بعد أن غزت جارتها الشرقية القوية أوكرانيا
مسعى فنلندا للانضمام للناتو يثير ارتياحاً لدى السكان على الحدود مع روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هيفانييمي (فنلندا): دفعت الحرب الدائرة في أوكرانيا المتقاعد الفنلندي مارتي كايليو البالغ 73 عاماً إلى الاحتفاظ ببندقية صيد في متناول يده في منزله ببلدة هيفانييمي المطلة على الحدود الروسية من الضفة الأخرى لبحيرة تفصل بين البلدين.
يقول مارتي "لشدة غضبي سأكون بين أول المتطوعين الذين سيتوجهون إلى هناك مع بندقية محشوة، رغم أنني لست في عمر يسمح لي في أن أكون جنديا".
قابل عدد كبير من الفنلنديين المقيمين على الحدود الشرقية بارتياح احتمال تقدم بلادهم بطلب للانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويضيف كايلو "كان ينبغي أن ننضم من قبل. لا جدوى من إطالة الأمر أكثر".
تتشارك فنلندا بحدود طولها 1300 كلم مع روسيا، وقد بقيت في السنوات الماضية خارج أي تحالفات عسكرية.
لكن بعد أن غزت جارتها الشرقية القوية أوكرانيا في شباط/فبراير، تحول الرأي العام السياسي والشعبي بشدة لصالح الانضمام للناتو. ودعا الرئيس الفنلندي ورئيسة الوزراء الخميس إلى انضمام بلادهما إلى الحلف "بدون تأخير".
فقد أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أذهان بعض الفنلنديين ذكريات أليمة لحرب شتاء عام 1939، عندما اجتاحت قوات الجيش الأحمر الدولة الاسكندنافية.
وكما في أوكرانيا، فإن الجيش الفنلندي الصغير أبدى مقاومة شرسة وكبّد السوفيات خسائر فادحة.
مع ذلك أُرغمت فنلندا على التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي لصالح الاتحاد السوفياتي.
ضرورة
يحمل فيلي-ماتي رانتالا (72 عاماً)، الذي يبعد منزله ومزرعته مسافة قصيرة سيراً على الأقدام عن الحدود الروسية في سوكوما، خوذة عسكرية صدئة ويروي قصص المعارك التي دارت في الغابات المجاورة.
وقال "لم أعد قلقاً بشأن الوضع، الآن فيما ننضم للمجتمع الغربي، المساعدة قادمة"، فهو يرى انضمام فنلندا للتحالف "ضرورة".
يبعد منزل المعلمة جانا ريكينن البالغة 59 عاماً بضع مئات من الأمتار عن الحدود الروسية في فاينيكالا. وهي تقول إن أصوات حرس الحدود تتناهى إليها من الجانب الآخر من البحيرة.
وريكينن التي خسرت أعمامها في الحرب، تشعر أيضاً "بالارتياح" إزاء مسعى فنلندا الانضمام للناتو، وإن راودتها في السابق شكوك إزاء التكتل.
وحتى بعد الحرب تتذكر حصول محاولات عبور غير قانونية للحدود بشكل منتظم قرب منزلها.
وتشرح ريكينن "كان يحصل ذلك ليلاً على الدوام. يُسمع أولًا نباح الكلاب ثم إطلاق نار" وتقول إنها كانت تتمنى لو لم تسمع إطلاق النار.
في 2001، اجتاز جندي روسي فارّ الحدود واقتحم منزلاً مجاوراً قبل أن ينتحر عقب تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وتخشى ريكينن من أنه إذا تدهور الوضع في روسيا قد يحاول عدد أكبر من الناس عبور الحدود.
فقدان الثقة
رغم ماضي المنطقة، كثيراً ما تقاطعت الحياة اليومية للناس على جانبي الحدود.
ويقول رانتالا أنه "رغم أن روسيا دائماً ما تثير الخوف، على مر السنين، أقمنا في هذه المناطق علاقات يومية مع الروس".
ويضيف أن الفنلنديين المقيمين على الحدود معتادون على روسيا والكثير منهم لديهم أصدقاء هناك.
قبل الحرب كانت ريكينن تتسوق أسبوعياً في الجانب الآخر من الحدود وتذهب إلى سان بطرسبرغ في عطلة الأسبوع، ولم يكن لديها أي شي "سلبي لتقوله" عن الروس.
لكن تلك "الثقة تجاه جيراننا ولت الآن".
وتقول "الحدود مغلقة وإذا ذهبنا هناك لا نعلم ما يمكن أن يحصل".
وإذ ترتبط معظم سبل العيش في فينيكالا بروسيا، فيما توظف محطة القطار وحرس الحدود معظم القرويين، تخشى ريكينن من أن تعاني المجتمعات الحدودية بسبب النزاع.
وتضيف "آمل أن تنتهي الحرب".