نزاع مستمر على منطقة كشمير
الهند وباكستان: 75 عامًا من التوتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: يسود التوتر بين الهند وباكستان اللتين ولدتا قبل 75 عاما من رحم الانقسام الدامي للراج البريطاني، بينما يتنازع البلدان على النفوذ في منطقة كشمير.
في ما يلي لمحة عن أبرز المحطات التي شهدتها العلاقة الصعبة بين الخصمين النوويين:
ليلة 14 إلى 15 آب/اغسطس عام 1947، أسدل نائب الملك في الهند اللورد لويس ماونتباتن الستار على قرنين من الحكم البريطاني. وانقسمت شبه القارة الهندية بين الهند التي يهيمن عليها الهندوس وباكستان ذات الغالبية المسلمة.
وأحدث الانقسام الذي لم يتم التحضير له بشكل جيّد حالة فوضى أدت إلى نزوح حوالى 15 مليون شخص وأطلقت العنان لأعمال عنف طائفية أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص، وفق التقديرات.
أواخر العام 1947، اندلعت حرب بين البلدين الجارين للسيطرة على كشمير، المنطقة ذات الأغلبية المسلمة في الهيمالايا.
تحول خط وقف إطلاق النار البالغ طوله 770 كلم والذي تحدد بدعم من الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير 1949 إلى حدود بحكم الأمر الواقع تفصل المنطقة وبات يعرف اليوم بـ"خط السيطرة" وسط إجراءات عسكرية كثيفة على جانبيه.
وباتت باكستان تدير حوالى 37 في المئة من المنطقة والهند 63 في المئة، بينما يطالب البلدان بها كاملة.
أطلقت باكستان حربا في آب/اغسطس وأيلول/سبتمبر 1965 ضد الهند من أجل السيطرة على كشمير. انتهت من دون نتيجة حاسمة بعد سبعة أسابيع بناء على وقف لإطلاق النار لعب الاتحاد السوفياتي دور الوسيط للتوصل إليه.
خاض البلدان الجاران حربا ثالثة عام 1971 بشأن حكم إسلام أباد لما كان يعرف حينذاك بـ"باكستان الشرقية"، حيث دعمت نيودلهي القوميين البنغاليين الساعين للاستقلال لتشكيل ما ستصبح في آذار/مارس 1971 بنغلادش. قتل ثلاثة ملايين شخص في الحرب قصيرة الأمد.
فجّرت الهند أول معداتها الذرية عام 1974، بينما لم تجر باكستان أول اختبار علني حتى أيار/مايو 1998. أجرت الهند خمسة اختبارات ذلك العام وباكستان ستة. ويعد البلدان سادس وسابع قوة نووية على التوالي ويثيران قلقا دوليا وعقوبات.
اندلعت انتفاضة في كشمير ضد حكم نيودلهي عام 1989 وقتل آلاف المقاتلين والمدنيين في السنوات التالية في ظل المعارك بين قوات الأمن ومسلحين كشميريين في المنطقة.
تم توثيق انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان من طرفي النزاع بينما سيطر المتمّردون.
وفر آلاف الكشميريين الهندوس إلى أجزاء أخرى من الهند منذ العام 1990 خشية التعرّض لهجمات انتقامية.
عام 1999، عبر مسلحون مدعومون من باكستان حدود كشمير المتنازع عليها وانتزعوا نقاطا عسكرية هندية في أعالي جبال كارجيل. تصدّى الجنود الهنود لهم لينتهي نزاع استمر عشرة أسابيع وأودى بحياة ألف شخص من الجانبين.
وانتهت المعركة تحت ضغط الولايات المتحدة.
أدت سلسلة هجمات عامي 2001 و2002 حمّلت الهند مسلحين باكستانيين مسؤوليتها إلى تحرّك جديد للجنود من الجانبين.
وأعلن وقف لإطلاق النار على طول الحدود عام 2003، لكن عملية سلام أطلقت في العام التالي انتهت من دون نتيجة حاسمة.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، هاجم مسلحون إسلاميون مدينة بومباي الهندية وقتلوا 166 شخصا. حمّلت الهند جهاز الاستخبارات الباكستاني مسؤولية الهجوم وعلّقت محادثات السلام.
عادت الاتصالات عام 2011 لكن بقيت مواجهات تندلع بين حين وآخر.
ونفّذ الجنود الهنود عمليات في كشمير ضد مواقع الانفصاليين.
وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2015، أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة مفاجئة إلى باكستان.
تعهّدت الهند الرد بعد مقتل 41 عنصرا من القوات شبه العسكرية في هجوم انتحاري في كشمير عام 2019 تبنته جماعة مسلحة تتمركز في باكستان.
ووقعت مناوشات عسكرية تخللها قصف جوي بين الطرفين، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب جديدة.
وفي وقت لاحق من العام ذاته، ألغت الهند فجأة الحكم الذاتي المحدود الذي كانت تتمتع به كشمير بموجب الدستور واعتقلت آلاف المعارضين السياسيين في المنطقة.
وفرضت السلطات ما بات أطول فترة قطع لخدمة الإنترنت في العالم وأرسلت جنودا لتعزيز قوات الأمن المتمركزين في المكان أساسا والذين قدّر عددهم بحوالى نصف مليون جندي.
قتل عشرات آلاف الأشخاص، معظمهم مدنيون، في التمرّد منذ العام 1990.