صحة وعلوم

على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي

ثلاث وفيات بالكوليرا في شمال وشرق سوريا

تلوّث مياه الشرب وانعدام شبكات الصرف الصحي يؤدي الى انتشار الأمراض مثل الكوليرا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القامشلي (سوريا): أعلنت الإدارة الذاتية الكردية السبت وفاة ثلاثة أشخاص جراء إصابتهم بمرض الكوليرا، الذي قالت إنه يتفشى بكثرة في مناطق سيطرتها في شمال سوريا وشرقها، مناشدة المنظمات الدولية تقديم الدعم للحد من انتشاره.

وأفادت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في بيان عن رصدها "إصابات بمرض الكوليرا في الرقة (شمال) والريف الغربي لدير الزور (شرق) بكثرة" مؤكدة تسجيل ثلاث وفيات.

وناشدت الهيئة "المنظمات الدولية على رأسها منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم اللازم للحد من انتشار الكوليرا".

وأعلنت وزارة الصحة السورية بدورها عن 15 إصابة بالكوليرا في محافظة حلب الخاضعة بمعظمها لسيطرة الحكومة، وفق ما جاء في بيان السبت أوضح أن المصابين يتلقون العلاج في المستشفى.

انتشار المرض

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن انتشار المرض ناتج عن تلوّث مياه الشرب، بسبب توقف السلطات المحلية عن توزيع مادة الكلور على محطات المياه خلال الأشهر الثلاثة الفائتة.

وأفاد عن ظهور العديد من أعراض المرض لدى السكان بينها تقيؤ وإسهال وصداع.

ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ.

والسبت أعلنت الإدارة الذاتية الكردية أن المؤسسة العامة للمياه في الإدارة المدنية لدير الزور باشرت توزيع خزان سعة 1000 لتر من مادة الكلور السائل على وحدات المياه بريف دير الزور الغربي.

وأشارت إلى أن الخطوة هي "إجراء احترازي للوقاية من مرض الكوليرا".

أزمة مياه حادة

وبعد نزاع مستمر منذ 11 عاماً، تشهد سوريا أزمة مياه حادة، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أدى النزاع الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.

ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.

ونبّهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير في تشرين الأول/أكتوبر الماضي الى أن الوصول الى مياه الشرب الآمنة يشكل تحدياً يؤثر على ملايين الأشخاص في أنحاء سوريا، حيث باتت مياه الشرب متوفرة بنسبة أقل بأربعين في المئة عما كانت عليه قبل عقد من الزمن.

قبل عام 2010، كان يحظى 98 في المئة من سكان المدن و92 في المئة من المجتمعات الريفية بإمكانية الوصول الى مياه شرب نظيفة، وفق المصدر ذاته.

وتتضاءل قدرة المنطمات الدولية على تقديم الخدمات في هذا المجال جراء نقص التمويل. وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، شكلت خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة أربعة في المئة فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة بأكملها في جميع أنحاء سوريا خلال العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها.

إصابات بالكوليرا

ويشهد العراق المجاور منذ شهر حزيران/يونيو موجة إصابات بالكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015.

ويصيب المرض سنوياً بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف