الصدر أخطأ في استخدام حقه بتشكيل الحكومة
الكاظمي: لست رئيس وزراء ضعيفًا.. ولكن!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن : اعتبر مصطفى الكاظمي ان تكالب الطبقة السياسية على السلطة والمال أفشل تشكيل الحكومة، وأن الصدر أخطأ في استخدام فوزه الانتخابي. كما أكد انه ليس ضعيفا، لكنه يستبدل العنف والدم بالحوار والتفاهم.
واشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى ان بلاده كانت على حافة حرب أهلية حين استلم رئاسة حكومتها ولكن تم انقاذها لانه اتخذ قرارا بان لايكون وحكومته طرفا في النزاع من خلال المحافظة على الاعتدال والتوازن والحوار والتفاهم .
معطيات خاطئة جرت التيار والاطار لصدام مسلح
وعن الصدامات في المنطقة الخضراء في 29 آب اغسطس الماضي بين الفصائل المسلحة قال الكاظمي في حوار أجراه الصحافي والكاتب الفرنسي جورج مالبرونو كبير محرري صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نشر اليوم فقد اوضح الكاظمي انه كان هناك، في ذلك اليوم، فوضى لدى جميع الأطراف المتورطة وكان لدى الطرفين (التيار الصدري والاطار الشيعي) قرارات مبنية على معطيات خاطئة جرتهم الى ساحة المواجهة حيث حاولت كل الأطراف أن تستعرض عضلاتها، وحاولت بعض الأطراف أن تعبر عن غضبها، ولكنها أخطئت في اختيار طريقة للتعبير عنها.
الكاظمي متوسطا الرئاسات العراقية خلال اشرافه على جلسة الحوار بين القوى السياسية في 17 أغسطس 2022
التحاق الصدر بالحوار
واكد الكاظمي ان ايمانه بالحوار يجعله يضع الأمل بالتحاق الصدر به وأن الحوار سينتج في نهاية المطاف. على الصدر أن يلتحق بالحوار لأن الحل في نهاية المطاف هو في الحوا ففي العراق .
واوضح ان الكثير من الخلافات السياسية تحولت الى صراع شخصي بين هذا وذاك، لدرجة باتت العديد من هذه الخلافات الشخصية احدى محركات المشهد السياسي في البلد "ولهذا قلت بأن الايمان بالقيم الديمقراطية غائب لدى الطبقة السياسية للأسف وهذا يعم أغلب الأحزاب والجماعات السياسية بمختلف صنوفها".
وعن دوره خلال مواجهات في المنطقة الخضراء اوضح انه اكد توجيهاته لجميع القوى الأمنية التابعة للدولة بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين اطلاقا وفي أي ظرف كان، وعدم تكرار تصرفات الحكومات السابقة بالتعاطي القسري مع الشعب وقد وضعت خطة متكاملة لمنع انتشار دائرة الصراع لمناطق أوسع، والذي ان حدث كان بإمكانه ان يتحول الى حرب أهلية كانتشار النار في الهشيم.
واكد الكاظمي انه لم يغمض عينيه خلال 24 ساعة كاملة، حيث عمل باستمرار واستخدم كل امكانياتيه وعلاقاته مع الجميع لإيقاف التصادم. واضاف "أنا أمشي وأعمل في وسط حقل من الألغام، وعليّ أن أفكك هذه الألغام وأبطل مفعولها وهذا ما دأبت عليه خلال العامين من رئاستي لهذه الحكومة، وما زلت أمضي في حقل الألغام".
وحذر من انه إذا حصلت مواجهة ثانية في المنطقة الخضراء فان الكل سيخسرون لان أي حرب ومواجهة داخل المجتمع الواحد لا يمكن لها ان تنتج فائزا وخاسرا بل الكل سيكون خاسرا.
قوى أرادت مني استخدام الرصاص
نفى السماح للصدريين بالدخول الى الخضراء مشددا بالقول "لم أسمح لهم، بل وقفت القوات الأمنية بتوجيه مني بكل قوة أمامهم وقد قدمت قواتنا العديد من الجرحى لمنعهم من الدخول واقتحام مؤسسات الدولة ولكن كان زخم المتظاهرين كبيرا ولم تستطع القوات الأمنية من ايقافهم، وكنت قد وجهت لهم بعدم استخدام الرصاص الحي في كل الأحوال منعا من الانجرار الى العنف ولكن بعض القوى ما زالت تؤمن باستخدام الأساليب الديكتاتورية للعنف والقمع، ويريدون مني إطلاق الرصاص الحيّ على المواطنين، وهذا أمر مرفوض وتعارض تماما مع إيماني بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعالم المتحضر".
اضاف الكاظمي ان الجميع متفقون على الانتخابات المبكرة والانتخابات الأخيرة رغم نزاهتها العالية المشهود عليه دوليا لم تؤد الى تشكيل حكومة بسبب فشل القوى السياسية من الاتفاق، والتكالب على السلطة على حساب المواطن وحركة بناء البلد.
وزاد قائلا: "يجب أن تكون انتخابات أخرى لحل الأزمة السياسية، وعلى جميع الأطراف السياسية أن تجتمع الآن وتضع آليات إجراء الانتخابات، مع توفير جميع المتطلبات القانونية والإدارية والمالية لإجراء الانتخابات".
ضرورة اعادة تأسيس النظام العراقي
وعما اذا كان النظام الذي وضعه الاميركان في العراق قد حانت نهايته اشار الكاظمي الى ان تأسيس هذا النظام بالتأكيد تضمن بعض الأخطاء، ويجب إعادة تقييمه من جديد.
واستدرك بالقول "علينا أن نحافظ على النظام ونحميه ونقوّمه بالإصلاحات المطلوبة في الجانب الدستوري وتشريعات أخرى كما يجب أن نعزز النظام بإصلاحات تتوافق مع حاجيات المجتمع الجديدة وفق المتغيرات العالمية والإنسانية.
وشدد على حاجة العراق لاعادة بناء المؤسسات وإعادة بناء الجيش والقضاء والنظام التعليمي والنظام الصحي برمته لان أي نظام سياسي لا يمكنه النجاح دون وجود ناظم فاعل وقوي لهذه المؤسسات الأربعة.
واضاف انه شرع ببرامج ومشاريع لإعادة بناء الجيش وفق أسس وطنية عراقية وعقيدة عسكرية وطنية بعيدا عن الانتماءات المذهبية والطائفية والعنصرية بكل أنواعها.
الصدر وحقه بتشكيل الحكومة
حول حق الصدر في تشكيل الحكومة قال الكاظمي ان الصدر قد حصل على أكثر المقاعد في الانتخابات الأخيرة، وطبعا يجب أن تتاح له الفرصة في تشكيل الحكومة، ولكن في نفس الوقت على الصدر البحث عن شركاء آخرين ليتمكن من ذلك.
واعتبر ان الصدر قد أخطأ أيضا في قراره بالانسحاب من البرلمان ما أتاح الفرصة لمنافسيه أن يملؤوا فراغه ويتحولوا الى أكبر كتلة في البرلمان. وبين ان جميع القوى السياسية العراقية ما زالت فتية على القيم الديمقراطية ولا تجيد لعبة السياسة الديمقراطية الحديثة.
وحذر من ان العراق لايمكن أن يمضي الى الأمام بهذا الوضع "نحتاج قرارات سريعة لتطوير النظام ومؤسساته، وبث روح ودماء جديدة فيها وإعطاء الامل للشعب".
وقال "الكثيرون من الطبقة السياسية لا يؤمنون بالقيم الديمقراطية والممارسة المدنية للدولة الحديثة، بل يؤمنون بالمال والسلطة فقط ولكن على الجميع أن يستوعب الوضع الجديد وينفتح للتعاون والعمل المشترك مع سائر الشركاء لانقاذ البلد من أزمته والمضي به نحو التقدم لاننا بحاجة الى إعادة بناء البلد على أساس مهني وبعيدا عن الفساد، والتسلط، والممارسات غير المدنية".
الحوار السعودي الايراني
في ما يخص جولات الحوار بين السعودية وايران قال الكاظمي "نعمل على لقاء رفيع المستوى بين البلدين في بغداد، والطرفان مستعدان للقدوم للمضي بمراحل متقدمة من المفاوضات. نعمل على تحضير الأرضية والأجواء في العراق لاستضافة الجولة القادمة".
واشار الى ان الجولات الماضية خلقت عناصر ثقة مهمة بين الطرفين، وتجاوزا مراحل وخطوات كبيرة، واكتشفوا أن هناك مشتركات كثيرة تجمعهما، وعليهما البناء على هذه المشتركات والتفاوض بخصوص الأمور الخلافية ونأمل أن يصلوا الى الاتفاق النهائي ويتم الإعلان عن اعادة العلاقات رسميا في القادم القريب.
داعش واوكرانيا والمفاوضات النووية
حذر الكاظمي من ان فشل المفاوضات النووية مع ايران سيترك آثارا سلبية على المنطقة برمتها. وقال " نعتقد بأن القضايا الخلافية يمكنها ان تحل عبر الحوار، وعلى الجميع التفكير بوضع حلول للقضايا الخلافية وتفهم مواقف الأطراف الأخرى بهدف خلق بيئة مساعدة لتنمية وتطوير جميع دول المنطقة".
وعن استمرار خطر تنظيم داعش اكد الكاظمي ان داعش تعيش على الخلافات السياسية في داخل البلد وحين تكبر الخلافات تجد فرصة وموضع قدم لها لتوسيع ممارساتها الإرهابية.
وفي ما يخص موقف بلاده من الحرب الروسية الاوكرانية شدد الكاظمي على انه يجب أن لا يتم السماح لهذه الحرب أن تشكل خطرا على مستقبل الإنسانية والقيم الديمقراطية والعالم الحرّ منوها الى ان هذه الأزمة ناتجة من انغلاق باب الحوار والتفاوض السليم والشعور بالخوف من طرف تجاه الآخر.
لست رئيس وزراء ضعيفا .. ولكن
في ما يخص بعض الانتقادات التي توجه له بانه رئيس وزراء ضعيف اشار الكاظمي الى ان تاريخ العراق مليء بتجارب العنف والصراعات والدماء واستخدام أساليب القمع والاستبداد "علينا تغيير هذا المسار وتحويل هذا المشهد ودفع جميع الأطراف نحو المفاهيم والقيم الجديدة للحضارة المدنية الحديثة عبر استخدام آليات الحوار والتفاهم وهذا لا يسمى ضعفا، بل استبدال منطق العنف بمنطق الحوار والتفاهم الجمعي". وأكد انه واجه الكثير من التحديات والمشاكل خلال العامين الماضين من رئاسته للحكومة العراقية "وكنت أفتقد الدعم السياسي لأن لم يكن لدي حزب سياسي ولم يكن لي أي كتلة تدعمني في البرلمان".
وأوضح انه "مع كل التحديات والظروف الصعبة التي تسلمت فيها الحكومة، وأبرزها الانهيار الاقتصادي في البلد حيث كان العراق لا يمتلك حتى مبالغ لدفع رواتب شهر واحد حين استلمت الحكم وكانت هناك ظروفا صحية خاصة بسبب جائحة كورونا، وكان هناك انهيار لأسعار النفط، والعراق كان مسرحا لصراع بين ايران وامريكا على الأراضي العراقية، وكانت هناك أزمة سياسية، وحركة احتجاجية كبرى شلت مدننا بالكامل.. ومع كل هذه التحديات نجحنا بإدارة الأمور بشكل صحيح وخرجنا من تلك الأزمات وحققنا استقرارا في الوضع الاقتصادي والصحي والأمني".
وأكد ان العراق يشهد اليوم أكبر نمو في الاقتصاد في المنطقة بشهادة البنك الدولي، وقد حققنا استقرارا امنيا جيدا في البلد، وحققنا علاقات فاعلة وواسعة مع العالم أجمع بعد ما كان العراق كاد أن يتحول الى دولة معزولة ومارقة، وأقمنا انتخابات عادلة ونزيهة اتسمت بأعلى درجات المهنية منذ عام 2003
المليشيات والفساد لاضعاف الدولة
واشار الى الشروع بمشاريع عمرانية كبرى في مجال الطاقة التقليدية والطاقة البديلة وربط السلك الكهربائي مع دول الخليج والسعودية والأردن ومصر، وبناء المستشفيات والمدارس والطرق والجسور، ونجحنا بمحاربة الفساد من خلال لجنة خاصة شكلناها وتحققت تقدما كبيرا في هذا المجال، ونجحنا بإلقاء القبض على فرق الموت في البصرة وجنوب العراق التي كانت تقتل الناشطين المدنيين والمتظاهرين واعتقلنا قتلة الباحث في مكافحة الجماعات الإرهابية والميليشيات هشام الهاشمي واعتقلنا العديد من عناصر الميليشيات المتورطة بارتكاب جرائم في العراق، وقد أكملنا التحقيق بخصوصهم كما أكملنا التحقيق بخصوص المتهمين بالفساد في لجنة مكافحة الفساد وسلمناهم جميعا الى القضاء
وهذا كله حصل مع ضغوط ومعرقلات كبرى تخلقها مافيات الفساد والميليشيات المسلحة وجهات مختلفة أخرى لإضعاف الدولة واضعاف دور رئيس الوزراء على وجه التحديد.
إعاقة انفتاح العراق على العرب والغرب
واوضح الكاظمي ان حكومته لم تمتلك ي منذ استلام السلطة لحد الآن وهو بحدود 28 شهرا موازنة سوى لمدة ستة أشهر فقط، "حيث أعاقت الأطراف الحزبية حركة البلد ومشاريع إعمار البلد عن طريق الاستحواذ على البرلمان وأواجه كل يوم تحديات وضغوط بمختلف الأشكال لمنعي من الانفتاح على العالم وتعزيز علاقات العراق مع العديد من دول اوروبا الغربية ومع دول الخليج والأردن ومصر ولإيقاف جهود مكافحة الفساد. ولكني دأبت على أن أعمل بهدوء وصبر وفق استراتيجية وطنية اخدم بها بلدي العراق".
التعليقات
يقصد لست وزراء ضعيف - ولكنهم لم يجدوا ،، اغبــــى منه ،، لخلق الازمه ،،،
عدنان احسان- امريكا -لولا اشكالك لما كانت هناك ازمه ،،، ،،وعلى ايش شايف حالك ،،،
افضل رئيس وزراء
زارا -انه افضل رئيس وزراء للعراق بدون اي شك. واضح جدا انه يؤمن بالعراق وبكل طوائفه وانه يؤمن بالدولة المدنية الحضارية وا له كاريزما وانه ذكي وحكيم. وهو محق في انه يمشي في حقل الغام وعليه ان يكون حذرا جدا.ان للعراق من امل فالكاظمي امله وعلى امريكا ان تدعمه تماما، لكي يقوى اكثر وتقل سلطة ميليشيات الاحزابوعلى قوى تشرين/ خاصة اليسار منه، ان يعرفوا هذه الحقائق عن الكاظمي ويكفوا عن انتقاده بتلك الشدة. ان كانوا لا يعرفون انه لا يمتلك السلطة الكاملة على القوى التنفيذية، فهم لا يعرفون شيئا. وعلى اليسار العراقي ان ابداء الاحتجاجات "والثورة" فقط دون تقييم لما يحصل بعدها .....هذا دأبهم منذ العهد الملكي وهم احد الأسباب التي ادت ايصال العراق الى ما هو عليه اليوم.