أخبار

"أقل اندفاعاً وأهدأ.. ينصت أكثر مما يتكلم"

رئيس تشاد العسكري محمد إدريس ديبي على خطى والده

إدريس ديبي أمام مركز انتخابي في العاصمة التشادية نجامينا في 11 أبريل 2021
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نجامينا: واجه الجنرال محمّد إدريس ديبي الذي تدخل خطته لإعادة تشكيل مستقبل تشاد مرحلة حاسمة السبت، تحدياً هائلاً منذ تولى السلطة العام الماضي.

في 20 نيسان/أبريل 2021، أعلن الجيش عبر شاشات التلفزيون مقتل إدريس ديبي إنتو الذي حكم تشاد بقبضة من حديد طوال 30 عاماً في عملية عسكرية ضد المتمرّدين.

وبدا محمد، نجله ووريثه السياسي، خجولاً ومتوتراً في بزّته العسكرية يومها.

ورغم أن الجندي البالغ 37 عاماً صعد بفضل والده إلى رتبة جنرال بأربع نجوم، إلا أنه كان حديث العهد في عالم السياسة.

واليوم، بات رئيساً للمجلس العسكري الذي حلّ البرلمان وعلّق العمل بالدستور، في خطوة ستدوم 18 شهراً إلى حين إجراء "انتخابات حرة وديموقراطية".

واليوم، يلعب ديبي الابن دور الزعيم الواثق من نفسه بينما يتبع ذات المسار الذي حدده والده من قبله.

وعلى غرار سلفه، يظهر دائماً بلباس عسكري سواء في داخل تشاد أو في الخارج. ويتطلع القادة الغربيون إليه للحصول على تطمينات بأن تشاد ستبقى حليفاً قوياً في الحرب ضد الجهاديين في منطقة الساحل.

وفي الأشهر الأولى التي قضاها في السلطة، نادراً ما شوهد ديبي من دون بزّته العسكرية بينما يضع على رأسه القبعة الحمراء المعروفة بالنسبة لقوات النخبة في الحرس الرئاسي الذي قاده في عهد والده.

وبينما كان جنرالاً بأربع نجوم حظي بإشادات لمواجهته هجوما متمرّدا في شرق البلاد عام 2009، نال نجمة خامسة في كانون الأول/ديسمبر.

وبعد فترة، شوهد ديبي بشكل متكرر أكثر باللباس التقليدي أو ببدلة رسمية مصممة بدقة مع نظارات بإطار ذهبي، وهي صورة مدنية أقل تحفّظاً كان والده يفضلها أيضاً.

على خطى والده

تتباين الآراء حيال شخصية ديبي الابن.

يقول بعض المراقبين إنه شخصية كتومة بينما يرى آخرون بأنه يعمل جاهداً لبسط سلطته.

لكن هناك اتفاقاً واسعاً أيضاً على أن والده هو النموذج الذي يسير على خطاه.

ويقول تييري فيركولون من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن محمد ديبي "عزز سلطته عبر إحاطة نفسه بالحرس القديم". وتابع "هناك استمرارية حقيقية بين الأب والابن. ما زال نظام ديبي قائماً".

عام 1993، أطلق ديبي الأب مؤتمراً وطنياً لإنشاء مؤسسات الدولة بعد فترة انتقالية.

واليوم، يسعى نجله للقيام بأمر مشابه عبر "حوار وطني شامل" ينطلق السبت بحضور 1400 مندوب بينهم ممثلون عن العديد من المجموعات المسلحة. يتمثّل هدفه المعلن بالاتفاق على مسار باتّجاه الانتخابات.

وقال المحلل التشادي كيلما ماناتوما إن "محمد يملك ذات الرغبة التي كانت لدى والده والمتمثلة بإظهار أنه يتحاور مع المعارضة"، مشيرا إلى أن هذا التكتيك لم يأت بـ"النتائج المتوقعة" في الماضي.

وفي مسعى لتعزيز سلطته، اعتمد ديبي الأب على جماعته العرقية "الزغاوة"، وهي أقلية صغيرة في تشاد أوكل الوالد العديد من أفرادها مناصب رفيعة ضمن الجيش.

وتنتمي والدة محمد إلى "الغوران" التي تعد مجموعة عرقية خصمة بل وحتى معادية، لكنه يعتمد أيضا على قبيله والده.

ويؤكد رولاند مارشال من "مركز الدراسات الدولية" في باريس "إنها دائما ذات المجموعة في السلطة: الزغاوة".

اختلافات

ويشير بعض المراقبين إلى الاختلافات بين الوالد وابنه في أسلوب ممارسة السلطة. فبخلاف إدريس ديبي الذي حظر أي تظاهرات، يترك محمد ديبي "فسحة صغيرة للتعبير عن المعارضة"، بحسب مارشال.

وفي مسعاه للمضي قدماً بمنتداه الوطني، نظّم الرجل القوي الجديد اجتماعا يمهّد للحوار في قطر مع جماعات متمرّدة حاربها ووالده لسنوات.

ومدّ يد الصلح إلى قادة المتمرّدين، بمن فيهم قريبه تيمان إرديمي (أيضا من الزغاوة) والذي حاول مرّات عديدة الإطاحة بوالده الراحل، فدعاهم إلى المشاركة في الحوار.

ولفت مستشار مقرّب منه طلب عدم الكشف عن هويته إلى أنه "أقل اندفاعاً من والده وأهدأ، ينصت أكثر مما يتكلم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف