السوداني توجه الى االسعودية على رأس وفد حكومي
العراق يتطلع إلى "قمة الرياض": تعزيز التعاون والاستثمار المشترك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن : من خلال مشاركته في قمة الرياض العربية الصينية بوفد يترأسه رئيس حكومته الذي توجه الى السعودية الخميس، يتطلع العراق الى تعزيز الاستثمار المشترك مع العرب وجيرانه الخليجيين ومع الصين التي يرتبط معها بأتفاقية أمدها 20 عاما.
يشارك العراق في أعمال القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية التي تعقد الجمعة بوفد يترأسه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الذي توجه الى الرياض في زيارة يلتقي خلالها مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ومع عدد من القادة المشاركين في القمة وبينهم الرئيس الصيني.
موارد الاتفاقية العراقية الصينية بلغت 3 ملايين دولار
يتطلع العراق الى تفعيل اتفاقيته الاطارية مع الصين الموقعة بين البلدين تحت شعار "النفط مقابل الاعمار" والتي بلغت الموارد المالية المودعة في حساب مشاريع الاتفاقية 3 مليارات دولار.
وقال عضو اللجنة المالية البرلمانية معين الكاظمي اليوم الخميس إن "الموارد المالية التي تراكمت بعد إيداعها بحساب مشاريع الاتفاقية الصينية الذي أنشئ بوجب ملحق اتفاق التعاون بين العراق والصين والذي تودع فيه ايرادات صادرات 100 الف برميل يوميا من النفط الخام العراقي المصدر الى الصين قد بلغت ثلاثة مليارات دولار وهي مخصصة لمشاريع الاتفاقية.
وأضاف الكاظمي في تصريح للوكالة الرسمية تابعته "ايلاف" أنه سيمكن من خلال هذا الصندوق بدء الشركات الصينية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية المطلوبة في العراق.
يشار الى ان العراق والصين وقعا في أيلول سبتمبرعام 2019 على اتفاقية متعددة الجوانب تتضمن مبادلة عائدات النفط بتنفيذ المشاريع في العراق عبر فتح حساب ائتماني في أحد البنوك الصينية لإيداع عائدات النفط البالغ 100 ألف برميل يوميا من أجل صرفها للشركات الصينية التي تنفذ المشاريع في العراق.
مبادرة الحزام والطريق.. النفط مقابل الاعمار
من جهته، اشار المستشار الاقتصادي للحكومة العراقية مظهر محمد صالح الى انه في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين في عام 2013، دخل العراق للمرة الأولى بسلسلة مذكرات تفاهم واتفاقيات وقعتها الحكومتان العراقية والصينية في بكين في 23 ايلول عام 2019 بهدف أعمار البنى التحتية للعراق ضمن برنامج يمكن تسميته "النفط مقابل الإعمار" خاصة وان الميزان التجاري بين البلدين لا يقل عن 30 مليار دولار سنوياً بفضل زخم الاستيرادات السلعية من الصين ضمن برنامجها
هذه المبادرة المستوحاة من فكرة طريق الحرير القديم الذي يمهد إلى تعزيز التواصل والاستثمار والتجارة وتدفق رؤوس الأموال بين الصين وآسيا وأفريقيا وأوروبا.
واشار صالح في دراسة عن الاتفاقية اطلعت عليها "ايلاف" الى ان المجموعة الدولية المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق تشكل اليوم حوالي 66% من سكان العالم وقرابة ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وأوضح انه بغية النهوض بالبنية التحتية العراقية، حدد سقف الاتفاق مع مؤسسة ضمان الصادات الصينية بحوالي 10 مليارات دولار قابلة للزيادة، منوها الى ان مدة الاتفاق هي 20 عاماً ويتم تصدير نفط خام إلى الصين لأغراض تنفيذ الاتفاق بمعدل 100 ألف برميل يومياً بالأسعار العالمية ثم تودع عوائد التصدير بالدولار في حساب خاص.
واشار الى ان الشركات الصينية ستقوم بتنفيذ مشاريع بنية تحتية أو استراتيجية يختارها العراق وعلى وفق المعاير والاسعار العالمية التنافسية .
الصين وتحول العراق لاقتصاد السوق
وعن مشاركة العراق في قمة الرياض، قال السوداني ان بلاده تتطلع إلى الاستفادة من الصين في 3 قطاعات مختلفة اهمها التحول من اقتصاد الدولة الى اقتصاد السوق وذلك خلال القمة العربية الصينية في الرياض غدا الجمعة.
وأضاف في مقال نشرته "الشرق الأوسط" السعودية أنَّ القمة العربية - الصينية في الرياض تأتي "تزامناً مع عبور العراق مرحلة سياسية صعبة". ونوه الى ان لمشاركة العراق في هذه القمة أهمية خاصة "بوصفها مناسبة لمشاركة رؤية حكومتِنا الاقتصادية الجديدة مع إخواننا العرب وجيراننا الخليجيين وأصدقائنا الصينيين والتي تفسحُ مجالاً كبيراً جداً للتعاون والاستثمار المشترك لجميع الدول المشاركة في هذه القمة".
وأشار المسؤول العراقي الى ان "العراقَ يتطلَّع إلى اقتباس تجارب الصين الناجحة في مجالات مثل مكافحة الفقر، ومحاربة التصحّر والتغيير المناخي والانتقال من اقتصاد الدولة إلى اقتصاد السوق".
وأكد السوداني قائلاً "إني أؤمن بأنَّ هذه القمة هي دعوة صريحة للتكامل الاقتصادي والاستثماري بين العراق مع دول الجوار بالاستفادة من الخبرة الصينية في مجال التكامل مع دول العالم اقتصادياً".
وأضاف أنَّ حكومته تؤمن بأنَّ موقعَ العراق الاستراتيجي وعمقَه وإرثهُ التاريخي وثقلَه الإقليمي ووفرة مواردِه وتأثيرَه في اقتصاد العالم، يمنحه الحقَ بلعب دورٍ كبير يمثل حجمَه الحقيقي لإقامة أفضل العلاقـات مع الدول على أساس المصالح المتبادلة والتكاملية مع دول الجوار والدول العربية والدول الصديقة .
يشار الى ان القمة السعودية - الصينية المنعقدة في الرياض اليوم تشهد توقيع 20 اتفاقية بقيمة 110 مليارات دولار. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الخمس الماضية تريليوناً ومليوني دولار.