فيما تتواصل المعارك في بقية المناطق الأوكرانية
هدنة متوقعة في مجمع الصلب في مدينة ماريوبول لإجلاء مدنيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زابوريجيا (أوكرانيا): يفترض أن يشهد محيط مجمع الصلب آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، اعتباراً من الخميس ولثلاثة أيام، وقفاً لإطلاق النار أحادي الجانب أعلنت عنه القوات الروسية، لكن المعارك مستمرة في بقية مناطق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان مساء الأربعاء إن "القوات المسلحة الروسية ستفتح ممراً إنسانياً من الساعة الثامنة إلى 18,00 بتوقيت موسكو (05,00 إلى 15,00 ت غ) في الخامس والسادس والسابع من أيار/مايو، من موقع مصنع آزوفستال للمعادن لإجلاء المدنيين".
وأضافت "خلال هذه الفترة ستوقف القوات المسلحة الروسية ووحدات جمهورية دونيتسك الشعبية (التي أعلنها الانفصاليون الموالون لروسيا من جانب واحد) إطلاق النار والأعمال العدائية من جانب واحد".
وأكدت أنه سيسمح للمدنيين الذين لجأوا إلى المجمع الصناعي بالتوجه إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها كييف.
وسيشكّل الاستيلاء على هذه المدينة انتصاراً مهماً للروس لأنه سيسمح لهم بتعزيز مكاسبهم في المناطق الساحلية على طول بحر آزوف عبر ربط منطقة دونباس التي يسيطر عليها الموالون لهم جزئياً، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، لجأ مئات الأشخاص من مقاتلين ومدنيين أوكرانيين إلى أقبية المجمع التي بنيت في الحرب العالمية الثانية تحت موقع آزوفستال الذي قصفته القوات الروسية بكثافة.
إجلاء المدنيين
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو إنه تم إجلاء 344 شخصاً الأربعاء من ماريوبول والمناطق المحيطة بها إلى مدينة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا على بعد حوالى 230 كيلومتراً. لكنه أكد أنه "ما زال هناك مدنيون (...) نساء وأطفال".
وشاركت الأمم المتحدة الأحد في تنظيم إجلاء مئة مدني محاصر في آزوفستال.
وقالت آنا زايتسيفا التي كانت بين مَن تم إجلاؤهم، مع طفلها سفياتوسلاف البالغ من العمر ستة أشهر "كانت هناك لحظة فقدنا فيها الأمل اعتقدنا أن الجميع قد نسوا أمرنا".
وكان زيلينسكي دعا في اتصال هاتفي الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المساعدة في "إنقاذ" الجرحى في هذه المرافق المدمرة.
ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس الأمن مخصص لأوكرانيا مساء الخميس في نيويورك.
حظر النفط
من جهتها، اقترحت المفوضية الأوروبية الأربعاء ، فرض حظر تدريجي من قبل الاتحاد الأوروبي على النفط المستورد من روسيا.
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في ستراسبورغ إنه إذا وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي - بالإجماع - "فسنتخلى تدريجياً عن شحنات النفط الخام الروسية في غضون ستة أشهر والمنتجات المكررة بحلول نهاية العام".
وذكر مسؤولون أوروبيون أن مسودة قرار المفوضية تنص على إعفاء مؤقت للمجر وسلوفاكيا وهما دولتان لا تطلان على بحار وتعتمدان كلياً على عمليات التسليم عبر خط أنابيب دروجبا. وستتمكنان من مواصلة المشتريات من روسيا في 2023. مع ذلك رفضت بودابست قبول القرار بشكله الحالي ما أثار غضب الحكومة الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا "إذا عارضت دولة حظراً على النفط الروسي فهذا يعني شيئاً واحداً: هذا البلد يقف إلى جانب الروس ويشارك في المسؤولية عن كل ما تفعله روسيا في أوكرانيا".
وارتفعت أسعار النفط متأثرة بمشروع القرار. وارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال، تسليم تموز/يوليو، 4,92 بالمئة منهيا جلسة الأربعاء عند 110,14 دولارات في أعلى مستوى له منذ أسبوعين ونصف. كما ارتفع برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم حزيران/يونيو، 5,27 بالمئة إلى 107,81 دولار.
ضربات قاتلة
ميدانياً، واصلت القوات الروسية هجومها في الشرق الأربعاء وقصفت عدداً من الأهداف في الغرب، من لفيف إلى منطقة ترانسكارباتيا الجبلية غير بعيدة عن الحدود المجرية وكانت في منأى عن الحرب حتى الآن.
وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو إن غارة روسية أسفرت عن مقتل شخصين وجرح 11 آخرين جميعهم مدنيون في قرية شاندريغولوف.
وأدت ضربات أخرى إلى مقتل شخص واحد وجرح طفل في محيط خاركيف.
وقالت السلطات المحلية إن انفجارات وقعت في الجنوب في ميكولايف.
وأوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح الخميس "بفضل الإجراءات الناجحة للمدافعين الأوكرانيين، فقد العدو السيطرة على مناطق عدة بالقرب من منطقتي ميكولايف وخيرسون".
على الحدود الشمالية لأوكرانيا بدأت بيلاروس حليفة موسكو، الأربعاء مناورات عسكرية "مفاجئة" لاختبار قدرات رد جيشها، حسبما قالت وزارة الدفاع في هذا البلد.
وأعلنت موسكو مساء الأربعاء أن جيشها قام بمحاكاة إطلاق صواريخ ذات قدرة نووية في جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا، وهما دولتان عضوان في الاتحاد الأوروبي. وشارك في هذه التدريبات أكثر من مئة جندي.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الوحدات القتالية تدربت أيضاً على "عمليات في ظل ظروف إشعاع وتلوث كيماوي".
ووضعت روسيا قواتها النووية في حالة تأهّب قصوى بعد وقت قصير من إرسال قوات إلى أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
عقوبات جديدة
وفي حزمته السادسة من العقوبات التي عرضها الأربعاء، اقترح الاتحاد الأوروبي أيضًا استبعاد ثلاثة مصارف روسية إضافية - بما فيها سبيربنك، أكبر مؤسسة روسية - من النظام المالي الدولي سويفت.
من جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إنه سيناقش هذا الأسبوع مع دول مجموعة السبع الأخرى عقوبات "إضافية" محتملة ضد موسكو.
وتوصي المفوضية الأوروبية أيضا بمعاقبة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل الذي ضاعف خطبه الداعمة للتدخل العسكري في أوكرانيا.
وفي كيشيناو عاصمة مولدافيا أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الأوروبيين يخططون "هذا العام لزيادة دعمهم لمولدافيا بشكل كبير عبر تسليم قواتها المسلحة معدات عسكرية إضافية".
وجاء ذلك بعد ايام على هجمات في إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي المولدافي الموالي لروسيا، وبعد تصريحات في نهاية نيسان/أبريل للجنرال الروسي رستم مينكاييف الذي قال إن الاستيلاء على جنوب أوكراني سيسمح للروس بالوصول إلى هذه المنطقة بشكل مباشر.