اقتصاد

بينما يسعى الأوروبيون لعزلها والاستغناء عنها كمصدرٍ للطاقة

صربيا تعزز علاقتها بروسيا عبر اتفاقية لاستيراد الغاز

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بعد تقليده وسام ألكسندر نيفسكي في بلغراد، صربيا، في 17 يناير 2019.
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بلغراد: بينما يسعى الأوروبيون لعزل روسيا والاستغناء عنها كمصدرٍ للطاقة، عزّزت صربيا علاقاتها بموسكو عبر اتفاقٍ لاستيراد الغاز منها.

وتقدّمت بلغراد بترشحها لدخول الاتحاد الأوروبي منذ عشر سنوات، إلا أنّها تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الكرملين وترفض الالتزام بالعقوبات ضدّ موسكو على الرغم من أنها دانت العدوان الروسي على أوكرانيا في الأمم المتحدة.

وأعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الأحد أن بلاده وقّعت على تمديد اتفاقية الحصول على شحنات غاز روسي بأسعار مخفّضة لثلاث سنوات. وأضاف بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إنها "أفضل صفقة في أوروبا على الاطلاق".

وقال في مؤتمر صحافي متلفز "سيكون لدينا شتاء أكثر أمنا في إمدادات الغاز". وأوضح أنّ الفاتورة الحاليّة "أقل بثلاث مرات تقريبًا مما هي عليه في أي مكان في أوروبا، وهذا الشتاء ستكون أقل بعشر مرات إلى 12 مرة" وفق قوله.

وقد اتفقت الدول الأوروبيّة هذا الأسبوع بصعوبة لفرض حظرٍ على جزء كبير من واردات النفط الروسي لتجفيف مصادر تمويل الحرب على أوكرانيا.

وتسعى هذه الدول أيضاً إلى خفض اعتمادها على الغاز. وقامت موسكو بقطع إمدادات دولٍ أوروبيّة عدّة إلا أنّ احتمال فرض فرض حظرٍ شامل يبدو بعيداً.

الاتفاق النفطيّ

دانت بروكسل الاتفاق النفطيّ مع موسكو، معلنة أنها كانت تنتظر من صربيا ألاّ "تمعن في تعزيز علاقاتها بموسكو".

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو "يجب على الدول المرشحة، وصربيا من بينهم، مواءمة سياساتها المتعلقة بطرفٍ ثالث تدريجياً مع سياسات ومواقف الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الإجراءات التقييدية".

وتتبنّى بلغراد الأهداف الأوروبيّة كأولويّة غير أنّها تتجنّب اتخاذ أي تدابير مناهضة لروسيا.

وأفادت وسائل إعلام محلية أنّ صربيا تترقّب زيارة لوزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، لم تؤكدها موسكو بعد. وقال لافروف لصحافيين صرب أنّ روسيا "متأكدة" من أنّ بلغراد "ستستمرّ باتخاذ خيارات ذكيّة".

ويتّهم مسؤولون صرب الغرب بالضغط على بلغراد للالتزام بالعقوبات، ويتحدّث بعضهم عن التخلّي عن طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي.

ويقول سردجان شيفيتش من مجموعة "البلقان في أوروبا" للاستشارات السياسيّة"وكأن صربيا، وخلال السنوات العشر الماضية، كانت تحضّر مجتمعها لحلفٍ مع موسكو لا للدخول إلى الاتحاد الأوروبي".

ولم تعلن بعد تفاصيل الاتفاق بين موسكو وبلغراد.

لكن غوران فاسيتش الخبير النفطي في جامعة نوفي ساد، يرى أنّ هناك "دائمًا (جانباً أخوياً) في الاتفاق وتحديد أسعار مؤاتية، والأمر لا يظهر في العقد لكنه ينعكس في امتيازات أو تنازلات سياسية ذات صلة".

تنفي صربيا أن يكون حصولها على النفط الروسي بأسعار وديّة "مكافأة" لها.

وشددت رئيسة الوزراء آنا برنابيتش على أن "كلّ من يتهمنا بأننا لم نفرض عقوبات على روسيا بسبب صفقة الغاز عليه أن يخجل". وأضافت "عدم التزامنا بفرض عقوبات على روسيا أمر مبدئيّ".

لا احتمالات أخرى

وتحفظ بلغراد لروسيا عدم اعترافها بكوسوفو، مقاطعتها السابقة، وتشدد على صلاتها التاريخيّة والثقافيّة بـ"الأخ الأكبر" الروسيّ.

لكن صربيا في الواقع، لا تملك هامشاً كبيراً للمناورة. وكان العقد السابق لاستيراد الغاز الروسي، بأسعار تفضيلية أيضاً، قد انتهى بدون أن يكون لدى بلغراد احتمالات أخرى قابلة للتطبيق في المستقبل القريب.

ففي العقود الأخيرة، منحت صربيا موسكو تدريجياً شبه احتكار تامّ لقطاع الطاقة من خلال بناء خطوط أنابيب خاصّة بالغاز الروسي وحده.

وفي سنة 2008، عند إعلان كوسوفو استقلالها، باعت صربيا غالبيّة حصصها في شركتها الوطنيّة للنفط لشركة غازبروم الروسيّة العملاقة، وهو قرارٌ ينظر إليه على نطاقٍ واسع على أنّه الثمن الذي دفعته بلغراد مقابل حق النقض الذي استخدمته روسيا في الأمم المتحدة.

ويرى غوران فاسيتش أنّه "من الواضح أنه طوال هذه المدّة كان لدينا لوبي منظّم جداً يدافع عن الاحتكار، ولا يزال يفعل ذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف