مخاوف من اندلاع عنف بعد 23 عاما من حرب دامية
كوسوفو: لماذا يزيد التوتر بين الصرب وحكومة الألبان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتصاعد التوترات بين الصرب والحكومة التي يقودها الألبان في كوسوفو، جنوب شرقي أوروبا.
وأغلق المتظاهرون الطرق وأطلقوا الأعيرة النارية بعد إجبارهم على وضع لوحات أرقام صادرة عن كوسوفو على سياراتهم.
وهناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف بين الصرب والألبان مرة أخرى بعد 23 عاما من حرب كوسوفو.
أين كوسوفو ومن يعيش هناك؟كوسوفو بلد صغير غير ساحلي في البلقان، على الحدود مع ألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وصربيا.
ويعتبرها العديد من الصرب مهد دولتهم.
لكن من بين 1.8 مليون شخص يعيشون في كوسوفو، يشكل الألبان 92 في المئة، والصرب 6 في المئة فقط، في حين أن الباقي من البشناق والغوران والأتراك والغجر (الروما).
كوسوفو ترجئ تطبيق قواعد أرقام لوحات السيارات الجديدة وسط توتراتالتطبيع: كوسوفو تعلن إقامة علاقات مع إسرائيل وتعترف بالقدس عاصمة لهابعد تفكك يوغوسلافيا في التسعينيات من القرن الماضي، سعت كوسوفو - إحدى مقاطعات الدولة السابقة - إلى الاستقلال والحكم الذاتي.
وردت صربيا بحملة قمع وحشية ضد الألبان الذين يسعون إلى الاستقلال.
وانتهى ذلك في عام 1999، بحملة قصف من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد صربيا، بين شهري مارس/آذار ويونيو/حزيران.
انسحبت القوات الصربية من كوسوفو - لكن بالنسبة للعديد من ألبان كوسوفو والصرب، لم يُحل النزاع أبدا.
ولا تزال قوات كوسوفو التي يقودها الناتو متمركزة في كوسوفو، ويبلغ قوامها الحالي 3,770 فردا.
وفي عام 2008، أعلنت كوسوفو الاستقلال من جانب واحد.
والآن، تعترف 99 دولة، من أصل 193 دولة تابعة للأمم المتحدة، باستقلال كوسوفو، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و22 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي.
لكن روسيا والصين، اللتين لا تعترفان باستقلال كوسوفو، منعت عضوية كوسوفو في الأمم المتحدة.
وتعهد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بأن صربيا لن تعترف أبدا بكوسوفو كدولة مستقلة.
ولم تنضم كوسوفو ولا صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن:
صربيا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012 أشارت كوسوفو إلى أنها ترغب في التقدم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية عام 2022 لماذا اندلعت الاضطرابات الآن؟توترت العلاقات بين الحكومة التي يهيمن عليها الألبان والأقلية الصربية منذ سنوات.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، تصاعدت التوترات وتحولت إلى عصيان مدني.
أرادت حكومة كوسوفو أن تجعل سكان المناطق ذات الأغلبية الصربية يستبدلون لوحات أرقام سياراتهم الصادرة من صربيا بأخرى صادرة من كوسوفو.
ولن يستخدم حوالي 50 ألف شخص في هذه المناطق لوحات أرقام كوسوفو لأنهم يرفضون الاعتراف باستقلال كوسوفو.
ويوم الأحد الماضي، أغلق الصرب في المنطقة الشمالية من كوسوفو، المتاخمة لصربيا، الطرق، وأشارت تقارير إلى أن بعض الرجال أطلقوا أعيرة نارية احتجاجا على تلك الخطوة.
وأرجأت حكومة كوسوفو تطبيق القواعد الجديدة لمدة شهر.
تقول حكومة كوسوفو إن صربيا تثير توترات عرقية وإنها مدعومة من روسيا.
ومن المعروف أن صربيا وروسيا دولتان حليفتان تقليديا.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، رفضت صربيا الانضمام إلى نظام العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية الأخرى على موسكو.
وبدلاً من ذلك، وقع فوتشيتش في مايو/أيار الماضي على ما وصفه بصفقة غاز تفضيلية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا باللوم على سلطات كوسوفو التي تفرض "قواعد تمييزية لا أساس لها من الصحة".
وقال عضو برلماني من حزب فوتشيتش إن صربيا ستضطر قريبا إلى البدء في "نزع النازية عن البلقان" - مستخدما نفس اللغة التي استخدمها الرئيس بوتين لتبرير غزوه لأوكرانيا. لكنه اعتذر في وقت لاحق عن هذه التصريحات.
وقالت رئيسة كوسوفو، فيوسا عثماني، إن بوتين يمكن أن يستخدم كوسوفو لتوسيع الصراع الحالي في أوكرانيا وزيادة زعزعة استقرار أوروبا.