبد الله في مؤتمر بيروت. هذا الذي نفضله ونريده، لكن هذه الاتفاقات أصبحت واقعًا ونحن هنا كمجتمع عربي في إسرائيل او كشعب فلسطيني وسلطة فلسطينية ماذا نحن فاعلون؟ في اعتقادي ان المقاربة الصحيحة هي التفاعل الإيجابي مع هذا الامر ومحاولة استثمار هذه القرارات في صالح القضية الفلسطينية في الاطار العام، وهذا يتطلب تفاهمات عربية &- عربية. في اعتقادي، التوجه العام للقيادات الفلسطينية يجب أن يعزز الثقة وباقي التعاون مع الاشقاء العرب من الخليج إلى المحيط.

كيف ترون موقف السعودية في القضية الفلسطينية؟ يعني هي الدولة التي قالت لن نصنع سلامًا مع إسرائيل ما دامت القضية الفلسطينية لم تحل؟

ما زال موقف السعودية الموقف الذي أطلقته ضمن المبادرة العربية، وهي في الأساس مبادرة سعودية، وهذا الموقف هو موقف اجماع عربي وأصلا تحول إلى موقف اجماع إسلامي وحظي بتأييد دولي، لكن ما ألاحظه انه بعد اطلاق المبادرة لم يكن هناك تحرك سياسي عربي منظم، في رؤيا واضحة كيف يمكن أن نحرك دواليب المبادرة العربية. فأنا أنظر للموقف السعودي من خلال المبادرة العربية السعودية التي قالت بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا بالاشتراطات الموجودة في المبادرة، فإن حصل فنحن مستعدون أن نقيم علاقات مع دولة إسرائيل.


منصور عباس: نثمن موقف السعودية إزاء القضية الفلسطينية

لكن من جهة أخرى، نرى من يخون السعودية ويقول لها انتم تذهبون إلى التطبيع مع إسرائيل؟

أنا آخر من يفكر بهذه الطريقة. طريقة التخوين والتكفير لا تليق بنا كأمة عربية وإسلامية، ثقافة التخوين والتكفير تدمرنا. أقول بشكل وواضح وصريح أنني موجود في هذه الدائرة يعني بعد أن تقدمنا في الموقف السياسي والشراكة السياسية هنالك من يكفر منصور عباس وهنالك من يخون منصور عباس وللأسف التياران الكبيران في عالمنا العربي، التيار الإسلامي والتيار الوطني، هذا يخون وهذا يكفر، يعني نفس الثقافة. يجب أن نتخلص من هذه الثقافة وان نبدأ نعالج أمورنا وان نبني الثقة، وان نطور ثقافة الاختلاف. يمكن أن نختلف، نحن نعذر الصحابة الذين اجتهدوا واختلفوا بين بعضهم وسالت دماء بينهم، لا نبرر هذا الموقف لكن نقول نعم الحق هنا لكن الاجتهاد في الاطار العام مبرر، نحن آتون من ثقافة إسلامية تتقبل هذا الاختلاف في النطاق الواسع جدا، لماذا لا نطبقه في واقع حياتنا ولا نبقى في اطار الشعارات؟ أقول أن نبتعد عن ثقافة التكفير والتخوين ونعزز ثقافة الحوار والاختلاف والاجتهادات المشروعة.

نتضامن مع الشعوب

أين انتم من الوضع السوري وما يحصل في سوريا؟

في البداية، كان لنا موقف واضح وصريح، لكن تزاحم الاحداث في المشهد السوري في نكبة الشعب السوري والتجاذبات واللعب بمصير الشعب السوري جعلنا ننسحب إلى موقف اكثر انساني واخلاقي وان نقول نحن مع حقوق الشعب السوري في الأمن والحياة الكريمة والعيش الكريم والحكم الرشيد وان نحفظ له وطنه وحاضره ومستقبله وان نخرج انفسنا خاصة ان ثمة جهات دولية عاثت في هذا الملف فسادا. بالنسبة لنا كل نظام لا يحترم حقوق الشعوب وحريتها وكرامة الشعوب، ويعمل من اجل خدمة النظام في هذه الدولة نظام لا يستحق الحياة، لا نطالبه أن يتحول إلى نظام ديمقراطي وشوري لكن هناك حق ادنى من احترام حقوق الانسان واحترام حق الانسان أن يعبر عن رأيه وعن فكره وعن اجتهاده وعن حقه في اختيارات بلده.

كيف ترون ايران؟ هل تصدر الثورة ام تصدر التشيع؟

اعود وأؤكد الموقف الأساسي من موقهي هذا. أحاول ألا ادخل في ملفات المنطقة والاصطفافات الموجودة لأنها وجهات نظر. نحن انسحبنا إلى الموقف الأخلاقي الذي ينحاز إلى حقوق الشعوب الإسلامية وشعوب أخرى، نحن نتضامن مع الشعوب التي تعاني الحروب، في أوكرانيا او أي بلد أخرى.

أتتضامنون مع الأوكرانيين؟

مع الشعب، لا أتدخل في المسألة السياسية والخلاف السياسي كموقف سياسي نابع من ديننا وعقيدتنا. أرفض العدوان على أي انسان آخر، هذه رسالتنا إنسانية عامة فلذلك نعم نحن نتمسك بهذا الموقف ونحاول الا نزج بانفسنا في الصراعات الموجودة الان في العالم وفي المنطقة، وهمنا الأساسي أن نحافظ على وجودنا هنا في ارضنا في وطننا وأن نحافظ على هويتنا.

يعني لا تريد التطرق إلى الموضوع الإيراني؟

نحن نتابع الامر والموقف الإسرائيلي من ايران والموقف الإيراني من إسرائيل واضحان تماما لكن الآن أن نزج بأنفسنا كقوة سياسية محلية كما ذكرت، كمن يضع نفسه على منبر عالمي يريد أن يشرف على كل العالم نحن لسنا موجودين في هذاك المكان، نحن نريد أن نحافظ على مكاننا، على هويتنا، على فرصتنا، في أن نضمن أمن ومستقبل أبنائنا وبناتنا.

التعددية قوة

هل يمكن أن تعود القائمة المشتركة إلى ما كانت عليه سابقا؟

افترقت طريقنا عن القائمة المشتركة عندما افترقنا في البرنامج السياسي. على فكرة، كل أبناء الداخل هنا كل الأحزاب السياسية متفقة على الأهداف. ما هي اهدافنا الكبيرة؟ قيام دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس الشريف إلى جانب دولة إسرائيل، ومواطنة كاملة وحقوق كاملة لنا كعرب فلسطينيين في دولة إسرائيل. على ماذا اختلفنا؟ كيف نصل إلى هذه الأهداف؟ ما هي اولوياتنا في هذه المرحلة؟ كيف نصل إلى هذه الأهداف؟ هنالك ساحة نضال سياسي اعلامي ميداني حقوقي دولي وهنالك نضال من خلال الشراكة السياسية المؤثرة، سواء على مستوى الكنيست وكلنا موجودون فيه، أو على مستوى الائتلاف هذه مرحلة متقدمة، فاختلفنا في هذه النقطة. لم نختلف على الكراسي ولا على مواقع. أقول إن مجتمعنا العربي يستحق أن نبذل جهدا من أجل أن نحاول أن نجد صيغة، لكن اذا لم نجد صيغة متفق عليها كيف ندير نضالنا من اجل تحقيق حقوقنا؟ نقبل بالتعددية.. التعددية قوة.

تبقى الأمور كما هي ولا ضير في ذلك؟

لا ضير في ذلك. في اعتقادي يبقى الانقسام المنغص الأساسي. هذا الافتراق يؤثر على نسبة المشاركة السياسية في الانتخابات فنحن لا نترجم القوة الانتخابية الكاملة لمجتمعنا العربي، نحن مليون صوت، وحزب الليكود حصل على 35 مقعد بمليون ونيف.

يعني العرب يمكن أن يضاهوا الليكود؟

ممكن على 20 مقعدًا. بالتالي سيكون لنا قوة اكثر، لكن مرة أخرى القوة ليست كمية، كان لنا 15 مقعدًا ولم يكن لنا تأثير كبير كما نحنا اليوم في 4 مقاعد.

تأثير اكبر؟

نملك اجندة واقعية تفاعلية مؤثرة تتمتع بالمرونة تعرف كيف تخاطب الآخر الإسرائيلي. هذه قضايا يجب أن نفكر فيها كأبناء مجتمع عربي هنا في الداخل، وأن نحاول رسم مستقبل لنا. كيف نريد أن نرى أنفسنا في العقود القادمة؟

كلمة أخيرة تريد أن تقولها للمواطن العربي؟

اريد أن أؤكد أننا نحن أبناء الامة العربية وأبناء الامة الإسلامية وننتمي إلى كل عالمنا العربي وعالمنا الإسلامي ونحبه ونريد له الخير، ونسعد في إنجازات العالم العربي ونسعد في التطور والنمو في هذا العالم العربي، لكن في موازاة ذلك أيضا نحن كأبناء المجتمع العربي الفلسطيني الذي عانى قبل النكبة وبعد النكبة إلى يومنا هذا، من حقنا أن نلتفت إلى وجودنا وان نحفظ هويتنا وأن نحفظ وجودنا ونرابط في ارضنا، هذا هو الفرض الشرعي والوطني والإنساني بالنسبة لنا، ومرة أخرى رسالتنا هي رسالة إيجابية، رسالة محبة وتعاون، ورسالة اعذار أيضا.. أن يعذرونا لأن ظرفنا يختلف كليًا عن ظرف الإطار العربي والإسلامي. نحن نجتهد اجتهادا سياسيا معتبرا، نبقى خارج سياسة التكفير والتخوين ونتناقش في ما يمكن أن ينفع الناس في مجتمعنا العربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التيارات الاسلاميه - هذا دورها ،، وليس في فلسطين فقط ،،
عدنان احسان- امريكا -

االاسلام السياسي ،، حسب مصالحه ،،، ولذلك لا يمكن الوثوق بهم ،،، وبكل تياراتهم ،،، سواء من لبس ثوب المقاومه - واخر يمثل المطبعين - واخر يمثل القطريين - ومنهم بيادق للمخابرات المصريــــه - وقسم اخر يراهن على مؤتمر فيينــــا ،،، والاسام السياسي ، هو الصهيوينه الجديده في العالم العربي ،، اي كانت مواقفه ،، لا تثقوا بهم ،،،