وسط ترقب لقاء غير مسبوق بين جينبينغ وكيشيدا
حرب أوكرانيا وصواريخ كوريا الشمالية تهمينان على قمة آسيا والمحيط الهادئ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بانكوك: يعقد قادة دول منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك الخميس قمة مخصصة لمناقشة الأوبئة وتداعيات الحرب في أوكرانيا، في نفس اليوم الذي أطلقت فيه كوريا الشمالية صاروخاً جديداً.
وستشهد هذه القمة التي تستمر يومين لقاء غير مسبوق بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. وسيعقدان أول اجتماع مباشر بينهما منذ ثلاث سنوات، بعد ساعات من آخر فصل في سلسلة طويلة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية التي أعادت المخاوف النووية إلى رأس جدول الأعمال إلى جانب النزاع في أوكرانيا.
ووصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى العاصمة التايلاندية الخميس قادما من بالي حيث حضر قمة مجموعة العشرين، وحيث حثه الرئيس الأميركي جو بايدن على استخدام نفوذه لدفع بيونغ يانغ إلى تغيير سلوكها.
وبينما كان شي وكيشيدا يستعدان للقاء، أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا قصير المدى وحذرت واشنطن وحلفاءها من رد عسكري "أشد ضراوة".
ودان مكتب كيشيدا عملية الإطلاق الأخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية وتضاف إلى سلسلة من تجارب إطلاق الصواريخ بما في ذلك صاروخ بالستي عابر للقارات، بدأت في وقت سابق من الشهر الجاري.
العلاقات الأميركية-الصينية-اليابانية
وتقول سيول وواشنطن إن بيونغ يانغ قد تكون تستعد لإجراء تجربة نووية ستكون السابعة في تاريخها.
أكد جو بايدن وكيشيدا اللذان التقيا برئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) في بنوم بنه، أن إجراء تجربة نووية من قبل كوريا الشمالية سيليه "رد قوي وحازم" من المجتمع الدولي.
وأصدر القادة الثلاثة بياناً مشتركاً عقب اجتماعهم بينما تعهد الرئيس الأميركي بنشر "المجموعة الكاملة للقدرات بما في ذلك النووية" للدفاع عن حلفائه.
وبعد لقائه شي الإثنين، قال بايدن إنه مقتنع بأن الصين الحليف الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لبيونغ يانغ، لا تريد أن يفاقم نظام كيم جونغ أون حدة التوتر.
وتعد الصين واليابان ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم على التوالي، شريكين تجاريين مهمين لكن العلاقات بينهما تدهورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع إظهار بكين طموحات متزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
يبدو أن الصواريخ الصينية التي تم إطلاقها خلال مناورات عسكرية مكثفة حول تايوان في آب/أغسطس سقطت في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. واحتجت طوكيو على ما وصفته بأنه انتهاكات جوية وبحرية متزايدة في الأشهر الأخيرة.
لم يعقد شي وكيشيدا لقاء على انفراد من قبل. وقد تحدثا هاتفيا في تشرين الأول/أكتوبر 2021 بعيد وصول كيشيدا إلى السلطة في اليابان.
وتعود القمة الأخيرة بين قادة البلدين إلى كانون الأول/ديسمبر 2019 عندما التقى رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي بشي في بكين.
نشاطات دبلوماسية مكثفة
وتشكل قمة منتدى آسيا والمحيط الهادئ ذروة نشاطات دبلوماسية مكثفة في الأيام الـ15 الأخيرة، بعد قمة مجموعة العشرين واجتماع قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا الأسبوع الماضي.
وهيمن سقوط صاروخ في بولندا على مجموعة العشرين وعزز المخاوف من تصعيد في النزاع لا يكف قادة الاقتصادات العشرين الكبرى عن التحذير منه.
وقالت بولندا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إن الانفجار نجم على الأرجح عن صاروخ دفاع جوي أوكراني أطلق لاعتراض وابل روسي.
خلال اجتماع نادر الاثنين سعى بايدن وشي إلى تخفيف التوتر لكن القوتين العظميين لا تزالان في مسار تصادمي مع العديد من نقاط الخلاف بينهما.
وأكد بايدن أنه لن تحدث حرب باردة جديدة بالضرورة بينما أكد الزعيم الصيني أن بكين ليس لديها نية "لتغيير النظام الدولي القائم".
ومن شأن هذه النبرة التصالحية بين الرجلين أن تطمئن أعضاء المنتدى الذين يشعرون بقلق متزايد من اضطرارهم للانحياز إلى أحد أكبر اقتصادين في العالم.
وما زال الخلاف بين الولايات المتحدة والصين كبيراً بشأن مستقبل تايوان لكنهما وجدتا أرضية مشتركة بشأن أوكرانيا.
واتفقتا على نقطة واحدة بحسب البيت الأبيض تقضي برفض أي لجوء إلى الأسلحة النووية.
وفي موقف أكثر غموضاً، قالت الصين إنها "تقف إلى جانب السلام" ودعت مرة أخرى إلى مفاوضات.
طموحات فرنسا الإستراتيجية
ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بانكوك مساء الأربعاء.
وخلال هذه القمة التي تستمر يومين سيحاول إحياء طموحات فرنسا الإستراتيجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي قوضتها الأزمة مع أستراليا حول عقد غواصة عملاقة في عام 2021.
وقال ماكرون الخميس "في هذه المنطقة المتنازع عليها بشدة والتي تشهد مواجهة بين القوتين العظميين، تتمثل استراتيجيتنا في الدفاع عن الحرية والسيادة".