أخبار

رغم دوي القصف اليومي على مسافة غير بعيدة

الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً قرب خطوط الجبهة في أوكرانيا

عملاء في سوبر ماركت في كراماتورسك (شرق أوكرانيا)
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كراماتورسك (أوكرانيا): أعادت فكتوريا ميروشنيتشنكو فتح متجر الألعاب الذي تمتلكه في مدينة كراماتورسك القريبة من خطوط الجبهة الأمامية في شرق أوكرانيا على الرغم من دوي القصف الذي يسمع يوميا على مسافة غير بعيدة.

وتقول وهي تقف خلف طاولة البيع "الوضع مخيف إلى حد ما لكننا نعتاد على الأمر".

وتؤكد صاحبة المتجر الذي يبيع دمى ودراجات وغيرها من ألعاب الأطفال إن عملها توقف لنحو ثلاثة أشهر من دون أن تتلقى أي إعانة حكومية كافية.

وقد اُغلق نشاطها التجاري والكثير من الأنشطة الأخرى في كراماتورسك، في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.


امرأة تبيع اللحوم في سوق بمدينة كراماتورسك الأوكرانية

فتح المتاجر

لكن في الأسابيع القليلة الماضية عاودت المتاجر فتح أبوابها وعاد الأهالي إلى المدينة الواقعة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا.

وتضيف ميروشنيتشنكو "في شارعي الذي يضم قرابة 300 منزل، غادر غالبية السكان. والآن عادوا جميعهم تقريبا".

ويعود نبض الحياة إلى كراماتورسك المدينة الكبيرة الواقعة في قلب ما تبقى من المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية من إقليم دونباس، رغم قصف المدفعية الروسية للمدن المجاورة: سلوفيانسك وسيفرسك وباخموت.

لكن وبحسب أوليغ ماليمونينكو الذي أعاد للتو فتح مطعمه، فإن لا خيار للناس سوى العودة لديارهم. وقال الرجل البالغ 54 عاما "في 99 بالمئة من الحالات، يعودون لأنهم بحاجة لتناول الطعام الجيد وتسديد فواتيرهم".

ويأمل ماليمونينكو أن يتوافد الزبائن، ومن بينهم بعض الجنود الأوكرانيين الذين يجولون في المدينة، إلى مطعمه.

أما بالنسبة لنتاليا كيريتشنكو، فإن الجنود يشكلون مصدرا ثمينا للدخل. وتقول الموظفة في متجر إن العسكريين يترددون باستمرار على المحل ويشترون معظم السلع وخصوصا السكاكين والخناجر.

وتضيف السيدة البالغة 56 عاما "مثلنا فإن العديد من الناس عادوا إلى كراماتورسك لكن لا يملكون المال". وتوضح أن ليس لديها خيار سوى العودة للعمل.

ورغم تلقيها مساعدة حكومية خلال فترة إغلاق المتجر لثلاثة أشهر، لم يكن هذا الدعم كافيا لسد حاجاتها.

وتقول كيريتشنكو مستسلمة "عندما نسمع دوي قصف عنيف آتيا من جانب أو من الآخر، نشعر بالتهديد ونتساءل عما ينتظرنا".

النقل العام

وترى ميروشنيتشنكو أن أصعب ما في المجيء إلى العمل من دون سيارة هو عدم إمكانية التأكد من تسيير رحلات النقل العام.

وتوضح أن "الترام يتوقف عندما تطلق صفارات الإنذار" التي تدوي عدة مرات يوميا، فتضطر إلى المشي 50 دقيقة إلى متجرها منذ إعادة فتح أبوابه.

ودفعت صعوبة التنقل في كراماتورسك بفلاديمير بوزولوتين إلى إعادة فتح متجر للدراجات.

وقال من الطابق السفلي لأحد المباني "كثيرون سألوني على قناتي على يوتيوب متى سنعيد فتح المتجر. فالبعض خائفون من التنقل بالسيارة، فيما آخرون ليس لديهم الوقود أو لا يريدون التوقف في طوابير انتظار طويلة أمام المحطات".

وأضاف الرجل البالغ 33 عاما "يأتون لشراء دراجة أو لتصليح دراجاتهم". ويقطع بوزولوتين يوميا أربعة كيلومترات على دراجة للتنقل بين عمله ومنزله.

10 % من الزبائن

ولا يتعدى عدد الزبائن 10 بالمئة عما كانوا عليه قبل الحرب لكن يقول مبتسما "ذلك أفضل من عدمه".

لم يغادر بوزولوتين كراماتورسك أثناء الحرب وقال إنه أصبح معتادا على سماع دوي القصف الذي نجت منه المدينة حتى الآن.

وأضاف "إذا سقطت (قذيفة) على مقربة من هنا سنرى ما سنفعل".

وردا على سؤال حول احتمالات تعرض المدينة لخطر كبير، أبدى التزاما مطلقا بكراماتورسك.

وقال "نغادر؟ ولكن إلى أين؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف