الوضع صعب والأراضي الحرة "محرومة من الكهرباء"
معارك طاحنة في شرق أوكرانيا والأوروبيون يعدون برد قريب على طلب كييف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف (أوكرانيا): تدور معارك طاحنة الأحد في شرق أوكرانيا خصوصاً في مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك حيث تحدث الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن "قتال شوارع"، بينما وعد الاتحاد الأوروبي برد قريب على طلب كييف الترشح رسمياً للانضمام إلى التكتل.
وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح الأحد أن القوات الروسية تشن هجمات على سيفيرودونيتسك "من دون أن تحقق نجاحاً"، مشيرة إلى أن الجنود الأوكرانيين صدوا جيش موسكو بالقرب من فروبيفكا وميكولايفكا وفاسيفكا.
وستفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك لموسكو الطريق لمدينة كبرى أخرى هي كراماتورسك في حوض دونباس المنطقة التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها وتريد روسيا السيطرة عليها بالكامل. ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء من هذه المنطقة الغنية بالمناجم منذ 2014.
في سيفيرودونيتسك، يتحصن المدافعون عن المدينة في مصنع "أزوت" للمواد الكيميائية. وأكد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن "المعارك تتواصل"، موضحًا أن "محيط مصنع أزوت يقصف بقوة لساعات باستخدام أسلحة من العيار الثقيل".
وتحدث عن "قتال شوارع بأسلحة نارية" وكذلك عن تدمير المدفعية الروسية لمبان تستخدمها القوات الروسية كملاجئ "الطابق تلو الآخر".
وقالت قيادة العمليات الأوكرانية لمنطقة الجنوب إنه "من أجل تثبيط عزيمة قواتنا يقصف العدو مواقعنا ويحاول كسب المعركة بنيران المدفعية". وأضافت أن القوات الجوية الأوكرانية دمرت مستودعات ذخيرة ومعدات في ثلاث غارات جوية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، من دون أن تحدد مواقعها.
من جهته، صرح ليونيد باشنيك مسؤول منطقة لوغانسك الانفصالية أن "سيفيرودونيتسك لم تتحرر بنسبة مئة بالمئة "، مؤكداً أنه "في كل الأحوال ستكون سيفيرودونيتسك... ليسيتشانسك لنا".
بين الفرار والقصف
في ليسيتشانسك، يواجه السكان أحد خيارين الفرار وخسارة منازلهم، أو البقاء تحت القصف.
وقال يفين جيريادا (39 عاماً) إن الحصول على مياه نظيفة لا يتم إلا عبر مركز للتوزيع في المدينة، موضحاً أنه "علينا الذهاب إلى هناك تحت القصف وإطلاق النار".
تجري معارك عنيفة منذ أيام في منطقة ميكولايف المجاورة لمدينة أوديسا الساحلية (جنوب). لكن التقدم الروسي أوقف في ضواحي المدينة.
وأوضحت قيادة العمليات الأوكرانية أن القوات الروسية أطلقت صواريخ على ضواحي هذه المدينة، وهي "نيران مستمرة هدفها الضغط نفسياً على السكان المدنيين".
وقال إيغور كاربوتوف (31 عاماً) إنه الأسبوع الماضي "سقطت ثلاث قذائف على مبان سكنية واهتزت شقتي".
من جهة أخرى، قال عضو في الإدارة العسكرية في دونيتسك إن "جميع البلدات الرئيسية في الأراضي الحرة" في هذه المنطقة "محرومة من الكهرباء" منذ ساعة مبكرة من مساء السبت. وذكر منها كراماتورسك وسلافيانسك وكونستانتينوفكا ودروزكيفكا وباخموت.
وقال غايداي عبر التلفزيون إن الوضع "صعب" في بوباسنا وسيفيرودونتسك وبالقرب من نهر سيفيرودونيتسك الذي انخفض مستولى المياه فيه إلى درجة أنه يخشى محاولات روسية جديدة لعبوره لإنشاء رأس جسر جديد بالقرب من بيلوغوريفكا.
وأضاف أنه "في توشكيفكا يدور قتال عنيف جداً".
وبالتزامن مع المعارك في الشرق، ما زال الجيش الروسي قصف ضواحي مدينة خاركيف (شمال غرب) ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وقال حاكم المنطقة فولوديمير تروش إن المنطقة المحيطة بشورتكيف بغرب أوكرانيا تعرضت للقصف مساء السبت.
المسار الأوروبي لأوكرانيا
وعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال زيارة مفاجئة لكييف السبت برد "الأسبوع المقبل" بشأن ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت فون دير لايين بعد محادثات مع الرئيس الأوكراني "مناقشات اليوم ستتيح لنا الانتهاء من تقييمنا بحلول نهاية الأسبوع المقبل".
وتطالب أوكرانيا بـ"التزام قانوني" ملموس من الأوروبيين من أجل منحها سريعاً وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد، غير أن الدول الـ27 منقسمة حيال هذه المسألة.
وحتى إذا حصلت أوكرانيا على "وضع المرشح"، ستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبّه كثير من دول الاتحاد كييف إلى أنّه لن يكون هناك مسار "سريع" لانضمامها.
لكنّ فون دير لايين قالت "نريد دعم أوكرانيا في مسارها الأوروبي. نريد النظر نحو المستقبل".
وبالنسبة لأوكرانيا، سيشكل الحصول على وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد "نقطة انطلاق" لعملية طويلة من المفاوضات والإصلاحات، كما قال زيلينسكي في تسجيل فيديو مساء السبت، مؤكدا "سنعمل بجدية أكبر على المستويات كافة (...) إنه أمر مهم جدا بالنسبة إلينا".