وزير الخزانة البريطاني يقلب سياسات تراس

إيلاف من لندن: في خطوة لتهدئة الاضطرابات التي شهدتها أسواق المال في الأسابيع الأخيرة، أعلن جيريمي هنت وزير الخزانة البريطاني الجديد، إلغاء معظم التخفيضات الضريبية التي أعلن عنها سلفه الشهر الماضي.

وجاء قرار وزير الخزانة البريطاني تأكيد لما نشرته (إيلاف) يوم الأحد بأن هنت سيقلب سياسات رئيسة الوزراء لزي تراس، ونشرت (إيلاف) كلام الوزير بانه ستكون هناك حاجة إلى قرارات صعبة "شاملة" بشأن الضرائب والإنفاق. https://elaph.com/Web/News/2022/10/1489129.html
وقال هنت، الذي شغل في سنين سابقة منصبي وزير الخارجية والصحة، إن بعض الضرائب سترتفع بينما قد يحتاج الإنفاق الحكومي إلى الانخفاض. وأضاف أنه كان لديه قائمة نظيفة من الإجراءات، وأعلن تحولًا آخر صغيرًا في الميزانية في يوم دراماتيكي.

بيان مفاجىء
واليوم الإثنين، قال وزير الخزانة البريطاني في بيان طارىء مفاجىء، أذاعته القنوات البريطانية، إنه سيلغي خفض الضريبة على متوسطي الدخل، والتي كان مقرر أن تصبح 19 بالمائة بدلا من 20 بالمائة ابتداء من أبريل المقبل، لافتا إلى أنه ليس من الملائم زيادة الاقتراض الحكومي لتمويل هذا الخفض الضريبي الذي كان سيستفيد منه نحو 31 مليون مواطن.
وأضاف هنت، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره أقوى شخص في الحكومة الآن ، أنه ستكون هناك "قرارات أكثر صعوبة" بشأن الضرائب والإنفاق "، وقال إن جميع الإدارات الحكومية" ستحتاج إلى مضاعفة جهودها لإيجاد مدخرات ، وبعض مجالات الإنفاق سوف بحاجة إلى قطع ".

تجنب عدم اليقين
وأكد هنت، أن ضريبة الدخل ستبقى كما هي عند 20 بالمائة حتى تتغير الظروف الاقتصادية، موضحا أن خطته المالية تهدف لتجنب حالة عدم اليقين التي سادت أسواق المال في الفترة الماضية، والمساعدة في استعادة الثقة والاستقرار، مشيرا إلى أنه سيأخذ في الاعتبار وضع الفئات الأقل دخلا عند اتخاذ أي قرار صعب، وأنه واثق من الأداء الاقتصادي للبلاد على المدى الطويل مع دعم النمو.
كما قال: إن الوزارة ستعيد النظر ابتداء من أبريل المقبل في دعم فواتير الطاقة الممنوح للمنازل والشركات، مؤكدا أن الدعم الذي تتلقاه الأسر والشركات حاليا لن يتأثر في الوقت الراهن، وأن الهدف هو اتباع نهج جديد يضمن توفير أموال دافعي الضرائب، وتوجيهها لمن هم في أمس الحاجة إليها.

القيمة المضافة
وأضاف وزير الخزانة البريطاني أنه سيلغي التخفيضات على ضريبة القيمة المضافة على مشتريات الزوار الأجانب من البضائع البريطانية المعلنة من سلفه، فيما أكد أنه سيبقي على خفض ضريبة /الدمغة/ على مشتريات العقارات، وعدم زيادة مستقطعات التأمينات الاجتماعية.
وكان جيريمي هنت قد قال في تصريحات أمس الأحد: إن سلفه اتخذ "خطوات عميقة الأثر وبسرعة أكثر من اللازم"، مؤكدا أنه سيضع خططا حازمة للتأكيد على كفاءة الإنفاق الحكومي من أجل السيطرة على المالية العامة للدولة.
وتترقب الأوساط الاقتصادية والمالية في بريطانيا إعلان وزير الخزانة الجديد عن خطة مالية محدثة في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، حيث سيعلن عن خطته الضريبية، وكيفية سداد الدين العام المتوقع ارتفاعه خلال السنوات المقبلة.

أسعار الطاقة
وقال هنت، الذي تولى المنصب يوم الجمعة، إن ضمان الحكومة لأسعار الطاقة سيكون شاملاً فقط حتى أبريل - وليس لمدة عامين كما كان مخططًا في الأصل.
وقال إنه بعد أبريل ، سيكون المخطط أكثر استهدافًا بعد مراجعة كيفية دعم فواتير الطاقة للناس من ذلك الوقت.
وقالت وزارة الخزانة إن الإجراءات الضريبية الجديدة ستدر 32 مليار جنيه إسترليني بعد أن قدر الاقتصاديون أن الحكومة تواجه ثغرة سوداء بقيمة 60 مليار جنيه إسترليني في المالية العامة مع إعلانات الميزانية المصغرة.

التغييرات
وإلى ذلك، تشمل التغييرات التي كشف عنها الوزير هنت، ما يلي:
- لا تخفيضات لمعدلات ضريبة الأرباح
- إلغاء تخفيف قواعد IR35 للعاملين لحسابهم الخاص الذي تم إدخاله في 2017 و2021
- لا يوجد مخطط تسوق جديد معفي من ضريبة القيمة المضافة للزوار الأجانب إلى المملكة المتحدة
- لا تجميد على معدلات رسوم الكحول
- يبقى المعدل الأساسي لضريبة الدخل عند 20٪ ، وليس تخفيضه إلى 19٪ اعتبارًا من أبريل 2023
- ضمان سعر الطاقة حتى أبريل 2023 فقط.
كما كشف السيد هانت عن انعكاسات التخفيضات الضريبية ، تعزز الجنيه الاسترليني بأكثر من 1.2٪ إلى 1.139 مقابل الدولار الأمريكي وارتفعت السندات الحكومية البريطانية أكثر ، مع تراجع عوائد السندات لمدة 30 عامًا بنحو 10٪.

قرار مشترك
وإلى ذلك، سارع المتحدث باسم رئيسة الوزراء ليز تراس للقول إن قرار يوم الاثنين اتخذته رئيسة الوزراء والسيد هنت بشكل مشترك خلال عطلة نهاية الأسبوع واعترف مرة أخرى بأن الميزانية المصغرة ذهبت "بعيدًا جدًا وبسرعة كبيرة جدًا".
لكن تجنب الأسئلة حول ما إذا كانت السيدة تراس ستستقيل بعد أن انضم عضوة حزب المحافظين وهي أنجيلا ريتشاردسون، إلى أولئك الذين بدأوا في دعوتها علنًا للذهاب في عطلة نهاية الأسبوع.