أخبار

بحضور حوالى 70 من أقارب الضحايا

إحياء الذكرى الخمسين لعملية ميونخ قد يشكل مناسبة لألمانيا لتقديم اعتذارات

وصول مركبات مدرعة إلى القرية الأولمبية في ميونيخ في 5 سبتمبر 1972 عندما أخذ رياضيين إسرائيليين كرهائن من قبل كوماندوز فلسطيني
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ميونخ (ألمانيا): تحيي ألمانيا لاثنين ذكرى عملية احتجاز الرهائن خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972 التي أسفرت عن مقتل أحد عشر رياضيًا إسرائيليًا ونفذتها مجموعة كوماندوس فلسطينية.

بعد خمسين عامًا، ستُقام المراسم بحضور حوالى 70 من أقارب الضحايا وقد تكون مناسبة لرئيس الدولة الألمانية فرانك فالتر شتاينماير لتقديم اعتذاره عن الإخفاقات التي وقعت حينها، بحضور الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ.

كاد الاحتفال أن يفشل بعد تهديد عائلات الضحايا بمقاطعته احتجاجًا على مقترحات التعويض الألمانية لولا التوصل إلى اتفاق الأربعاء بعد عقود من المفاوضات السرية.

ولكن عائلات الضحايا ما زالت تطالب باعتذار.

أمام أعين العالم

وقال المندوب الألماني لمحاربة معاداة السامية فيليكس كلاين في تصريح لصحف مجموعة فونكي الإعلامية الجمعة "أعتقد أن الوقت قد حان للاعتذار وأعتقد أن رئيس الدولة سيجد الكلمات الصحيحة للتعبير عن ذلك".

فجر يوم 5 أيلول/سبتمبر 1972، دخل ثمانية من أعضاء منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية شقة الوفد الإسرائيلي في القرية الأولمبية وقتلوا اثنين من الرياضيين الإسرائيليين واحتجزوا تسعة آخرين كرهائن وطالبوا بالافراج عن أكثر من 200 أسير فلسطيني.

بعد ساعات طويلة من المفاوضات، تحوّل تدخل أجهزة الأمن الألمانية في قاعدة فورستن فيلدبروك العسكرية على بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً غرب ميونيخ، إلى إخفاق تام.

قُتل الرهائن التسعة خلال العملية بالإضافة إلى شرطي من ألمانيا الغربية. وقُتل خمسة من محتجزي الرهائن الثمانية وأسر الثلاثة الآخرون.

وأذهل الاعتداء العالم وخلّف صدمة عميقة في ألمانيا.

كان صادمًا قرار اللجنة الأولمبية الدولية بمواصلة الألعاب بعد توقفها ليوم واحد.

كانت ألمانيا تراهن على الألعاب التي كان يُفترض أن تطوي صفحة ألعاب برلين عام 1936 التي كانت بمثابة واجهة عرض للنظام النازي ورؤيته للعالم من منظور تفوّق العرق الآري. وتمّ تجاهل تحذيرات واردة من أجهزة المخابرات حول احتمال حصول هجوم وإهمال اتخاذ إجراءات أمنية مناسبة.

كما تسبب هجوم الشرطة الذي لم يتم الإعداد له جيدًا وانتهى بحمام دم، بصدمة ألمانيا.

وقال رئيس الموساد آنذاك زوي زامير بعد رفع السرية عن الملف في عام 2012، "لم يبذلوا أدنى جهد لإنقاذ الأرواح".

وقال المؤرخ ماركوس براكمان لإذاعة دوتشلانفونك إن الأحداث جرت "أمام جمهور يضم مليارات من المشاهدين... وهو أمر لم يتكرر سوى في 11 أيلول/سبتمبر 2001".

وما زالت أحداث الاعتداء تسكن الشهود والناجين. فقد شهد لاعبو كرة اليد من ألمانيا الشرقية الذين كانوا يسكنون مقابل شقة الرياضيين الإسرائيليين كيف ألقى الخاطفون جثة رياضي في الشارع. وقال قائد الفريق حينها كلاوس لانغوف إن هذه الصور أعادت إلى ذهنه ذكريات الحرب العالمية الثانية.

وقال الرياضي السابق البالغ من العمر 82 عاماً لوكالة فرانس برس "كان الأمر مروعًا. كلما نظرنا من النافذة أو من الشرفة، رأينا ذاك الرياضي القتيل".

اتفاق وإيفاء بالالتزامات

وجاء الخلاف على التعويضات ليكمل الصدمة. وقالت انكي سبيتسر التي كان زوجها اندريه بين القتلى في ميونيخ لوكالة فرانس برس "لا يمكن تصور ما مررنا به طيلة 50 عاماً".

بعد التهديد بمقاطعة مراسم الذكرى، وافقت حكومة أولاف شولتس على صرف مبلغ 28 مليون يورو دفعته بافاريا ومدينة ميونيخ جزئياً.

وقالت الحكومة الألمانية الأربعاء أنه بهذا الاتفاق الذي أبرم بعد سنوات طويلة من المفاوضات السرية، أوفت ألمانيا "بالتزامها التاريخي تجاه الضحايا وعائلاتهم".

وسيتم كذلك رفع السرية عن وثائق ذات صلة ليُتاح للمؤرخين الألمان والإسرائيليين الاطلاع على تفاصيل مجريات ما حدث.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف