في عملية أثارت قلقاً دولياً
قوات الأمن السريلانكية تفض المخيم الرئيسي للمحتجين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كولومبو: اقتحمت قوات الأمن السريلانكية ليلًا مخيم الاعتصام الرئيسي للمتظاهرين في العاصمة وقامت بتفكيك الخيم وإخراج النشطاء من الموقع في عملية أثارت قلقاً دولياً.
وداهم عناصر من الشرطة والجيش المخيم ليل الخميس إلى الجمعة حاملين عصيَا ومسلحين ببنادق هجومية واستهدفوا المتظاهرين المعتصمين أمام مبنى سكرتارية الرئاسة.
وأزال مئات من عناصر الوحدات الأمنية العوائق التي وضعها المتظاهرون أمام المبنى المطل على البحر، وقاموا بتفريق آخر المعتصمين الذين بقوا في الموقع وبعضهم كانوا جالسين على الأدراج.
وجاءت العملية قبل ساعات من أداء رئيس الحكومة الجديد دينيش غوناواردينا وأعضاء حكومته الجمعة القسم أمام رئيس البلاد رانيل ويكريميسينغه.
والرجلان يتزعمان حزبين سياسين مختلفين عقائدياً. فبينما يدعم ويكريميسينغه السوق الحرة ويؤيد الغرب، يؤيد غوناواردينا السنهالي القومي المتشدد الاشتراكية ويدعو إلى سيطرة أكبر للدولة على الاقتصاد.
وكان ويكريميسينغه بدوره قد أدى اليمين الدستورية الخميس خلفاً لغوتابايا راجابكسا الذي فر إلى سنغافورة وقدم استقالته على وقع اقتحام المتظاهرين لقصره.
ويطالب المحتجون المتبقون، والذين تضاءل عددهم بكثير عن الآلاف الذين اقتحموا مباني حكومية في وقت سابق هذا الشهر، باستقالة ويكريميسينغه أيضا ويتهمونه بحماية عائلة راجابكسا التي هيمنت على السياسة لفترة طويلة من العقدين الماضيين.
مهاجمة المتظاهرين
بحلول الصباح كان عناصر الشرطة والجيش المسلحون ببنادق هجومية، يفرضون طوقاً أمنياً على المجمع الرئاسي، فيما تم إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المنطقة.
وتظاهر مئات النشطاء في منطقة مجاورة للتنديد بإجراءات السلطات، وطالبوا باستقالة ويكريميسينغه وحل البرلمان تمهيدا لانتخابات جديدة.
وقال الطالب ديميثو (26 عاماً) "لا تهاجموا متظاهرين سلميين، بل اسمعونا".
يشدد النشطاء على مواصلة تحركهم وقال رجل الأعمال والزعيم النقابي باسنتا سامراسينغه (45 عاماً) إن "رغبة الناس هي تغيير النظام، ويجب حل البرلمان فهو لا يتمتع بتفويض شعبي".
وقالت الشرطة في بيان إن "قوات الشرطة والأمن تصرفت لإبعاد المتظاهرين الذين يحتلون سكرتارية الرئاسة والبوابة الرئيسية والمناطق المحيطة".
أضافت "تم توقيف تسعة أشخاص، اثنان منهم أصيبا بجروح".
وقالت السفيرة الأميركية في كولومبو جولي تشانغ إنها تشعر "بقلق بالغ" إزاء الإجراءات العسكرية.
وكتبت على تويتر "نحض السلطات على ضبط النفس وإتاحة العناية الطبية للجرحى فوراً".
بدوره قال السفير الكندي ديفيد ماكينون إنه "من الضروري أن تعمد السلطات إلى ضبط النفس وتتجنب العنف".
من جانبها حضت منظمة العفو الدولية السلطات السريلانكية على احترام الأصوات المعارضة، ودانت اللجوء إلى القوة ضد صحافيين، من بينهم مصور في هيئة بي بي سي، كان يغطي الإجراءات العسكرية.
ودانت اقتحام مخيم الاعتصام رئيسة نقابة المحامين النافذة في سريلانكا ساليا بيريس التي حذرت من أن تلك العملية يمكن أن تضر بصورة الحكومة الجديدة على المستوى الدولي. وقالت بيريس في بيان مقتضب إن "الاستخدام غير المبرر للقوة الغاشمة لن يساعد هذا البلد وصورته على المستوى الدولي" مضيفة أن من بين الموقوفين محام.
أسوأ أزمة اقتصادية
تعهد ويكريميسينغه تشكيل حكومة وحدة تخرج البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها منذ استقلالها على بريطانيا في 1948.
ونجمت الأزمة عن النقص في العملات الأجنبية بسبب تداعيات جائحة كوفيد وسوء إدارة مشكلات انقطاع الكهرباء لفترات طويلة والتضخم القياسي.
وعانى السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة لأشهر نقصا في المواد الغذائية والوقود والأدوية.
عقب استقالة راجابكسا، اختار البرلمان ويكريميسينغه الذي تولى رئاسة الوزراء ست مرات، لقيادة البلاد موقتا. وهو حذر المتظاهرين من أن الاعتصام في مبان حكومية غير قانوني وبأنه سيتم إخراجهم ما لم يغادروا من تلقاء أنفسهم.
وقال "إذا حاولتم إطاحة الحكومة واحتلال مكتب الرئيس ومكتب رئيس الوزراء، فذلك ليس ديموقراطية، بل ضد القانون".
وأعلن الرئيس الجديد حالة طوارئ تمنح القوات المسلحة سلطات واسعة وتسمح للشرطة بتوقيف واعتقال مشتبه بهم لفترة مطولة دون توجيه اتهامات لهم.
ويتهم المتظاهرون ويكريميسينغه بحماية مصالح عائلة راجابكسا لكنه ينفي ذلك، علما أن متظاهرين أضرموا النار في منزله الخاص في العاصمة قبل أسبوع.
وقال للصحافيين في معبد غنغارامايا "لست صديقاً لعائلة راجابكسا ... أنا صديق للشعب".