أخبار

في محطة انتقلت منها القوافل لأحد المعسكرات النازية

ماكرون يحيي الذكرى الثمانين لحملة "فال ديف" لترحيل اليهود

محطة القطارات بيتيفييه بالقرب من باريس عن وصول يهود إليها في مايو 1941
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يدشن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد موقعا لذكرى ضحايا حملة "فيل ديف" التي تحمل اسم ستاد للتزلج الشتوي وحدثت قبل ثمانين عاما في 1942، في محطة القطارات القديمة التي انتقلت منها ثماني قوافل إلى أحد المعسكرات النازية.

وأعلن مستشار في قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي سيلقي في هذه المناسبة "خطابا هجوميا" ضد معاداة السامية التي "ما زالت تحوم وفي بعض الأحيان بشكل خبيث"، وهذا أمر "مقلق جدا".

وأضاف أن ماكرون سيدين أيضا "الرجعية التاريخية" وخصوصا حول دور الماريشال فيليب بيتان، رئيس حكومة نظام فيشي من 1940 إلى 1944، خلال الحرب العالمية الثانية.

يصل ماكرون عند الساعة 15,00 (13,00 ت غ) إلى محطة بيتيفييه الصغيرة التي تبعد حوالى مئة كيلومتر إلى الجنوب من باريس ولم تستقبل مسافرين منذ ستينات القرن الماضي وحولتها مؤسسة "نصب محرقة اليهود" إلى متحف مؤخرا.

ويرافق الرئيس الفرنسي عدد من الشخصيات بينهم المؤرخ سيرج كلارسفيلد، والناجية من أحد المعسكرات النازية جينيت كولينكا ورئيس شركة السكك الحديد الفرنسية (اس ان سي اف) جان بيار فاراندو.

ومن محطة بيتيفييه، مرّت مجموعة من 13 ألف يهودي بينهم 4115 طفلا، اعتقلهم بطلب من الألمان نحو تسعة آلاف موظف فرنسي في باريس وضواحيها في 16 تموز/يوليو 1942 والأيام التالية.

ونقل 8160 بينهم مرضى ومسنون إلى ستاد التزلج الشتوي (فيلودروم ديفير) في الدائرة 15 في باريس قبل إجلائهم إلى معسكرات درانسي (ضاحية باريس) وبيتيفييه وبون-لا-رولاند (غرب).

ومن محطة بيتيفييه وحدها، توجهت ثماني قوافل بعد ذلك إلى معسكرات الاعتقال لنقل أكثر من ثمانية آلاف منهم. ولم ينج منهم سوى بضع عشرات من البالغين.

ويؤكد جاك فريدج مدير "نصب محرقة اليهود" إن "هذه المحطة هي المكان الذي أصبح فيه الحدث الفرنسي إبادة جماعية أوروبية"، مشددا على أنه "مكان فريد للذاكرة في فرنسا".

الموقع الذي تبلغ مساحته 400 متر مربع وما زال تابعا لشركة السكك الحديد الفرنسية يزوره خصوصا أطفال المدارس.

وقال فريدج "إنها أولوية في مواجهة تصاعد معاداة السامية والعنصرية ونظريات المؤامرة".

وفي إحدى القاعات، تظهر على شاشات عملاقة رحلة "توسلات القوافل الثماني" في طريقها إلى معسكر أوشفيتز-بيركيناو بما في ذلك صور لقتلى من الذين تم ترحيلهم.

في الوقت نفسه، حضرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن المراسم التقليدية التي تجري في هذا الموقع سنويا. وقالت "قبل ثمانين عاما، ضاعت فرنسا وارتكبت ما لا يمكن إصلاحه"، معتبرة أنه "في تلك الأيام من تموز/يوليو كما في الحملات التي تلت ذلك، خسرت فرنسا جزءا من روحها".

واضافت أن "الشجاعة تكمن في الاعتراف بها وإحياء ذكراها". وأكدت أن "الكفاح ضد معاداة السامية لا يتوقف أبدا".

وسيؤكد ماكرون في خطابه الذي سيستمر نحو عشرين دقيقة أن "المعركة مستمرة" ضد معاداة السامية، عبر اتباع "الطريق الذي رسمه (الرئيس الفرنسي الراحل جاك) شيراك".

وبعد صمت استمر خمسين عاما من جانب السلطات الفرنسية، أقر الرئيس آنذاك جاك شيراك في خطاب تاريخي في 1995 بمسؤولية فرنسا في "فيل ديف". وقال أن "فرنسا ارتكبت في ذلك اليوم ما لا يمكن إصلاحه".

وفي تموز/يوليو 2012، ذهب الرئيس فرنسوا هولاند أبعد من ذلك بإعلانه أن "هذه الجريمة ارتكبت في فرنسا وبيدي فرنسا".

ثم في 2017، أكد إيمانويل ماكرون الرئيس المنتخب حديثا في الذكرى الخامسة والسبعين للحادثة، من جديد مسؤولية فرنسا ووجه نداء ضد معاداة السامية في حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

لكن الإليزيه يرى أن "المجتمع الفرنسي لم يتخلص بعد من معاداة السامية"، مشيرا إلى "التقليل من أهمية المناقشات" حول نظام فيشي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف