أخبار

ميزوا بين مواقف سعيّد "السلبية".. والروابط "المتينة" مع الشعب التونسي

المغاربة لرئيس تونس: من العار أن يطعنك الأخ في ظهرك

الرئيس التونسي لدى اسنتقباله زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرباط: أجمعت ردود الفعل الرسمية والشعبية والحزبية في المغرب على التعبير عن استيائها وغضبها، عقب الاستقبال الذي خصصه الرئيس التونسي قيس سعيّد، الجمعة، لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، والذي وصفه بيان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بـ"العمل الخطير وغير المسبوق"، ورأى أنه "يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية".
وقرر المغرب، الجمعة، الاستدعاء الفوري لسفيره بتونس للتشاور وعدم المشاركة في القمة الثامنة لقمة (تيكاد) التي تنعقد بتونس يومي 27 و28 اغسطس الجاري، قبل أن ترد تونس، السبت، بدعوة سفيرها بالرباط "حالا للتشاور".
وبقدر الغضب الذي عبر عنه المغاربة بعد الموقف "العدائي" الذي "يضر بالعلاقات الأخوية التي ربطت على الدوام بين البلدين"، لوحظ تشديدهم على التمييز بين الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعّيد، التي تأتي في سياق سلسلة من "المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا"، وحرصهم على ألا يؤثر قرار سحب السفير المغربي بتونس، "بأي شكل من الأشكال، على الروابط القوية والمتينة القائمة بين الشعبين المغربي والتونسي، اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشتركين".

"غليان" الفيسبوك
"استغراب"، "صدمة"، استنكار"، "غضب"، "رفض"، كلمات من بين أخرى يتطلب تجميعها عند كل محاولة لوصف المشاعر التي عبر بها المغاربة، بمختلف أطيافهم عن صور الاستقبال "الرئاسي" الذي خص به الرئيس التونسي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، فيما تبدو في الخلفية طائرة رئاسية أقلت الزعيم الانفصالي إلى تونس، كتب عليها: "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية".
وكتب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية السابق، في تغريدة له على "تويتر": "تونس لم تعد صديقة كما كانت، باستقبال رئيسها لزعيم الانفصاليين بمناسبة انعقاد قمة إفريقيا - اليابان، وبجواره علم الانفصال، كل هذا ضدا على موقف اليابان، وعن المتعارف عليه في القمم السابقة. من العار أن يطعنك الأخ في ظهرك، لكن مسيرة تثبيت الحق المغربي ماضية لا توقفها مثل هذه الأمور".
وكتب الإعلامي المغربي عبد الصمد بنشريف، في تدوينة على "فيسبوك"، متفاعلا مع رد الخارجية التونسية على بيان الخارجية المغربية: "تأملوا جيدا مضامين هذا البيان الذي أصدرته خارجية قيس سعيد .. فيه مغالطات كثيرة وتبريرات واهية وغير مقنعة وتعنت مستورد. كل شيء رتب ترتيبا والجزائر هي من يقف وراء كل ما حدث. وحتى الطائرة التي أقلت ابراهيم غالي إلى تونس تابعة للرئاسة الجزائرية. ثم المسألة فيها استفزاز مقصود وموقف غير مسبوق. كيف يمكن تفسير استقبال زعيم جبهة البوليساريو وفق قواعد وطقوس البرتوكول، وكأنه رئيس دولة فعلا. لا يمكن تغطية الشمس بالغربال. والعذر أكبر من الزلة".
بينما كتب الإعلامي المغربي يونس مسكين: "بقدر مرارة الطعنة التونسية وما تنطوي عليه من تقصير، كان بلاغ الخارجية المغربية متزنا وهادئا بل وحريصا على حماية روابط الأخوة الراسخة مع الشعب التونسي الشقيق".
وعاد مسكين، في تدوينة ثانية، لينشر صور تدوينات لتونسيين تفاعلوا بها "مع الخطوة الحمقاء لرئيسهم"، حسب تعبيره؛ ثم كتب في أخرى: "كل التضامن مع تونس ... صحيح أننا صعقنا وتألمنا لما وقع، لكن وحدتنا وسيادتنا أكبر من سلوك طائش هنا أو آخر أرعن هناك، الحزن والأسى من أجل تونس أولا، تونس التي كانت، عشر سنوات مضت منارة لأحلامنا وقبلة لآمالنا، تونس التي انبعث منها عبق الياسمين، تونس التي حلمت وجعلتنا نحلم. عميق الأسى والحزن لما آلت إليه قلعة الحضارة والعلم والفن والتعايش، عندما أصبحت تحت رحمة رجل يزعم أنه رئيس ويخصص استقبال الرؤساء لشخص لا تعترف به الدولة التونسية ولا بكيانه، أصبحت تونس أحق وأجدر بالتضامن. لنا ولك الله يا تونس".
وكتب الإعلامي المغربي أحمد الدافري: "رد وزارة الخارجية التونسية لم يجب عن الأسئلة التالية: إن كانت تونس لا تعترف بأن زعيم المرتزقة هو رئيس دولة، لماذا استقبله رئيس دولة تونس في المطار بالسجادة الحمراء استقبال الرؤساء؟ لماذا أجرى معه لقاء ترحيبيا رسميا أمام الكاميرات في القصر الرئاسي، وهو جالس جلسة الرؤساء وبجانبه شرويطة ( علن) البوليساريو التي صممها كابرانات الجزائر في شكل الراية الفلسطينية؟ لماذا في فبراير الماضي عندما حط زعيم المرتزقة في مطار بروكسل قادما على متن طائرة رئاسية جزائرية للمشاركة في القمة الإفريقية - الأوروبية، وجد في استقباله ثلاثة موظفين في مقر الاتحاد الأوروبي، استقبلوه بطريقة بئيسة، لا سجادة حمراء ولا كاميرات ولا صحافيين، بل إن سفارة الجزائر هي التي قامت بتصوير الاستقبال بواسطة هاتف محمول؟
أما الباحث والإعلامي المغربي عبد الغني بلوط، فكتب: "والغباء السياسي نوعان .."، مرفقا تدوينته بصورة للرئيس التونسي وصورة لتغريدة للإعلامي التونسي محمد كريشان، نقرأ فيها: "سقطة تاريخية فادحة في تعامل الدولة التونسية مع قضية الصحراء. كان تقليدا راسخا لعقود حرصُ تونس على عدم التورط في هذه القضية بأي شكل من الأشكال .. إلى أن جاءت خطوة قيس سعيّد لتنسف كل ذلك.. تماما كما نسف كل مقومات الديمقراطية وكل هيبة لدولة تحترم نفسها. الله المستعان".


وذكّر ...
حرص عدد من المغاربة على التذكير بعدد من المواقف التي تضامن بها ملوك المغرب مع تونس، خلال أوقات الشدة التي مرت بها، وذلك على مدى فترات من تاريخها المعاصر، مع التركيز على لقاء صحفي للراحل الحسن الثاني أكد فيه وقوف المغرب مع الشعب التونسي على خلفية أحداث قفصة الشهيرة في 1980. كما أعادوا نشر صور للملك محمد السادس وهو يتجول في شوارع تونس، في 2014، متخففا من البروتوكول في خطوة تضامنية مع البلد الذي هزته وقتها أعمال إرهابية زعزعت ثقة السياح. وفي هذا السياق، كتبت الإعلامية المغربية حنان رحاب: "في 30 مايو 2014 ... كانت تونس تمر بأزمة خانقة، أحداث إرهابية .. إلى درجة أن العديد من الدول حذرت مواطنيها من زيارة تونس .. في حين الملك محمد السادس زار تونس .. وخرج إلى شوارعها والتقى عددا كبيرا من مواطنيها .. وأعلن تضامنه مع التوانسة وتضامن المغرب مع تونس ... هذا هو ملك المغرب .. وهذه أخلاق المغاربة شعبا وملكا ودولة".

استنكار حزبي
قال حزب "التجمع الوطني للأحرار"، الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي، إنه تابع بــ"استنكار بالغ الخطوة العدائية التي أقدم عليها الرئيس التونسي والمتمثلة في استقبال زعيم الكيان الوهمي".
وأشار البيان إلى أن "هذا الفعل العدائي غير المسبوق الموجه ضد بلادنا ووحدته الترابية، ليؤكد بالملموس مسلسل التهور الذي أدخل فيه قيس سعيد للأسف الشقيقة تونس عبر اتخاد قرارات مجانية مفرطة في العداء للدول الصديقة لن تفيد الشعب التونسي في شيء".
ورأى بيان حزب "التجمع الوطني للأحرار" أن "النظام التونسي، عبر هذه الخطوة المتهورة وغير محسوبة العواقب، يصطف اليوم مع أعداء المملكة، وداعمي الميولات الانفصالية في المنطقة مما من شأنه أن يزيد من هوة الخلافات الإقليمية بشكل خطير، ويؤثر على استقرار المنطقة التي تتوق شعوبها إلى تحقيق الاستقرار وتكريس الديموقراطية".
وشدد البيان على أن "ما أقدم عليه قيس سعيد لا يمكن إلا أن يؤكد مسلسل التمادي في التصرفات المعادية للمصالح العليا للمملكة وتخطي كل أعراف الأخوة وحسن الجوار".
وختم "التجمع الوطني للأحرار" بأنه "إذ يستنكر بشدة هذا السلوك الاستفزازي فإنه يستحضر بكل قوة متانة، وعمق أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين اللذين يعتزان بعمق روابطهما التاريخية ويؤمنان بوحدة مصيرهما".
وتعليقا على استقبال الرئيس التونسي، زعيم جبهة البوليساريو، قال سمير كودار ، نائب الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" (مشارك في الحكومة)، إن ما قامت به الرئاسة التونسية لا يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية تونس. وأضاف كودار، في تصريح لبوابة "بام .ما" أن "الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين هو فعل غير مسبوق يؤكد بوضوح النهج الذي اختارته تونس، والمبني على مضاعفة المواقف السليية المستهدفة للمغرب ومصالحه العليا"، مبرزا أن اختيارات وتصرفات الرئاسة التونسية لم تترك للمملكة المغربية سوى اتخاذ خطوات دبلوماسية أولها مقاطعة قمة "تيكاد" منتدى التعاون الياباني الإفريقي.
وزاد كودار قائلا" إن الشعب التونسي يعلم جيدا عمق الأخوة والمودة التي تكنها المملكة المغربية لتونس وشعبها، وهو الشيء الذي ما فتئ الملك محمد السادس يعبر عنه في عدة مناسبات"، مشددا على أن الملك محمد السادس كان دقيقا وواضحا، بخصوص مواقف البلدان الشريكة والصديقة إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة. وأوضح كودار أن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب"، في 20 أغسطس الجاري، أكد أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.
من جهته، أدان حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" (معارضة) "التصرف العدائي للرئيس التونسي " ، معبرا عن دعمه "لقرار الحكومة المغربية استدعاء سفير المملكة بتونس والانسحاب من قمة (التيكاد)".
وقال بيان للحزب "إن هذه السابقة لم يفكر في اقترافها أي من رؤساء الجمهورية التونسية من العقلاء الذين كانوا حريصين على استقرار المنطقة وتجنيبها التوترات، وكان المغرب بدوره يتفهم إكراهات تونس بسبب سياقها الجغرافي، بما فيها إكراهات تصل حدود الابتزاز من جيرانها (الجزائر وليبيا معمر القذافي )".
وختم "الاتحاد الاشتراكي" بيانه بإعلان "مساندته المطلقة لجهود الدبلوماسية الوطنية بتوجيهات من الملك محمد السادس في تصديها لكل المؤامرات التي تستهدف التشويش على كل النجاحات التي حققتها بلادنا في مسعاها لحسم ملف وحدتنا الترابية، التي هي المحدد في علاقاتنا وشراكاتنا وتحالفاتنا إقليميا ودوليا"، مع إشارته إلى أن "كل هذه المؤامرات التي تعبر عن بؤس من يقف وراءها، ستتكسر كما تكسرت سابقاتها على صخرة الجبهة الداخلية، التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى لمزيد من التصليب والتضامن، باستثمار خلاق لكل عناصر القوة في المجتمع المغربي، بما فيها الإمكانيات المقدرة الكامنة في القوة الناعمة التي يجسدها مغاربة العالم"؛ وشدد على أنه "إذ يدين هذا السلوك العدائي الأخرق لرئيس الجمهورية التونسية، الذي يعكس عقليته الانقلابية على المؤسسات والتوافقات والتاريخ، فإنه في المقابل يعتز بأواصر الإخاء التي تجمع الشعبين المغربي والتونسي، ويدعو النخب الفكرية والسياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بالمنطقة إلى الانتصار لمستقبل مغرب الشعوب، ضد كل السياسات التقسيمية والعدائية التي تهدد ما تبقى من ممكنات التكامل الإقليمي بالمغرب الكبير، الذي يمثل وصية الأجداد المقاومين، وحلم كل الأجيال المغاربية الطامحة للتنمية والديموقراطية في فضاء مغاربي قوي ومتضامن".
وعبر حزب "الاستقلال"المشارك في الحكومة، عن تفاعله مع الحدث، من خلال تدوينة لأمينه العام نزار بركة، نشرت على صفحة الحزب، جاء فيها: "تونس بلد مغاربي شقيق نتقاسم وإياه مشترك الأخوة والتاريخ، ومعركة الحرية والاستقلال ضد المستعمر، وحلم شعوب المنطقة التواقة إلى التكامل والاندماج ووحدة المصير. ولكن يبدو أن حكام تونس الجدد، وليس الشعب التونسي، قد انعرجوا عن نهجهم الودي الراسخ تجاه بلادنا، وتنكروا فجأة لما يجمع بين بلدينا من حسن جوار واحترام متبادل لشؤون كل بلد على حدة دون تدخل أو إقحام للنفس. حزب الاستقلال لا يمكنه إلا أن يشجب بشدة هذا الانقلاب السافر في موقف بلد شقيق نكن له كل التقدير ونتمنى له استعادة الاستقرار والتقدم، تجاه قضية وحدتنا الترابية، وما صاحبه من سلوكات استفزازية استعراضية تخدش شعور المغاربة قاطبة. ولا يمكن لموقف من هذا القبيل أن يغير حقيقة مغربية الصحراء، ومصداقية وواقعية مخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه بلادنا، ولكنه يؤشر للأسف على أن حكام تونس الجدد قد اختاروا الاصطفاف إلى جانب الهشاشة واللا استقرار والدفع نحو الفرقة والمجهول في المنطقة المغاربية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اخر من يحق لكم - بالكلام في هذا المجال ،،،
عدنان احسان- امريكا -

طعنتم كل الامه العربيه والاسلاميه ،،،وتاريخكم معر،ف ابا عن جد ،،، ولا ادري من اعطاكم مفتاح القدس ،،، وقيس بن سعيد ،،، سيكون نموذجا يحتذي به في كل العالم العربي ،،،