أخبار

روسيا لم تقرر بعد بشأن تمديد الاتفاق

استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية في أعقاب ضغوط دولية

سفينة محملة بالحبوب في البحر الأسود
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كييف (أوكرانيا): استؤنف تصدير الحبوب الأوكرانية الخميس بعد عودة روسيا سريعاً إلى اتفاق دولي لضمان مرورها الآمن عبر البحر الأسود في أعقاب ضغوط دولية.

لكن الكرملين قال إن روسيا لم تقرر بعد إذا كانت ستمدد مشاركتها في الاتفاق بعد 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو موعد انقضائه الوارد في نصّ الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا لتجنّب أزمة غذاء عالمية.

كما اتهمت موسكو بريطانيا بتدريب القوات الأوكرانية على تنفيذ "عمليات تخريب" ومساعدتها في تنفيذ هجوم نهاية الأسبوع الفائت على أسطولها في البحر الأسود أعلنت روسيا إثره تعليق التزامها اتفاق تصدير الحبوب.

وقالت الخارجية الروسية في بيان "هذه الأعمال العدائية من جانب المملكة المتحدة تنطوي على خطر تصعيد الوضع وقد تؤدي إلى عواقب غير متوقعة وخطيرة".

ونفت كل من بريطانيا وأوكرانيا الاتهامات ووصفتها بأنها "كاذبة"، فيما أدى تعليق موسكو لاتفاق الحبوب إلى إدانة عالمية بسبب تأثيره خصوصا على الدول النامية.

بعد إعلان عودة روسيا إلى الاتفاق الأربعاء، أعلنت الأمم المتحدة الخميس أن سبع سفن تعبر ممر الشحن في البحر الأسود.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريح للصحافيين الخميس على أن "مبادرة البحر الأسود لصادرات الحبوب (الأوكرانية) تحدث فارقاً"، مضيفاً "يسعدني أن أعلن أن المبادرة وصلت اليوم إلى مرحلة جديدة... تم تصدير 10 ملايين طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى عبر ممر البحر الأسود".

وأوكرانيا من أكبر منتجي الحبوب في العالم وعَلِق إثر بدء الغزو الروسي 20 مليون طن من الحبوب في موانئها إلى أن أبرم الاتفاق حول إنشاء ممر التصدير الآمن في تموز/يوليو.

استهداف البنية التحتية

تزامناً أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن نحو 4,5 ملايين شخص في أنحاء أوكرانيا تضرروا من انقطاع التيار الكهربائي بسبب ضربات روسية على البنية التحتية للطاقة.

وقال زيلينسكي "الليلة، تم فصل حوالى 4,5 ملايين مستهلك مؤقتًا عن استهلاك الطاقة... لجوء روسيا إلى الترهيب بالطاقة يظهر ضعف عدوّنا. لا يمكنهم هزيمة أوكرانيا في ساحة المعركة، لذلك يحاولون كسر شعبنا بهذه الطريقة".

تكبدت روسيا سلسلة هزائم في ساحة المعركة في الشهرين الماضيين، ويبدو أن أوكرانيا تقف وراء سلسلة هجمات جريئة داخل حدود روسيا.

وردت موسكو بشن سلسلة ضربات صاروخية استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وتسببت في انقطاع واسع للتيار الكهربائي، ما أثار مخاوف بشأن التدفئة وإمدادات الطاقة والمياه هذا الشتاء.

"تجويع" الأوكرانيين

وقبيل اجتماع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى الخميس، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن المجموعة لن تسمح لروسيا "بتجويع" الأوكرانيين.

وأضافت بيربوك "لن نسمح لوحشية هذه الحرب أن تؤدي إلى موت جموع من كبار السن والأطفال والشباب والعائلات في أشهر الشتاء المقبلة".

اعتبرت كييف أن طلب موسكو الحصول على ضمانات يظهر ضعفها، ونفت الخارجية الأوكرانية تقديم ضمانات أمنية بخلاف تلك الموجودة في الاتفاق الأصلي المتعلق بتصدير الحبوب.

وقالت عبر فيسبوك "لم تعرّض أوكرانيا ممر الحبوب للخطر بتاتا" مضيفة أن موسكو عادت إلى الاتفاق بفضل "المساعي الدبلوماسية النشطة" للأمم المتحدة وتركيا.

وتابعت "بالتنسيق مع أوكرانيا، وجَدَتا كلمات فهمها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

من جهته، قال زيلينسكي الأربعاء إن استئناف الاتفاق هو "نتيجة دبلوماسية مهمة لبلادنا وللعالم بأسره".

أنشطة نووية

في الأثناء، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مفتشيها لم يعثروا على دلائل على أي "أنشطة نووية غير معلنة" في ثلاثة مواقع قاموا بتفتيشها مؤخرا في أوكرانيا.

وبدأ المفتشون البحث في المواقع الاثنين بناء على طلب كييف لدحض اتهامات موسكو بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام "قنابل قذرة" ضد القوات الروسية.

وأعربت كييف عن مخاوف من أن موسكو نفسها قد تلجأ إلى استخدام "قنبلة قذرة" في هجوم "تنسبه لها زيفا".

وقال زيلينسكي الخميس إن الاستنتاج "الصريح" للوكالة الدولية للطاقة الذرّية يمثّل "دليلًا واضحًا لا يقبل الجدل" على عدم وجود استعدادات لصنع "قنبلة قذرة" في أوكرانيا.

وأضاف "لقد منحنا حرّية العمل الكاملة" لبعثة التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرّية وبعد صدور خلاصاتها "لدينا دلائل واضحة لا تقبل الجدل على أنّه لا يوجد أحد في أوكرانيا صنَعَ أو أنّه في صدد تصنيع قنابل قذرة".

"غير مقبول"

توازياً قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس إن خطط إيران لتزويد روسيا أسلحة بينها طائرات مسيرة وصواريخ بالستية في حربها ضد أوكرانيا هو أمر "غير مقبول".

وصرح ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في اسطنبول "نرى إيران تعرض طائرات مسيرة وتفكر في تسليم صواريخ بالستية لروسيا"، مضيفا "هذا غير مقبول. لا ينبغي لأي دولة أن تقدم الدعم لموسكو في هذه الحرب غير الشرعية".

وتابع ستولتنبرغ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفشل في أوكرانيا لكنه "يردّ بمزيد من الوحشية".

تعود بعض مظاهر الحياة الطبيعية تدريجا إلى مناطق جنوب أوكرانيا وشرقها التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها مؤخرا، رغم أن الوضع الإنساني لا يزال هشًا.

في مستشفى في إيزيوم بشرق أوكرانيا، قال المدير يوري كوزنتسوف إنه تمت إضافة مولد كهربائي مؤخرا ويجري العمل على استبدال نوافذ محطمة.

وصرح الجراح البالغ 52 عاماً لوكالة فرانس برس "لدينا حوالى 200 مريض اليوم مقارنة بخمسين في حزيران/يونيو".

الخطوط الأمامية

أما على الجبهة، فبقيت الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا وجنوبها جامدة إلى حد كبير في الأيام الأخيرة، لكن الضربات الصاروخية الروسية على منشآت طاقة في كل أنحاء البلاد، أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع فيما يقترب الشتاء.

في أجزاء من الجنوب استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في الآونة الأخيرة، قال متطوعون إنهم قلقون بشأن أعداد السكان العائدين رغم الأخطار.

أما في بلدة ليماني، فأعربت المتطوعة يوليا بوغريبنا البالغة 32 عاماً عن قلقها مع عودة كثير من السكان رغم الأخطار.

وقالت وهي توزع صناديق أغذية "سيكون الأمر أسهل بكثير لو لم يكن هؤلاء الأشخاص هنا".

من جهتها قالت ناتاليا باناشيي البالغة 54 عاماً، وهي من السكان المحليين، "بالطبع من السابق لأوانه أن يعودوا. لكنني سعيدة لأنهم يعودون لأنني الآن أصبحت أشعر بوحدة أقل".

"تهجير" السكان

على صعيد متصل، أعلنت القوات الانفصالية الموالية لروسيا الخميس تحرير 107 جنود في عملية تبادل أسرى مع كييف.

وأكدت كييف التبادل، وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريتش يرماك عبر تلغرام "أفرج عن 107 عسكريين: ستة ضباط و101 جندي ورقيب" موضحاً أن "كثرا منهم أصيبوا في آذار/مارس" أثناء القتال.

بالتوازي قالت الخارجية الأوكرانية الخميس إن كييف "تدين بشدة" عمليات "تهجير" سكان مناطق زابوريجيا وخاصة خيرسون حيث تنفذ روسيا "عمليات تهجير قسري".

وأشارت الوزارة في بيان إلى أن "إدارة الاحتلال الروسي بدأت في عمليات تهجير جماعي قسري للسكان" من منطقة خيرسون، تحديداً من سكادوفسك وكاخوفكا إلى شبه جزيرة القرم أو إلى روسيا. وأضافت أن "روسيا تُقدم على عمليات مماثلة في مناطق زابوريجيا ولوغانسك ودونيتسك وكذلك في شبه جزيرة القرم".

وتحدثت عن "معلومات مقلقة يجري تداولها أيضا حول زرع القوات الروسية ألغاماً في محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية والتي قد يتسبب انفجارها في كارثة إنسانية واسعة النطاق".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف