أخبار

في سجّالٍ يعكس توتر العلاقات بين الصين وكندا

جينبينغ يوبّخ ترودو أمام عدسات الكاميرات

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (إلى اليسار) يتحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين\ بالي. 15 تشرين الثاني\ نوفمبر 2022.
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نوسا دوا (اندونيسيا): وبّخ الرئيس الصيني شي جينبينغ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمام عدسات الكاميرات خلال قمة مجموعة العشرين، في سجال علني غير معهود من شأنه أن يزيد تعقيد العلاقات المتوترة أساسا بين البلدين.

أظهر فيديو سجّله صحافيون خلال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها بالي الأربعاء شي وهو يوبّخ ترودو بعدما تم تسريب تفاصيل عن محادثات عقدها الزعيمان إلى وسائل الإعلام.

وأثار ترودو الثلاثاء مع شي قضية "التدخل" الصيني في شؤون مواطنين كنديين بعدما اتّهمت أوتاوا في الأسابيع الأخيرة بكين بالتدخل في أنظمتها الديموقراطية والقضائية.

وفي اللقطة التي بلغت مدتها دقيقة والتقطت على هامش القمة في إندونيسيا، يظهر شي وهو يقول لترودو من خلال مترجم "كل ما ناقشناه تم تسريبه إلى الصحف. إنه أمر غير لائق".

ويضيف "ولم تكن هذه الطريقة التي جرت فيها (محادثاتنا)، أليس كذلك؟".

وسعت الخارجية الصينية الخميس للتقليل من أهمية التسجيل الذي قالت إنه يظهر حوارا "عاديا" بين زعيمين و"لا ينبغي تفسيره على أن شي جينبينغ ينتقد أو يلقي باللوم على أي أحد".

سوء العلاقات

وقالت الناطقة باسم الوزارة ماو نينغ في مؤتمر صحافي دوري "أسباب الصعوبات التي تواجهها العلاقات بين الصين وكندا في السنوات الأخيرة واضحة للغاية".

وأضافت أن ذلك "ليس ذنب الجانب الصيني".

يقول شي لرئيس الوزراء الكندي في التسجيل "إذا كانت هناك مصداقية، فيمكننا إجراء محادثات بناء على الاحترام المتبادل. وإلا، فلن يكون من الممكن التنبؤ بالنتائج".

يظهر شي بعد ذلك وهو يحاول المرور من أمام ترودو الذي يرد "في كندا، نؤمن بالحوار الحر والمنفتح والصريح، وهذا ما سنواصله. سنتطلع للعمل معا بشكل بنّاء، لكن ستكون هناك أمور لا نتفق عليها".

عند هذه النقطة، يرفع شي يده لمقاطعته قائلا "فلتخلق الأجواء. فلتخلق الأجواء" ليبتسم بعد ذلك من دون النظر مباشرة إلى ترودو ويصافحه ويتركه يغادر القاعة.

ولم يتضح إن كان شي يدرك بأن الحوار مسجّل.

لا تهديد

ونفت الناطقة باسم الخارجية بأن تكون كلمة "وإلا" تنطوي على أي تهديد، مشيرة إلى أن "الجانبين عبّرا عن مواقفهما".

وقالت "لا مشكلة لدى الصين مع الحوار الصريح، لكننا نأمل بأن يكون مبنيا على أساس الاحترام المتساوي والمتبادل بدلا من الانتقاد بأسلوب قائم على التعالي".

وفي تعليقه على السجال، أكد الاستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية تشونغ جا إيان أن تعبير القادة الصينيين عن امتعاضهم بهذا الأسلوب "التلقائي" يعد أمرا "نادرا جدا".

وتشير تصريحات شي إلى أنه يشعر أن بإمكانه "الضغط على ترودو مع تداعيات ضئيلة، أو حتى من دون أي تداعيات".

وأضاف أن "درجة الثقة العالية" التي أظهرها الرئيس الصيني قد تشير إلى أنه "لا يأخذ ترودو ولا كندا على محمل الجد كطرف محاور".

وأوضح أنه في المقابل "بدت لغة جسد شي مع (الرئيس الأميركي جو) بايدن قبل أيام فقط أكثر ودّية".

وبدت نبرة الرئيس الصيني وكأن "قوة عظمى تخاطب قوة أقل عظمة"، كما قال المحاضر بشأن العلاقات الدولية في جامعة فيكتوريا في ويلينغتون فان جاكسن.

وقال لفرانس برس إن "اللغة التي استخدمها شي ووضعية جسده لم تكن غير معهودة بالكامل بالنسبة للمسؤولين الحكوميين الذين تربطهم علاقات أقل من ودية، في جلساتهم الخاصة".

ولفت إلى أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يضع كندا في "وضع محرج بشكل خاص"، مضيفا أن "انتماء أوتاوا إلى شبكة الديموقراطيات الأنغلوسكسونية التي تتشارك المعلومات الاستخباراتية يضمن بأنها ستثير حفيظة الصين أكثر فأكثر مع مرور الوقت".

أول حديث مباشر

وكان لقاء شي مع ترودو الثلاثاء أول حديث مباشر بين الزعيمين منذ 2019.

وهو يأتي بعدما ضمن شي الشهر الماضي ولاية ثالثة غير مسبوقة على رأس السلطة وحجز لنفسه ولحلفائه الشخصيين أرفع المناصب الحكومية.

وذكرت الشرطة الفدرالية الكندية الأسبوع الماضي أنها تحقق في ما وصفتها مراكز شرطة أقامتها بكين بشكل غير قانوني في كندا.

وأفاد ترودو الأسبوع الماضي بأن الصين تقوم بـ"مناورات عدوانية" بعدما أوردت هيئة البث الكندية "غلوبال نيوز" تقريرا عن "شبكة سرية" لمرشحين في الانتخابات الفدرالية تمولهم بكين.

وبلغت العلاقات بين الطرفين أدنى مستوياتها عندما أوقفت السلطات الكندية المديرة التنفيذية في هواوي مينع وانتشو عام 2018 بتهمة انتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

واعتقلت بكين لاحقا مواطنَين كنديين في الصين هما مايكل سبافور ومايكل كوفريغ في خطوة اعتبرها كثيرون انتقامية.

وأطلق سراح مينغ والكنديين العام الماضي بعد مفاوضات مطوّلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف