وصفوه بـ"يأس الكرملين" ونقطة تحوّل في الحرب
اجتماع أزمة لمجموعة السبع غداة القصف الروسي الكثيف على أوكرانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف (أوكرانيا): تعقد القوى المنضوية في مجموعة السبع اجتماع أزمة الثلاثاء لمناقشة القصف الروسي الأخير على أوكرانيا الذي رأى حلفاء كييف بأنه دليل على يأس الكرملين ونقطة تحوّل في الحرب.
يأتي الاجتماع غداة إطلاق روسيا وابلاً من الصواريخ ضربت العاصمة الأوكرانية لأول مرة منذ أشهر، بينما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو من أن بلاده "لا يمكن ترهيبها".
وأطلقت روسيا أكثر من 80 صاروخاً على مدن في أنحاء أوكرانيا الاثنين، بحسب كييف، في رد واضح على الانفجار الذي دمّر جسراً رئيسياً يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
وذكرت أجهزة الطوارئ الأوكرانية الثلاثاء بأن الحصيلة الإجمالية للضحايا ارتفعت إلى 19 قتيلاً وأكثر من مئة جريح.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء بأن موجة الهجمات قد تكون انتهكت قواعد الحرب ويمكن أن ترقى إلى جرائم حرب إذا ثبت بأنه تم استهداف المدنيين عمداً.
وقالت الناطقة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان رافينا شمسداني للصحافيين في جنيف "قد تكون هذه الضربات انتهكت مبادئ سير الأعمال العدائية بموجب القانون الإنساني الدولي"، مضيفة بأن استهداف المدنيين والمواقع المدنية عمدًا "يرقى إلى جريمة الحرب".
ويبدو أن الضربات جاءت للرد على انفجار السبت الذي أحدث أضراراً في جسر رئيسي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014.
وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا مسؤولية انفجار الجسر وحذّر من رد "شديد" على أي هجمات أخرى.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني دمتيرو كوليبا الاثنين بأن الضربات كشفت "اليأس" الذي تعاني منه موسكو بعدما تعرّضت لسلسلة انتكاسات عسكرية محرجة.
استمرار القصف
بدورها، دعت تركيا إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا "في أقرب وقت".
كما دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مقابلة متلفزة إلى "سلام عادل" مبني على سلامة الأراضي الأوكرانية.
وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا أطلقت أربعة صواريخ أخرى على البلاد الثلاثاء، تمكنت دفاعات أوكرانيا من إسقاطها جميعها.
لكن مسؤولين ذكروا بأن قصفاً استهدف منشآت الطاقة في منطقة لفيف (غرب).
وقال حاكم منطقة لفيف ماكسيم كوزتسكي على تلغرام "حتى هذه اللحظة، وقعت ثلاثة انفجارات في منشأتين للطاقة في منطقة لفيف"، بينما أفاد رئيس البلدية أندريه سادوفيي إن الكهرباء انقطعت عن جزء من المدينة الرئيسية في المنطقة وتدعى لفيف أيضا.
وخلال اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة عقد لمناقشة إعلان موسكو ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها قواتها جزئيًا، وصف سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرغي كيليتسيا روسيا بأنّها "دولة إرهابية"، مشيرًا إلى أن ضربات الاثنين طالت عائلته.
وقال "للأسف يصعب عليكم الدعوة إلى سلام مستقر وعاقل طالما أن دكتاتورية غير مستقرة ومجنونة قائمة على مقربة من منكم".
قادة دول مجموعة السبع
ومن المقرر أن يجتمع زيلينسكي مع قادة دول مجموعة السبع عبر الفيديو الثلاثاء عند الساعة 12,00 ت غ لمناقشة الهجمات الروسية الأخيرة.
وأعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس بأنها ستستغل الاجتماع "لحض القادة الآخرين على البقاء على المسار".
ويتوقع أن تقول "لا أحد يرغب بالسلام أكثر من أوكرانيا. من طرفنا، علينا عدم التراجع قيد أنملة في عزمنا على مساعدتهم للظفر بذلك".
بدوره، أفاد الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفان هيبسترايت الصحافيين الاثنين بأن المستشار الألماني أولاف شولتس تحدّث هاتفياً مع زيلينسكي وأكد له "تضامن ألمانيا وباقي دول مجموعة السبع" مع أوكرانيا.
وأما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فعقد اجتماعاً مع وزيريه للدفاع والخارجية لمناقشة الضربات التي رأى فيها مؤشراً على "تغيّر جوهري في طبيعة هذه الحرب".
ودان الرئيس الأميركي جو بايدن هجمات الاثنين التي قال إنها "تظهر الوحشية المطلقة.. لحرب (بوتين) غير الشرعية".
وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن بايدن تحدّث مع زيلينسكي وتعهّد تقديم "أنظمة دفاع جوية متطورة" لأوكرانيا.
وقبيل جلسة الجمعية العامة الاثنين، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات بأنها "تصعيد غير مقبول في الحرب"، وفق ما أفاد ناطق باسمه.
لقاء بوتين إردوغان
ورغم عدم تطرق السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا مباشرة إلى الضربات الصاروخية خلال الجلسة، إلا أنه دافع عن ضم بلاده المناطق الأوكرانية قائلاً إن الهدف من الخطوة "حماية أشقائنا في شرق أوكرانيا".
في الأثناء، يتوقع بأن يلتقي بوتين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في سان بطرسبرغ الثلاثاء لمناقشة وضع المحطة النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية في منطقة زابوريجيا.
وأعلنت موسكو مؤخرًا بأنها باتت تسيطر على المحطة بينما يثير القتال الدائر في محيط المنشأة مخاوف من إمكانية وقوع حادث نووي.
ويرتقب بأن يجتمع بوتين الأربعاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال قمة في أستانا، وفق ما أفاد مسؤول تركي فرانس برس.
صدمة وغضب
وأعرب سكان في أنحاء أوكرانيا عن صدمتهم وغضبهم بعد قصف الاثنين.
وفي دنيبرو، كان مكسيم في إجازة من القتال على الجبهة لأول مرة منذ ستة أشهر من أجل الاحتفال بعيد ميلاد زوجته عندما ضربت الصواريخ الروسية المدينة الواقعة في وسط أوكرانيا وأحدثت أضراراً في منزلهما.
وقال "نقاتل على الجبهة من أجل حماية هذه المناطق" البعيدة عن الخطوط الأمامية، "ومع ذلك، يتمكنون من ضربها".
وأكد أن الضربة زادت إصراره أكثر من أي وقت مضى على دفع الروس للتراجع في شمال شرق أوكرانيا.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، سجّل أكثر من 7,6 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد.
واستدعت ضربات الاثنين تحذيراً جديداً من المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الذي أشار إلى أن المزيد من الأشخاص قد يجبرون قريباً على الفرار من منازلهم.