وسط شكاوى الأهالي حول أدائهم خلال الحادثة
شرطة تكساس تواجه تحقيقا بشأن الاستجابة "المتأخرة" للمجزرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يوفالدي (الولايات المتحدة): أظهر مقطع فيديو جديد الخميس أهاليَ يائسين يتشاجرون مع شرطيين ويناشدونهم اقتحام مدرسة في تكساس حيث قتل مسلح الثلاثاء 19 تلميذا وأستاذَين، فيما تتصاعد التساؤلات حول استجابة السلطات للمجزرة.
في مقطع فيديو مدته سبع دقائق تقريبا نشر على يوتيوب، شوهد آباء يعيشون كابوسا - عملية إطلاق نار في المدرسة مع أطفالهم في الداخل - وهم يصرخون ويوجّهون شتائم إلى الشرطة من خلف شريط أصفر لفّ لمحاولة إبعادهم عن مدرسة روب الابتدائية في بلدة يوفالدي.
وتصرخ إحدى النساء وسط مشاهد فوضوية "إنها ابنتي!".
في مقطع فيديو آخر، يظهر أولياء أمور وهم يتفقدون ما يبدو أنه الجزء الخلفي من المدرسة ويشتكون بسخط من أن الشرطة لا تفعل شيئا فيما يحصل أسوأ حادث إطلاق نار في مدرسة منذ عقد.
وقال خاثينتو كاساريس الذي قتلت ابنته جاكلين في مجزرة الثلاثاء إنه هرع إلى المدرسة عندما سمع عن إطلاق النار.
وقال لقناة "إيه بس سي نيوز" مساء الأربعاء "كان هناك ما لا يقل عن 40 عنصرا أمنيا مدججين بالسلاح لكنهم لم يفعلوا شيئا حتى فات الأوان".
وأضاف "كان يمكن أن ينتهي الموقف بسرعة لو كان لديهم تدريب تكتيكي أفضل".
من جانبه، قال دانيال مايرز وزوجته ماتيلدا، وهما قسيسان محليان، لوكالة فرانس برس إنهما شاهدا الأهالي في مكان الحادث مذعورين فيما بدا أن الشرطيين ينتظرون التعزيزات قبل دخول المدرسة.
وتابع مايرز: كان الآباء يائسين. كانوا مستعدين للدخول. واحد من أفراد إحدى الأسر قال "كنت في الجيش، فقط أعطوني سلاحا وسأدخل. لن أتردد. سأدخل".
تبدّل وضع المجتمع اللاتيني المتماسك عندما دخل سالفادور راموس البالغ 18 عاما والذي عانى التنمر، إلى المدرسة ببندقية هجومية ومئات الذخائر.
وبحسب صحيفة "أوستن ستيتسمان"، فإن السلطات تدرس استجابة الشرطة بما في ذلك الخطوات التي اتخذتها لإيقاف المسلح.
وقال ستيفن مكرا مدير هيئة السلامة العامة في تكساس لشبكة "سي إن إن"، إن راموس بقي في الداخل قرابة 40 دقيقة قبل أن تتمكن الشرطة من إطلاق النار عليه وقتله.
وأشار المسؤولون إلى أنه تمكن من الدخول من باب خلفي وشق طريقه إلى صفين متجاورين حيث بدأ إطلاق النار.
وعند سماع إطلاق النار من المدرسة، ركض الشرطيون في البداية وتعرضوا أنفسهم لإطلاق النار.
وبدأ بعض الشرطيين تكسير نوافذ وإجلاء تلاميذ ومدرّسين فيما ساعدت العناصر الأمنية في إبقاء مطلق النار في مكانه حتى وصل فريق تكتيكي ضم عناصر من حرس الحدود الأميركيين.
وقال رئيس حرس الحدود راوول أورتيز إن عناصره "لم يترددوا".
وأضاف لشبكة "سي إن إن"، "وضعوا خطة. دخلوا ذلك الصف وتعاملوا مع الوضع بأسرع ما يمكن".
والدة القاتل
متحدّثة للمرة الأولى، قالت أدريانا رييس والدة راموس لشبكة "إيه بي سي نيوز" إن ابنها قد يكون عدوانيا عندما يكون غاضبا لكنه "ليس وحشا" وإنها لم تكن على علم بأنه كان يشتري أسلحة.
وأضافت للشبكة مساء الأربعاء "كان لدي شعور بعدم الارتياح في بعض الأحيان وكنت أقول "ماذا تنوي أن تفعل؟ نشعر جميعا بالغضب، لكن بعض الأشخاص ينتابهم غضب اكثر من غيرهم".
وقالت السلطات إن راموس أطلق النار على جدته البالغة 66 عاما قبل أن يهاجم المدرسة.
وتابعت رييس "أولئك الأطفال... أنا أعجز عن التعبير. لا أعرف ماذا أقول عن أولئك الأطفال المساكين".
وكانت حادثة إطلاق النار في يوفالدي الأكثر دموية منذ مقتل 20 تلميذا وستة موظفين في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيتيكت عام 2012.
قالت شركة تصنيع الأسلحة "دانيال ديفانس" ومقرها جورجيا، إن "من المفهوم" أن راموس استخدم سلاحا من صنع الشركة بدون أن تحدد كيف حصل عليه.
وأضافت الشركة في بيان أرسلته لوكالة فرانس برس "أفكارنا وصلواتنا للعائلات والمجتمع الذي دمره هذا العمل الشرير" متعهدة التعاون التام مع المحققين.
وبعد الضغط عليه الأربعاء لمعرفة الطريقة التي تمكن راموس من خلالها من الحصول على سلاح الجريمة، رفض حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت الاقتراحات التي تقول إن هناك حاجة إلى قوانين أكثر صرامة للأسلحة في ولايته حيث يتعمق التعلق بالحق في حمل السلاح.
بايدن
لكن عقب إطلاق النار، دعا الرئيس جو بايدن الذي سيتوجه إلى يوفالدي في الأيام المقبلة، النواب إلى مواجهة لوبي الأسلحة القوي في أميركا وسن "إصلاحات للأسلحة النارية".
وتحدث ناشطون في مراقبة الأسلحة ونواب إلى الصحافيين الذين كانوا موجودين خارج مبنى الكابيتول الأميركي الخميس، وتعهدوا عدم التباطؤ في جهودهم في الفترة التي تسبق الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي السياق، عارض جمهوريون في مجلس الشيوخ اتخاذ إجراء بشأن مشروع قانون لمواجهة الإرهاب المحلي، عقب مجزرة عنصرية في محل بقالة في شمال ولاية نيويورك.
وكان الديموقراطيون يتوقعون الهزيمة لكنهم كانوا يسعون لاستخدام التصويت الإجرائي للإضاءة على معارضة الجمهوريين إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على الأسلحة بعد مجزرة المدرسة الابتدائية في تكساس.