توجه لاستئناف جلسات البرلمان خارج العاصمة
التوتر السياسي يتمدد من بغداد ليُفزع العراقيين خارجها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: فيما تمدد التوتر السياسي الذي يسود بغداد الى محافظات أخرى حيث استنفرت القوى المتصارعة انصارها للخروج بتظاهرات حاشدة الجمعة فقد ظهرت دعوات لنقل جلسات البرلمان المتوقفة منذ أسبوعين الى خارج العاصمة.
فقد قررت القوتان الرئيسيتان السياسيتان المتخاصمتان في العراق التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران توسيع نطاق احتجاتهما لتمتد من العاصمة وتشمل محافظات خارجها وسط مخاوف من امكانة وقوع مواجهات بين الفريقين.
الإطار يحشد في البصرة جنوبا ونينوى شمالاً
واعلنت لجنة الاطار الشيعي المنظمة لتظاهرات "دعم القانون والحفاظ على مؤسسات الدولة" عن اطلاق تظاهرات في المحافظات عصر اليوم الجمعة .
وقالت اللجنة في بيان تابعته "ايلاف" انه "استجابة لرغبة الجماهير العراقية ومطالباتها بالمشاركة في تظاهرات دعم القانون فقدد تقرر إقامة التظاهرات الجماهيرية لأبناء الجنوب العراقي في محافظة البصرة وتظاهرات مماثلة لأبناء محافظة نينوى الشمالية. "
واوضحت ان "التظاهرتين ستنطلقان في الخامسة عصرا وهو ذات الموعد الخاص بالتظاهرات على أسوار المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق في العاصمة بغداد".
وناشدت المتظاهرين بأن " يحافظوا على السمة الحضارية التي امتازوا بها من خلال رفع الإعلام العراقية والتعاون مع أخوتنا في القوات الأمنية والحرص على المطالبات الحقيقية الواعية لحاجات المواطن والتي تكفل العيش الكريم وتدافع عن هيبة الدولة".
الصدر يحشد في كل العراق
وازاء هذا التطور فقد دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره الى التجمع في جميع محافظات البلاد في رد على تظاهرات الاطار التنسيقي.
وكتب صالح محمد العراقي المتحدث بأسم الصدر والذي يطلق عليه "وزير القائد" في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" أن "على محبّي الإصلاح الإستعداد (لدعم الإصلاح) وذلك بتجمّع حاشد كلّ في محافظته وفي الساعة الخامسة من يوم الجمعة" مستثنيا من ذلك محافظتي النجف وكربلاء المقدستين لدى المسلمين الشيعة.
كما سينظم التيار ظهر اليوم صلاة شيعية سنية موحدة في ساحة الاحتفالات الكبرى في المنطقة الخضراء حيث يعتصم الصدريون في محيط البرلمان منذ حوالي الاسبوعين.
وشرع انصار التيار الصدري في مختلف انحاء البلاد امس برفع دعاوى قضائية الى لمحكمة الاتحادية العليا للمطالبة بحل البرلمان وإلزام رئيس الجمهورية بتحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية وفقا للدستور العراقي.
وستستمر الحملة أربعة أيام لتقديم اكبر قدر ممكن من الدعاوى القضائية الى الاتحادية وبطرق قانونية من خلال اللجنة المركزية المشرفة على اعتصامات التيار الصدري .
المدنيون والديمقراطيون نحو التغيير الشامل
ومن جهتها دعت قوى مدنية وديمقراطية واتحادات ونقابات جماهيرها لتظاهرة في ساحة الفردوس وسط العاصمة مساء الجمعة لتكون "صرخة بوجه المحاصصة" كما قال المنظمون.
وقال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي أن تظاهرة اليوم الجمعة وسط بغداد "ملتقى لكل متطلع الى عراق خال من المحاصصة والفساد والميليشيات".. وكتب فهمي في تدوينة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" أن "نهج المحاصصة ومنظومته السياسية الحاضنة للفساد أوصلت العملية السياسية الى الانسداد".
وشدد على ان "التغيير الشامل نحو دولة المواطنة بات ضرورة يتحقق سلميا عبر حل البرلمان وانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة انتقالية".
أما المنسق العام للتيار الديمقراطي المحامي زهير ضياء الدين فقد أوضح تصريح للاعلام المحلي تابعته "ايلاف" ان "تظاهرة الجمعة هي لنقل صرخة الجماهير المكتوية من نار المحاصصة ضد تدهور العملية السياسية والانسدادات المتكررة وعدم الوصول الى حلول ناجعة وحقيقية للازمات".
وأكد أن التظاهرة ستشهد مشاركة جماهيرية من قوى التغيير في مختلف محافظات البلاد التي ستتوافد الى بغداد ـ ساحة الفردوس.. مبينا أن "من المطالب التي سيرفعها المتظاهرون هي تطبيق قانون الاحزاب رقم 36 بكل مضامينه وليس بانتقائية لأجل منع الاحزاب التي تمتلك فصائل مسلحة من المشاركة في الانتخابات وحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة".
إجراءات مشددة وغلق جسور
وتحسبا لاي مواجهات قد تحصل بين المشاركين في التظاهرات والاخرى المضادة فقد اتخذت السلطات العراقية اجراءات أمنية مشددة حول المنطقة الخضراء والشوارع المحيطة بها ومناطق وسط العاصمة.
فقد اغلقت القوات الامنية مدخل الجسر المعلق المؤدي الى الخضراء بالكتل الكونكريتية كما عززت من انتشارها الامني في مناطق وسط العاصمة.
دعوات لاستئناف جلسات البرلمان
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات لاستئناف جلسات البرلمان المعطلة منذ 30 من الشهر الماضي وعقدها خارج العاصمة بسبب اعتصام انصار التيار الصدري خارج مبنى البرلمان.
ومن جهتها كشفت النائبة عن الاطار الشيعي انتصار الموسوي عن جمع اكثر من 170 توقيعا برلمانيا لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب.
وقالت الموسوي في بيان ان "اكثر من 170 توقيع تم جمعها لغرض عقد جلسة طارئة بخصوص الخدمات والوضع الحالي في أي مكان يتم تحديده من قبل هيئة الرئاسة".
وأشارت الى ان "نواب الاطار مازالوا يضغطون على رئاسة البرلمان بشان عقد الجلسة الا انهم لم يحصلوا على أي استجابة منها لحد الان ".
وجاء هذا الطلب وسط اشارات من امكانية عقد البرلمان خارج العاصمة وهو امر لايمنعه الدستور.
وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي قد علق في 30 من الشهر الماضي جلسات البرلمان حتى إشعار آخر اثر اقتحام مبناه من قبل انصار التيار الصدري.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد شدد في كلمة خلال ترؤسه للاجتماع الاسبوعي لحكومته أمس الخميس على إن "الحوار هو الحل الوحيد لحل مشاكلنا وليس لدينا غيره".. مشدداً على أن "ألف سنة من الحوار أفضل من لحظة واحدة فيها صدام بين العراقيين".
يشار الى ان العراق يعيش منذ 300 يوم شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول أكتوبر 2021 ولم تفضِ مفاوضات تواصلت بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.
وتعلوا حاليا اصوات الاحزاب والنخب السياسية داعية الى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة لانهاء حالة الانسداد السياسية الخطيرة التي تُخيم على العراقيين وتنذر بنتائج كارثية.