أخبار

الحرب والأزمات أبعدت عنها السياح

حارس قلعة بانياس السورية.. وحيدٌ بين جدران عالية

مشهد عام لقلعة المرقب قرب بانياس في غرب سوريا في 25 تموز/يوليو 2022
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بانياس (سوريا): منذ سنوات، يواظب يونس ديّوب على فتح باب قلعة المرقب يومياً، أملاً باستقبال سوّاح أو زوار لطالما اكتظ بهم الموقع الأثري المطل على الساحل السوري.

صباح كل يوم، يقصد ديوب (49 عاماً) القلعة المشرفة على شاطئ مدينة بانياس، حاملاً مفتاحاً حديدياً كبيراً لفتح بابها الرئيسي. ويجلس داخل غرفة خشبية اعتاد استخدامها لقطع تذاكر الزوار، الذين بات توافدهم شبه معدوم منذ اندلاع النزاع وعلى وقع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد.

ويقول الحارس الذي تولى وظيفته قبل 15 عاماً لوكالة فرانس برس "رغم أن أبواب القلعة لا تزال مفتوحة، تمرّ أيام وأسابيع من دون أن أقطع أي تذكرة".

ويُضيف "هذا هو الحال منذ بدء الحرب" التي عصفت بسوريا منذ العام 2011.

وعوض أن يقطع التذاكر، يمضي وقته في احتساء الشاي الساخن وتأمل الشاطئ واستعادة ذكريات ما قبل زمن الحرب، حين كانت القلعة المرصّعة بالحجارة البيضاء والسوداء تكتظ بقاصديها من سوريا ومن خارجها. ويقلب بين الحين والآخر صوراً التقطها للسياح في زمن مضى.

حين يشعر بالملل، يترك ديوب مقعده ويتجول في أنحاء القلعة ذات الجدران المرتفعة والخالية من أي من مظاهر الحياة.

ويُضيف أثناء سيره بخطوات بطيئة "حرب طيلة سنوات ثم وباء (كوفيد-19) فأزمة المحروقات. كل ذلك أوقف توافد السياح، وتراجعت الزيارات الداخلية بشكل كبير".

غياب السياح الأجانب

ودفع النزاع المتواصل في البلاد إلى عزوف السياح الأجانب عن زيارة سوريا. وفرضت ظروف غلاء المعيشة وندرة المحروقات صعوبات إضافية على السكان المحليين، جعلت السياحة من أواخر أولوياتهم، لينصبّ اهتمامهم اليوم على تأمين قوتهم اليومي، في بلد يعيش معظم سكّانه تحت خط الفقر وفق الأمم المتحدة.

ونجت قلعة المرقب التي يقترب عمرها وفق المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، من الألف سنة، من تداعيات النزاع، إذ لم تطلها إلا بضع قذائف ورصاص العام 2011.

وتتربّع القلعة على تلة تبعد خمسة كيلومترات من مدينة بانياس التابعة لمحافظة طرطوس، وقد بُنيت العام 1062 على مرتفع يُحيط بها خندق ضخم فوقه جسر حجري متين. وتضم آثار كنيسة ومتحفا داخلها.

ويقول ديّوب بعدما شرع في لملمة أغراضه ليغلق باب القلعة خلفه مع انتهاء دوامه "أشعر بالوحدة هنا، وليس لي من أصدقاء إلا هذه الجدران العالية الصامتة".

ويُضيف "قطعتُ عهداً على نفسي أن أدخل الزوّار مجاناً وعلى نفقتي الخاصة لمدة أسبوع عندما تعود الحركة إلى سابق عهدها (..) أتمنى أن يأتي ذلك اليوم قريباً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف