وسط تبادل الاتهامات بين كييف وموسكو حول قصفها
مهمّة محفوفة بالمخاطر لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا النووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زابوريجيا (أوكرانيا): تنتظر مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس في محطة زابوريجيا النووية مهمّة محفوفة بالمخاطر بينما تتهم أوكرانيا الجيش الروسي بقصف المنطقة وتتهم موسكو كييف بإرسال فريق "مخرّبين".
وصباح الخميس، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الذي يقود فريقًا مؤلّفًا من 14 خبيرًا، الإبقاء على المهمة في المحطة التي يسيطر عليها الجيش الروسي، رغم الضربات.
وقال غروسي للصحافيين من مدينة زابوريجيا الواقعة على بعد نحو 120 كيلومترا من المحطة قبل انطلاق فريقه، "نحن على دراية بالوضع الحالي. كان هناك أنشطة عسكرية، بما في ذلك هذا الصباح، منذ بضع دقائق" لكن "لن نتوقف، نتحرّك".
تقييم الوضع
وأضاف "سنبدأ فورًا تقييم الوضع الأمني في المحطة".
وترغب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن يكون لديها وجود "دائم" في هذه المحطة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا لتجنّب احتمال حصول كارثة نووية.
من جانبه، قال المدير العام للجنة روبير مارديني للصحافيين في كييف "حان الوقت لوقف اللعب بالنار واتخاذ بدلًا منذ لك، تدابير ملموسة لحماية هذا الموقع ومواقع مماثلة أخرى من كافة العمليات العسكرية". وحذّر من أن "أدنى خطأ قد يسبب خرابًا سنندم عليه لعقودٍ".
منذ أسابيع، يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بتعريض المنشأة النووية الأكبر في أوروبا، للخطر.
أوقف العمل بمفاعل نووي في محطة زابوريجيا جراء عمليات قصف روسية، وفق ما أعلنت الشرطة المشغّلة لمحطات الطاقة الذرية "إنرغوأتوم" التي أكدت أن واحدًا من أصل ستة مفاعلات في المحطة لا يزال يعمل.
واتّهمّت السلطات الأوكرانية الخميس روسيا بشنّ ضربات مدفعية على مدينة إنرغودار حيث تقع محطة زابوريجي.
وكتب رئيس بلدية هذه المدينة دميترو أورلوف من منفاه على تطبيق تلغرام أن "الروس يشنون قصفًا مدفعيًا على الطريق الذي يُفترض أن تسلكه بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو محطة زابوريجيا".
الجيش الروسي
من جانبه، أكد الجيش الروسي الخميس أن القوات الأوكرانية أرسلت مجموعتَي "مخرّبين".
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "نحو الساعة السادسة (الثالثة بتوقيت غرينتش)، نزلت مجموعتَا مخرّبين من الجيش الأوكراني، يصل عدد أفرادهما إلى ستين شخصًا، من على متن سبعة قوارب (...) على بعد ثلاثة كيلومترات نحو شمال شرق محطة زابوريجيا النووية وحاولتا السيطرة على المحطة".
وأضافت الوزارة أنها اتّخذت "تدابير للقضاء على العدو مستعينةً خصوصًا بالطيران العسكري".
وتقع المحطة على نهر دنيبرو الذي تسيطر القوات الروسية على ضفّته اليسرى في هذه المنطقة. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه التصريحات من مصدر مستقل.
واتّهمت وزارة الدفاع الروسية أيضًا الجيش الأوكراني بشنّ ضربات مدفعية على "نقطة لقاء" بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مقربة من المحطة النووية.
أكد المسؤول في إدارة الاحتلال فلاديمير روغوف عبر تلغرام مقتل ثلاثة مدنيين وجرح شخص جراء ضربات مدفعية أوكرانية استهدفت مناطق سكنية في إنرغودار. ونشر صورًا غير مؤرخة تُظهر مبانيَ متضرّرة.
ميدانيًا، يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في جنوب البلاد، خصوصًا حول خيرسون إحدى المدن الأوكرانية الكبرى التي سيطرت عليها روسيا.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية من جهتها الأربعاء أن قواتها صدت في الأيام الأخيرة الهجمات الأوكرانية وكبدت العدو خسائر فادحة.
وأعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نُشر الخميس، أن القوات الروسية تنقل بشكل قسري مدنيين أوكرانيين، بينهم أشخاص فارون من المعارك، نحو مناطق خاضعة لسيطرتها، منذ بدء الغزو الروسي.
في باريس، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مواصلة الحوار مع روسيا، مؤكدا أنه "يجب أن نفترض أنه يمكننا دائمًا مواصلة التحدث مع الجميع" خصوصا "الذين لا نتفق معهم".
الرئيس الفرنسي هو أحد القادة الأوروبيين القلائل الذين تحدثوا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، في استراتيجية تعرّضت لانتقادات. غير أنه اعتبر في الوقت نفسه في خطاب أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه، أن "انقسام أوروبا" هو "أحد أهداف حرب روسيا".
حرب الغاز
في حرب أخرى موازية، أي حرب الغاز، أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة الأربعاء أنها أوقفت "بالكامل" شحناتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" بسبب أعمال الصيانة المتوقّع أن تستمر ثلاثة أيام.
وفي وقت تعمل الدول الأوروبية، خصوصاً ألمانيا وفرنسا، على خفض اعتمادها على الغاز الروسي، أعلنت المجر الأربعاء اتفاقاً مع غازبروم لتلقّي شحنات إضافية.
دبلوماسيًا، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأربعاء على تعليق اتفاق جرى التوصل إليه في العام 2007 مع روسيا لتسهيل إصدار تأشيرات الإقامة القصيرة بشكل متبادل.
وردّ الكرملين الخميس معتبرًا أنه "قرار سخيف يندرج ضمن سلسلة سخافات".