حكومة اورتيغا تواجه ضغوطاً دبلوماسية متزايدة
نيكاراغوا تقطع علاقاتها مع هولندا وتحظر دخول سفير واشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ماناغوا: وجدت نيكاراغوا نفسها السبت معزولة أكثر على الساحة الدولية بعد طردها سفيرة الاتحاد الأوروبي وإعلانها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع هولندا متهمة إياها بالتدخل في شؤونها، ومنعها دخول السفير الأميركي الجديد بسبب "تدخلاته" أيضا.
والسبت غادرت سفيرة الاتحاد الأوروبي في نيكاراغوا بيتينا موشيت البلاد غداة تبلّغها قرار حكومة دانيال أورتيغا بطردها، وفق مصادر دبلوماسية أفادت بأنها غادرت البلاد جوا متّجهة إلى المكسيك في طريقها إلى باريس، مشيرة إلى أن الشرطة واكبتها من منزلها وصولا إلى المطار.
وتواجه حكومة اورتيغا ضغوطا دبلوماسية متزايدة بسبب "تدهور كبير" في مجال حقوق الانسان كما تقول الولايات المتحدة، أدى الى سجن عشرات المعارضين السياسيين والطلاب والصحافيين.
وقطعت ماناغوا علاقاتها مع الحكومة الهولندية ليل الجمعة. وقالت وزارة الخارجية إنه "في مواجهة التدخلات المتكررة وموقف مملكة هولندا الاستعماري الجديد والقائم على التدخل الذي أثار الاستياء... عبر التهديدات وتعليق العمل من أجل المصلحة المشتركة، تُبلّغ نيكاراغوا حكومة هذا البلد بقرارنا قطع العلاقات الدبلوماسية فورا".
في رسالة وجهت الى وكالة فرانس برس السبت، اعتبرت الخارجية الهولندية أن قرار نيكاراغوا "مؤسف" و"غير متكافئ".
وقالت هولندا إنها قررت أن توقف بشكل دائم تمويل بناء مستشفى في نيكاراغوا- كان مجمدا منذ 2018- بسبب "تدهور الوضع في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان".
وأوضحت أنها وجهت تحذيرات عدة الى ماناغوا لكن نيكاراغوا "تغلق الباب" الآن.
وقالت لاهاي إن "هولندا تبحث مع شركائها الأوروبيين في الطريقة التي سنرد بها على قرار نيكاراغوا هذا".
يقيم حوالى مئة هولندي في نيكاراغوا بحسب الخارجية الهولندية التي قالت إنها "تراقب" الوضع ويمكن أن "تعدل تعليمات السفر إذا لزم الأمر".
وفي وقت سابق السبت، ندد رئيس نيكاراغوا بالدولة الأوروبية بعدما علِم أنها لن تموّل مستشفى لطالما وعدت به.
وقال في إشارة إلى المبعوثة الهولندية لأميركا الوسطى كريستين بيرين التي تتخذ كوستاريكا مقرا، إن "على أولئك الذين يأتون لإهانة شعبنا ووطننا ألا يظهروا مجددا في نيكاراغوا. ولا نرغب في علاقات مع هذه الحكومة التي تتدخل".
وذكر الرئيس بأن بيرين أبلغت وزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا خلال زيارة لماناغوا الخميس بأن الهولنديين سيتوقفون عن تمويل المستشفى الذي وعدوا ببنائه قبل سنوات.
وأفاد أورتيغا بأن "السفيرة أتت للتحدث مع سكان نيكاراغوا وكأن نيكاراغوا مستعمرة هولندية".
أغلقت هولندا مكاتبها في ماناغوا عام 2013 وتقوم بجميع نشاطاتها الدبلوماسية المرتبطة بأميركا الوسطى من كوستاريكا.
وقبل صدور تصريحات أورتيغا، قالت زوجته روزاريو موريو التي تشغل منصب نائب الرئيس، الجمعة إن السفير الجديد الذي عيّنته الولايات المتحدة هوغو رودريغيز لن "يُسمح له تحت أي ظرف كان، بالدخول إلى بلدنا نيكاراغوا".
وأضافت في بيان صادر عن الخارجية ونشره الإعلام الرسمي "فليكن الأمر واضحا بالنسبة إلى الإمبرياليين".
صادق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين رودريغيز في منصب السفير الخميس، رغم أن نيكاراغوا أوضحت منذ تموز/يوليو أنها سترفضه.
وأفادت نيكاراغوا بأنها قررت سحب اعتماد رودريغيز بسبب تصريحات "مسيئة" أدلى بها أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ.
ووصف رودريغيز حينها نيكاراغوا بـ"الدولة المنبوذة في المنطقة"، معتبرا أن حكومة أورتيغا "دكتاتورية".
وقال لمجلس الشيوخ "سأدعم استخدام كل الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية لإحداث تغيير في توجّهات نيكاراغوا".
ومن بين الإجراءات التي اقترحها، طرد نيكاراغوا من "اتفاقية التجارة الحرة بين الدومينيكان وأميركا الوسطى".
ووصف أورتيغا الأربعاء الكنيسة الكاثوليكية بـ"الدكتاتورية المثالية"، في انعكاس للتوتر بين حكومته والمؤسسة الدينية على خلفية تظاهرات في عام 2018 اتّهم الرئيس النيكاراغوي الكنيسة بدعمها.
وكانت تلك التظاهرات قد ووجِهت بحملة قمع أدت الى مقتل المئات.