أخبار

موقف يمني ثابت من مغربية الصحراء

دعم مغربي للمجلس الرئاسي لاستكمال المراحل الانتقالية في اليمن

• أحمد عوض بن مبارك وزير خارجية اليمن وناصر بوريطة وزير خارجية المغرب خلال لقائهما في الرباط
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرباط: قال أحمد عوض بن مبارك ، وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني ، الاثنين، بالرباط، إن الهدنة التي استمرت لمدة 6 أشهر الماضية شكلت "فسحة أمل لليمنيين"، كما كانت فرصة لتحريك "العديد من الملفات رغم العديد من الخروقات الحوثية".
وذكر بن مبارك، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنه "كان هناك قرار استراتيجي من قبل القيادة السياسية اليمنية بضرورة تقديم أي تنازلات ممكنة من أجل المضي في السلام".
وأضاف: "نحن لا نريد هذه الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثيين"، مشيرا الى ان المتضرر الرئيسي منها هو الشعب اليمني، فخلال الأشهر الستة الماضية، سقط أكثر من 1400 شهيد وجريح في مختلف الجبهات في فترة الهدنة، وسقط 74 مدنيا شهيدا وجريحا في فترة الهدنة، ومع ذلك صمتنا وكنا حريصين على أن نلملم جراحنا من أجل أن نعطي فرصة للسلام".

جماعة إرهابية
قال بن مبارك إن "عشرات الآلاف من اليمنيين استطاعوا أن يستخدموا مطار صنعاء، وأكثر من مليون ونصف مليون طن من المشتقات النفطية عبرت الميناء الحدودي ، رغم أن الميليشيات الحوثية كانت المستفيد الوحيد، فجنت أكثر من 200 مليار ريال يمني خلال هذه الفترة، كان يفترض أن توظف لدفع الرواتب والنفقات التشغيلية للمؤسسات الحيوية في الخدمات الأساسية باليمن. بيد ان ذلك لم يتم، ومع هذا بقيت آمال اليمنيين معلقة على يوم الثاني من أكتوبر، وكانت هناك جهود دولية كبيرة".
وقال بن مبارك إن تعامل الحكومة الشرعية مع المبعوث الاممي تم "بشكل إيجابي"، مبديا أسفه لأن الميلشيات الحوثية "لم تراع مصلحة اليمنيين، بل فضلت مصلحتها الذاتية وقياداتها السلالية ومصالح إيران على مصالحهم ، وفي اللحظة الأخيرة وضعت شروطا جديدة وأتت بمغالطات جديدة أفشلت جهود المبعوث الأممي في تمديد الهدنة".
وشدد الوزير اليمني على الموقف الثابت مع "أي جهد يقود إلى السلام المستدام الشامل المبني على المرجعيات الأساسية والقرارات الدولية. نحن وأشقاؤنا في التحالف العربي ، وفي قيادته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، نعمل على توفير كل الظروف الممكنة لتحقيق السلام والجلوس إلى طاولة المشاورات، لكن أصبح واضحا أن هناك طرفا واحدا في كل مرة يفوت هاته الفرص على الشعب اليمني".
وأضاف بن مبارك أن "الصورة أصبحت واضحة بالنسبة للمجتمع الدولي، اي أن تكون هناك مقاربة جديدة للتعامل مع المشهد السياسي في اليمن. وتحدثنا في رسالتنا لمجلس الأمن وفي بياننا أمس بأن إدراج الحوثيين كجماعة إرهابية أصبح ضروريا بالنظر إلى كل ما تقوم به خصوصا تهديداتها الأخيرة".

مغربية الصحراء
من جهة أخرى ، جدد الوزير اليمني موقف بلاده "الثابت" من "الوحدة الترابية للمملكة المغربية ومغربية الصحراء"، مشددا على أن "أي حل للنزاع لا يمكن أن يكون إلا في إطار السيادة المغربية ووحدتها الترابية".
وأثنى بن مبارك على السياسة الخارجية "الرصينة" للمملكة المغربية، المدافعة والمنافحة عن القضايا اليمنية والعربية. وقال مخاطبا بوريطة: "ما يجمعنا هو الكثير، الدم والتاريخ والمصالح المشتركة والهم المشترك. وأنا سعيد أننا ناقشنا خلال هذه الزيارة الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تفتح آفاقا كبيرة".
وقال بن مبارك إن "المغرب كان يمثل بالنسبة لليمن كل شيء إيجابي، فالمئات والآلاف من اليمنيين درسوا وعاشوا بالمغرب وهناك علاقات مصاهرة وأخوة كثيرة، يكفي أن أشير الى أننا احتفلنا في الأيام الماضية بتخرج أكثر من 84 طالب دكتوراه ، ذكورا و إناثا في الجامعات المغربية خلال سنتين فقط، وهذا يبين مدى الدور الإيجابي الذي يلعبه المغرب لليمن في هذا الظرف الصعب".
وبعد أن شكر المغرب على رفع عدد المنح للطلبة اليمنيين إلى 100 منحة، تحدث بن مبارك عن التوقيع، الذي تم بالمناسبة، على عدد من الاتفاقيات، في مجال الشباب والرياضة، والإعلام، والطاقات المتجددة، فضلا عن التعليم وتطوير العمل الدبلوماسي من خلال تعيين قائم بالأعمال في اليمن( مقيم في الرياض). وأضاف: "أنا سعيد اليوم، لأننا نوقع بروتوكول للتشاور السياسي لأول مرة، ونرفع مستوى التنسيق والتشاور السياسي في القضايا ذات الاهتمام المشترك إلى أعلى مستوى".

دعم وتضامن مغربي
أكد بوريطة لبن مبارك دعم ملك المغرب "الثابت والقوي للشرعية في اليمن من خلال مجلس القيادة الرئاسي، الذي عبر عنه العاهل المغربي في رسالة تهنئة وجهها الى المجلس ، كما أكد "تقدير المغرب لهذا المجلس كممثل شرعي ومخاطب رسمي للمملكة المغربية في كل ما يخص الجمهورية اليمنية"، مشيرا إلى دعم ملك المغرب "لكل المجهودات التي يقوم بها مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال المراحل الانتقالية في اليمن".
وقال بوريطة إن المملكة المغربية بتعليمات من الملك محمد السادس "تقف إلى جانب اليمن، إلى جانب الشرعية في اليمن ، وخلق ظروف الأمن والاستقرار للشعب اليمني".
وأضاف: "تحدثنا حول آخر التطورات في الملف اليمني وجددت له أولا تثمين المغرب للمواقف الإيجابية التي عبرت عنها الحكومة اليمنية والسلطة الشرعية في ما يخص مسألة تجديد الهدنة، وهذا ليس غريبا بالنظر إلى أن السلطة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي كان دائما يغلب مصلحة اليمنيين على كل الاعتبارات الأخرى، ولكن للأسف هذه الروح الإيجابية لم يواجهها من الجانب الآخر نفس المنطق، فهناك منطق الابتزاز ومنطق المس بأمن اليمن واليمنيين، وهناك منطق الاشتغال لصالح أجندات أجنبية، وهناك منطق تهديد الأمن والسلم الإقليمي ليس فقط في اليمن بل كذلك في دول عربية مجاورة".

إرهاب الحوثيين
قال بوريطة إن المغرب عبر على أعلى مستوى، بشكل واضح، عن "إدانته للأعمال الإرهابية التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين، والتي تهدد أمن اليمنيين أولا، وكذلك أمن وسلامة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
وشدد بوريطة على أن المغرب يعتبر هذه الأعمال "مهددة للأمن والسلم الإقليميين والمجتمع الدولي"، لافتا إلى أن على "مجلس الأمن التعامل معها كما هي، هي أعمال إرهابية لمجموعات آخر هواجسها سلامة اليمن ومصالح اليمنيين، وتشتغل وفق أجندات التي تدعمها وهي بالأساس الطرف الإيراني".

علاقات ثنائية
شدد الوزير المغربي على "عمق وقوة العلاقة التي تجمع البلدين والشعبين"، والتي قال عنها إنها "علاقات قائمة على الأخوة الصادقة، وعلى التضامن ،وعلى الدعم المتبادل فيما يخص القضايا الأساسية للبلدين".
وعبر بوريطة عن "رغبة المغرب في تطوير العلاقات الثنائية التي تأخرت بسبب ظروف تأخر تشغيل بعض الآليات"، مشيرا إلى التوقيع على خمس اتفاقيات، أهمها آليات التشاور السياسي الذي أصبح مهيكلا، حيث ستشتغل أجهزة وزارتي الخارجية في البلدين على استعمال هذه الآلية بشكل مستمر وحول كل القضايا.
وذكر بوريطة بلقاء بمراكش في شهر مايو الماضي، حيث تم الاتفاق على تعيين المغرب قائما بالأعمال لدى اليمن( مقيم في الرياض).
ولم يفوت بوريطة المناسبة لشكر اليمن على "الموقف الثابت من قضية الصحراء المغربية".
من جهة اخرى ،قال بوريطة إن الجانب الإنساني يعتبر جانبا مهما في العلاقة بين البلدين، وأن "المغرب كان دائما حريصا على فتح جامعاته لتكوين طلبة اليمن، وهذا مصدر فخر لأن الطلبة اليمنيين كانوا دائما يندمجون بسهولة ويحصلون على أحسن نتائج في الجامع#اتخارجية المغربية". وأضاف: "اتفقنا اليوم على رفع عدد المنح من 50 إلى 100 منحة للطلبة اليمنيين، سواء فيما يتعلق بالدراسات الأكاديمية الجامعية أو فيما يخص التكوين المهني. وسنبدأ بالاشتغال انطلاقا من هذا الموسم الدراسي على كيفية استغلال كل هذا العدد من المنح".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف