بعدما ألحق الغزو أضراراً فادحة بالاقتصاد الأوكراني
زيلينسكي يطلب من المانحين 38 مليار دولار وروسيا تقصف باخموت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كييف (أوكرانيا): طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي الثلاثاء المجتمع الدولي بتغطية عجز ميزانية بلاده المتوقع أن يصل العام المقبل الى 38 مليار دولار، بعدما ألحق الغزو الروسي أضراراً فادحة بالاقتصاد الأوكراني.
وفي تلك الأثناء طال قصف روسي عنيف مدينة باخموت الواقعة بمنطقة دونباس (شرق)، حيث شاهد مراسلو فرانس برس تصاعد دخان المعارك الشرسة بين قوات موسكو والجيش الأوكراني الذي يحاول صدهم.
وأمام مجلس الأمن الدولي كررت روسيا اتهاماتها لأوكرانيا بتصنيع "قنبلة قذرة"، قائلة إنها "تشكك" في قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إثبات عكس ذلك.
قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بعد الاجتماع "نعتقد أنه خطر جسيم، وتهديد جدي"، مضيفاً "زيلينسكي يريد تجنب الهزيمة وتوريط حلف الأطلسي في مواجهة مباشرة مع روسيا".
ادعاءات روسيا
ورفض دبلوماسيون غربيون هذه الادعاءات التي كان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أول من كشف عنها الأحد.
وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي "لم نر أو نسمع أي دليل جديد في هذا الاجتماع الخاص"، مستنكرا "التضليل الروسي".
وأضاف أن "اوكرانيا ليس لديها ما تخفيه ومفتشو الوكالة الدولية في طريقهم" إلى هناك.
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً من أن استخدام روسيا لسلاح نووي تكتيكي سيكون "خطأ فادحاً".
وكان الدعم الدولي لكييف على المحك الثلاثاء خلال مؤتمر دولي لإعادة بناء أوكرانيا جرى عقده في برلين.
وحض زيلينسكي في المؤتمر القادة الأوروبيين على تقديم دعم مالي أكبر لبلاده، بعد أكثر من ثمانية أشهر على الغزو الروسي.
وقال زيلينسكي في اتصال عبر الفيديو "في هذا المؤتمر بالذات ينبغي اتخاذ قرار بشأن مساعدة تغطي عجز ميزانية أوكرانيا في العام المقبل"، مضيفاً "إنه مبلغ كبير جداً، عجز بقيمة 38 مليار دولار".
من ناحيته قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن "إعادة إعمار أوكرانيا تتطلب خطة مارشال جديدة للقرن الحادي والعشرين، وهي مهمة جيل يجب أن تبدأ الآن".
وفي وقت متأخر الثلاثاء، اتصل زيلينسكي برئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك لإعادة تأكيد متانة العلاقات بين البلدين.
وقال زيلينسكي على تويتر إنهما أجريا "محادثة ممتازة" و"اتفقا على كتابة فصل جديد في العلاقات بين أوكرانيا والمملكة المتحدة".
وأوضح زيلينسكي "لكنها القصة نفسها (...) الدعم الكامل في مواجهة العدوان الروسي".
دعم لأوكرانيا
من جهتها أفادت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان إلى أن سوناك أكد في أول محادثة هاتفية يجريها مع زعيم أجنبي دعم بلاده "الراسخ" لأوكرانيا.
وأعادت رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني أيضاً التأكيد على دعم حكومتها اليمينية المتطرفة لأوكرانيا، وسط مخاوف من انحياز إيطاليا لموسكو.
وتعهدت ميلوني بأن تبقى روما "شريكاً موثوقاً لحلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا التي تواجه هجوماً روسياً".
وشدّدت على أن إيطاليا "جزء كامل من أوروبا والعالم الغربي"، وذلك في خطاب أمام مجلس النواب الذي أجرى لاحقاً تصويتاً منح بموجبه الثقة لحكومتها.
بعد إبعادها عن كييف في بداية الغزو ومن منطقة خاركيف بشمال الشرق، وضعت القوات الروسية نصب أعينها انتزاع مساحات في دونباس، المنطقة الصناعية الواقعة شرقاً.
صدّ تقدم موسكو
وفي باخموت، البلدة التي يسعى الروس منذ أسابيع للسيطرة عليها، شاهد أحد مراسلي وكالة فرانس برس تصاعد الدخان رغم المطر الغزير، وإسقاط صاروخ أوكراني لطائرة مسيرة روسية.
وقال جندي يبلغ 28 عاماً، لوكالة فرانس برس طالباً عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، إن القوات الأوكرانية حققت مكاسب في المنطقة ليلاً لكنه امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل.
وقتل سبعة مدنيين وأصيب ثلاثة بجروح في البلدة المعروفة بصنع النبيذ ومناجم الملح قبل يوم، على ما أعلن الحاكم الإقليمي الثلاثاء.
وأكد الحاكم بافلو كيريلنكو العثور على جثث ثلاثة مدنيين قتلوا في وقت سابق، في موقعين في المنطقة التي تشهد معارك كثيفة مع الجيش الروسي منذ أشهر.
وفي حي سكني في باخموت شاهد مراسلو فرانس برس بقعا من الدماء على الأرض في أعقاب ما وصفه الأهالي بالهجوم الدامي قبل يوم.
وقال سيرغي (58 عاماً) "رأيت هنا جثة من دون رأس. أشعر بالصدمة" مضيفاً "كان رجلاً يسير في الشارع فحسب".
ودونيتسك، المنطقة الواقعة شرقاً وتضم باخموت، واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها وتطبيق الأحكام العرفية فيها.
غير أن القوات الأوكرانية تمكنت إلى حد كبير من صدّ تقدم موسكو نحو باخموت، بينما في منطقة خيرسون (جنوب) تقترب أكثر من كبرى مدنها.
وقالت السلطات المدعومة من روسيا الثلاثاء إن أكثر من 22 ألف مواطن فروا من البلدة ومناطق قريبة إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو عقب نداءات للابتعاد عن التقدم الأوكراني.