أخبار

نقص بالخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف

حياة "مأساوية" تلاحق أطفال مخيم الهول في سوريا

نساء وأطفال خلال إعادة قسم من المتواجدين في مخيم الهول إلى ديارهم في 20 فبراير 2021
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: حذّرت منظمة أطباء بلا حدود الإثنين من حياة "مأساوية" يعيشها أطفال مخيم الهول في شمال شرق سوريا جراء نقص الخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف.

ودعت المنظمة التحالف الدولي بقيادة واشنطن والدول التي يُحتجز مواطنوها في المخيم، الذي تديره الإدارة الذاتية الكردية، إلى ايجاد حلول بديلة "في وقت لم يتم احراز تقدم كاف لإغلاقه".

ووثقت المنظمة، في تقرير بعنوان "بين نارين" معاناة سكان المخيم، و64 في المئة منهم أطفال.

وقال مدير العمليات في المنظمة مارتن فلوكسترا "رأينا وسمعنا الكثير من القصص المأساوية (...) حول أطفال يموتون جراء التأخر في تلقيهم الرعاية الصحية الضرورية، وفتيان يفرقون بالقوة عن أمهاتهم بمجرد بلوغهم 11 عاماً، من دون أن يُعرف عنهم شيئاً".

وفيات المخيم

ويؤوي مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص، نحو نصفهم من العراقيين وبينهم 11 ألف أجنبياً من نحو 60 دولة يقبعون في قسم خاص بهم. ولا يتمتع سكان المخيم بحرية الحركة وخصوصاً القاطنون في القسم الخاص بالأجانب.

وأضاف فلوكسترا "الهول في الحقيقة هو سجن مفتوح، وغالبية قاطنيه من الأطفال، الكثير منهم ولدوا فيه، وحرموا من طفولتهم، وحُكم عليهم أن يعيشوا حياة معرضة للعنف والاستغلال، ومن دون تعليم، وفي ظل رعاية صحية محدودة".

ونقل التقرير أن طفلاً في الخامسة من العمر توفي على الطريق إلى المستشفى "فاقداً للوعي ووحيداً" بعدما تأخر إذن نقله لساعات.

وتوفي 79 طفلاً في العام 2021، وفق أطباء بلا حدود، التي لفتت إلى أن الأطفال يشكلون 35 في المئة من إجمالي وفيات المخيم، ومنهم من قتل في حوادث عنف، بينها تبادل لاطلاق النار.

ويشهد المخيم حوادث أمنية، تتضمن هجمات ضد حراس وعاملين في المجال الإنساني وجرائم قتل. وقُتل أكثر من مئة شخص في المخيم بين كانون الثاني/يناير 2021 وحزيران/يونيو 2022، وفق الأمم المتحدة.

أسباب العنف

وأشارت أطباء بلا حدود إلى أسباب عدة تقف خلف العنف بينها الابتزاز مقابل المال، واتهامات "بسوء السمعة" والتعامل مع القوات الأمنية، فضلاً عن الأسباب الدينية.

ورغم نداءات الإدارة الذاتية، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً من مواطنيها، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان. واكتفت أخرى، خصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.

واعتبر فلوكسترا أن "الدول الأعضاء لدى التحالف الدولي، فضلاً عن تلك التي يُحتجز مواطنوها في الهول ومراكز احتجاز أخرى في شمال شرق سوريا، خذلت مواطنيها".

وفي ظل عدم وجود حلول في الأفق، حذر فلوكسترا من أن الوضع "سيزداد سوءاً ليسفر عن جيل جديد عرضة للاستغلال في غياب أي أمل لطفولة خالية من العنف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف