تسليم جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب في أصيلة

إيلاف من اصيلة :جرى الثلاثاء ،في مدينة أصيلة المغربية ضمن فعاليات الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي ال 43 ، تسليم جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب في دورتها السابعة ، التي فاز بها مناصفة الشاعرة المصرية نهاد ذكي والشاعر المغربي عمر الراجي، وذلك في حضور ثلة من المثقفين ورجال الفكر والأدب .

نهاد ذكي تتسلم الجائزة

وهنأ محمد بن عيسى ، أمين عام مؤسسة أصيلة الشاعرين الفائزين بالجائزة . وعاد إلى لحظة البدايات،اي الى انبثاق فكرة الجائزة ، وقال انها مقرونة "بأداء واجب أدبي وأخلاقي تجاه صديق قريب إلى نفسي، ولموسم أصيلة، ولمحافلها الشعرية، هو الشاعر الكبير الراحل بلند الحيدري".
ووصف بن عيسى الحيدري بأنه "أحد صناع الحداثة الشعرية العربية، وأحد أكثر أصواتها صدقا وأصالة".
وزاد قائلا :" هو واجب نابع من الرغبة في الاستجابة لوصية الشاعر الراحل عن عالمنا، الذي طالما أوصاني بأن يكون موسم أصيلة حاضنة ثقافية لفن شعر الشباب العربي، في زمن شهد موجة ترحال منه إلى الرواية والقصة والمسرح والتشكيل والسينما، وغيرها من فنون التعبير ، مثلما عرف عزوفا غير مسبوق عن قراءة الأعمال الشعرية ونشرها، وعن تخصيص محافل للشعر والشعراء".
واضاف " هي إذن الرغبة في الوفاء لرسالة بلند الحيدري، وانشغاله بمستقبل هذا الفن، ومآلاته في السياق العربي. لكن هذا الدافع ربما كان المنطلق والحافز المباشر لإحداث الجائزة، وهو ما لا يتعارض في العمق مع الأسباب الموضوعية الأخرى لتنظيمها كل ثلاث سنوات بانتظام، بالتناوب مع جائزة محمد زفزاف للرواية العربية، وبالتوازي مع جائزة تقديرية تمنح لأبرز الشعراء في إفريقيا، هي جائزة تشيكايا أوتامسي التي احتفلنا بمنحها قبل أيام للشاعر الكاميروني القدير بول داكيو.

عمر الراجي يتسلم الجائزة

وقال بن عيسى ان القصد من تخصيص هذه للشباب هو رعاية الشغف الأصلي لدى الشعراء الشباب بتجريب الكتابة في هذا الفن، إذ طالما كانت البدايات شعرية خالصة لدى العديد من الأدباء مشرقاً ومغرباً، بيد أنه سرعان ما يتم الانصراف إلى تعابير أخرى أو الانصباب على أعمال ذات طبيعة نظرية أو أكاديمية، دون عودة لتلك البدايات الواعدة، وكأن الأمر يتعلق فقط بولع طفولي غير جدير بالاهتمام، يداري العديدون الإشارة إلى تجريبهم له في يفاعتهم.
أما القصد الثالث من رعايتنا لهذه الجائزة وإيلائها الاهتمام اللازم ، يقول بن عيسى ، فهو إخراج أسماء شعرية جديدة إلى حيز الضوء وإكسابها مشروعية معينة. ففي هذا الاعتراف تحصين لها، ودفع بها إلى مزيد من الإنتاج الشعري. فلا يبقى أمامها إلا المضي قدما في مغامرة الكتابة الشعرية.
وزاد قائلا : "ولهذا نعتز في مؤسسة منتدى أصيلة أن أغلب المتوجين، إن لم أقل كلهم، أصبحوا اليوم علامات بارزة في التجربة الشعرية العربية المعاصرة".

شعراء ومثقفون في زيارة لحديقة بلند الحيدري

من جهتهم ،قال أعضاء لجنة التحكيم ، التي تتشكل من الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين و الشاعرة المغربية صباح الدبي ، والشاعر المصري أحمد الشهاوي ، والشاعرة التونسية جميلة الماجري والشاعر الموريتاني محمد ولد ايدومو والشاعر المغربي مخلص الصغير ، ومحمد بن عيسى ، إن قيمة الجائزة الأولى هو أنها محفزة للشباب خاصة الذين في بداية مشوارهم الإبداعي ، وثانيا أنها تعطي لمن يستحقها ، وثالثا لأنها تتجاوز مفهوم القطريةالإقليمية ، كما أن لها رمزية خاصة وهي تحمل اسم شاعر عربي كبير ، وتمنح في منتدى ثقافي مرجعي يعطى الشيئ الكثير للثقافة العربية عامة .
و اعتبروا أن اطلاق اسم الجائزة المتميزة على الشاعر الحيدري هي “مسؤولية تاريخية وأخلاقية وأدبية”، مبرزين أن الجائزة تراهن على “فعل الامتداد” وتساهم في استمرار الإبداع الأدبي والشعري الوازن ، وإلحاق الشباب الفائزين بالجائزة بكوكبة الشعراء العربي الكبار من الذين أصلوا ووضعوا حجر الأساس .
من جهتها ، قالت الشاعرة نهاد ذكي ، الحاصلة على الجائزة ، التي نشرت قصائدا ابتداء من سنة 2010 في صحف ومجلات مصرية وتمتهن الصحافة منذ سنة 2012 ، إنها شغوفة وممتنة لأنها تمنح جائزة تحمل اسم شاعر كبير عشق الترحال وثقف نفسه بنفسه حتى أضحى واحدا من أبرز الشعراء العرب ،مشيرة الى أن لديها الشيء الكثير الذي يجمعها بالشاعر الحيدري في تطرق إبداعهما معا للاحلام والشجون .
وقال الشاعر المغربي عمر الراجي ، الحائز على الجائزة مناصفة ، إن جائزة بلند الحيدري ، هي أكثر من جائزة لأنها تشكل لقاء مع كوكبة من المثقفين ورجال الأدب والشعر والمبدعين من مختلف المشارب ، و هي جائزة تحمل إسما كبيرا من طينة الكبار ومن القامات الكبيرة للشعر العربي الحديث .
وشدد الراجي ،الذي حصل على عدة جوائز عربية وشارك في العديد من المهرجانات العربية الرائدة ، على أن تجربة موسم أصيلة الثقافية هي تجربة تعيد الاعتبار للقيم الجمالية والفنية ، وتعكس القيم التي يؤمن بها ويدافع عنها المغرب المتعدد والمنفتح والحاضن للفنون الجميلة .
وعقب حفل تسليم الجائزة توجه الحضور الى حديقة بلند الحيدري حيث القى الشاعر اللبناني شوقي بديع كلمة بالمناسبة ذكر فيها مناقب الشاعر الراحل .