السوداني يؤكد من عمان نأي بلاده عن سياسة المحاور
قمة عراقية مصرية أردنية لتعزيز الشراكة ومواجهة تحديات الاقتصاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن : فيما بحثت قمة عراقية مصرية الاردنية في عمان الثلاثاء تعزيز الشراكة ومواجهة تحيات الاقتصاد، اكد السوداني بمؤتمر بغداد الثاني في الاردن نأي بلاده عن سياسة المحاور.
فقد عُقد في مركز الملك الحسين بالبحر الميّت اليوم لقاءٌ ثلاثي ضمّ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وعاهل الاردن عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وذلك على هامش حضورهم مؤتمر قمّة بغداد الثاني للتعاون والشراكة، الذي يستضيفه الأردن.
بحث القادة الثلاثة خلال الاجتماع وهو الاول من نوعه لقادة البلدان الثلاثة التي ترتبط بمجلس اعلى للتعاون بحضور السوداني أوجه التعاون والتكامل وتعزيز الشراكة بين العراق والأردن ومصر وسبل تفعيل التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات.
وأكد قادة البلدان الثلاثة أهمية ترابط البُنى التحتية مع الدول العربية وتقوية الاستثمارات المتبادلة، بما يدعم القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية ومجابهة التحديات الراهنة التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
يشار الى ان البلدان الثلاثة ترتبط بمجلس تنسيقي للتعاون المشترك لتطوير علاقاتها السياسية والامنية والاقتصادية والتجارية والطاقوية. وعقد المجلس ثلاثة قمم في عمان والقاهرة وبغداد ثلاثة تم خلالها تشكيل مجلس وزاري تنسيقي مشترك يعمل على توسيع الشراكات الإستراتيجية المتعددة والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها التواصل الجغرافي للبلدان الثلاثة وتكامل المصالح بينها وذلك من خلال ثمان لجان للنقل والاستثمار والإعمار وللطاقة والصناعة وكذلك للمالية والمصرفية اضاة الى اللجان السياسية والأمنية ولجنة التعليم والشباب واللجنة الثقافية والإعلامية واللجنة الزراعية .
العمل على استقرار وتنمية المنطقة
لدى افتتاح مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة في العاصمة الأردنية عمّان فقد القى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كلمة عبر فيها عن الامل في "المضيّ نحو تعزيز مسيرة العلاقات بين الدول المشاركة في مختلفِ المجالات، وتطوير وتيرتها بالشكل الذي يُسهم في إرساء قواعد الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويفتحُ المجال واسعاً أمام سبل الحوار والنقاش لتبادل الآراء وتعميق المفاهيم".
واشار الى ان فكرةَ تأسيسِ مؤتمر بغداد تنطلق من رغبة العراق في إرساء وتعزيز قواعد التعاون والشراكة بينه وبين دول الجوار الجغرافي والإقليمي إضافةً إلى الدولِ الصديقة، والى ان حكومة بلاده تنتهج نهجاً منفتحاً يهدف لبناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة بما في ذلك إنشاء المشاريع الاستراتيجية التكاملية لربط العراق مع محيطه الإقليمي.
ورأى السوداني "أن الأولويةَ الآن تكمنُ في تعزيز أواصر التعاون والشراكة بين دولنا من خلال الترابط في البنى التحتية والتكامل الاقتصادي والاستثمارات المتبادلة التي تعززُ روابط الأخوّة والصداقة بين دولنا وشعوبنا"، مؤكدًا السعي إلى التحول معا إلى "دول مصنِّعة، من خلال إنشاء مناطق صناعيةٍ مشتركة، تعززُ من قدرتنا الصناعية المشتركة وتربط سلاسل القيمة المضافة لكلّ منّا، ضمن سلسلة متكاملة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية؛ وإطلاق المشاريع العملاقة في شتى القطاعات".
وشدد المسؤول العراقي على "ضرورة التركيز على قطاع الخدمات وتطويره واعتباره أحد أهمِّ محركات الاقتصاد في دولنا ومنطقتنا بالإضافة الى معالجة مشكلة البطالة من خلال تنمية القطاع الخاص المنتِج وتحسين ظروف العملِ فيه، وتوفير الضمانات للعاملين".
قبل هذا الاجتماع الثلاثي، بحث السوداني مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في اجتماع منفصل أوجه التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزه في المجالات الاقتصادية والتجارية، بما يصب في صالح البلدين الشقيقين، وازدهار شعبيهما.
كما تم بحث في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ودور العراق المحوري في المنطقة وحرصه على التعاون في كل ما من شأنه أن يعزز الأمن الإقليمي، واستقرار المنطقة.
كلمة السوداني في مؤتمر بغداد 2 بعمان
وعلى الصعيد العراقي الداخلي، قال السوداني: "وضعنا مكافحةَ الفساد المالي والإداري في صلبِ أولوياتنا وقد بدأنا عملياً حملةَ مكافحة الفساد بدءاً من أعلى المستويات، ونطلب من الدول الشقيقة والصديقة مساعدتنا في استرداد أموال العراق المنهوبة والمهربة وتسليم المطلوبين الذين يتخذون من هذه الدول محلَّ إقامةٍ لهم".
اضاف السوداني ان حكومة بلاده تعمل بجدٍّ على تحسين البيئة الاستثمارية في العراق، من حيث التشريعات والإجراءات والضمانات لتمكين المستثمرين من دخول أسواقنا والإفادة من الفرص الكبيرة فيها .. منوها الى ان البيئة الاستثمارية الملائمةَ بحاجة إلى استتباب الأمن، وقد حققنا الاستقرار الأمني في العراق بعد الانتصاراتِ الكبيرةِ على فلولِ الإرهابِ والجماعاتِ التكفيرية".
العراق يواجه تهديدا وجوديا
وحذر رئيس الوزراء العراقي من ان بلاده تواجه تهديداً وجودياً بسببِ شُحِّ المياه.. وقال "إننا عازمون على العمل الجادِ مع جيراننا في تركيا وايران =لضمان أمنِنا المائي، والتوصل إلى افضل السبل للإدارة المشتركة للموارد المائية العابرة للحدود، ووصول حصتِنا المائية وفقَ الاتفاقيات والقوانين الدولية".
وأعتبر التلوث البيئي &- في الهواء والمياه والتربة - من أهمِّ المخاطر "على مستقبل شعبنا خصوصاً في المناطق الجنوبية، وقد بدأنا العمل الجادَّ لمعالجة حرق الغاز المصاحب في الحقول النفطية".
ودعا الشركات العالمية للاستثمار في هذا المجال لأجل تحويل استخدام هذا المصدر المهمِّ للطاقة لأغراض توليد الكهرباء سعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي في استعمال الغاز لتوليد الكهرباء على المدى المتوسط، ولتقليل انبعاث الغازات الدفيئة والاحتباسِ الحراري.
النأي عن المحاور وأجواء التصعيد
أكد السوداني تمسك بلاده "ببناء علاقات تعاون متوازنة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين وهو ينأى بنفسه عن إصطفافات المحاور وأجواء التصعيد، وينشد سياسة التهدئة وخفضِ التوترات؛ وفي الوقت ذاته يرفض التدخل بشؤونه الداخلية ومسَّ سيادته أو الاعتداء على أراضيه".
ونوه الى انه "لا يمكن اعتماد مبدأ القوة في مساعي حلِّ الخلاف أو الاختلاف؛ ولا نسمح باستخدام هذا المبدأ ضدَّ العراق، ولا نقبل أن ينطلق أيُّ تهديد من العراق ضدَّ أية دولة من دول الجوار أو المنطقة".
وقال ان من واجبنا اعتماد الحوار والتفاهم لحلِّ مشاكلنا، ونبني على ما يجمعنا لفتح الآفاق نحو إقامة الشراكات الإقليمية الشاملة وتعظيم الاعتمادية بين دولنا، وتؤسسُ للاستقرارِ والازدهارِ في المنطقة.
وشدد رئيس الوزراء العراقي على ان بلاده تسعى "لأن يكون راعياً للتواصل والتحاور، كسبيلٍ أساس لحلِّ الخلافات، بهدف تهدئة الأجواء وتقريبِ وجهاتِ النظرِ بين الفُرقاء وعززت من جهودهِ الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمات بالمنطقة".
يشار الى ان مؤتمر بغداد 2 في عمان انعقد اليوم بمشارك 7 دول عربية اضافة الى تركيا وايران وممثلي عدة منظمات إقليمية ودولية. وكان مؤتمر بغداد الاول للتعاون والشراكة قد انعقد في بغداد في 28 أغسطس 2021، وشاركت فيه 10 دول عربية وأجنبية إضافة إلى عدة منظمات إقليمية ودولية. واكد المؤتمر في بيانه الختامي على مساندة العراق أمنيًا واقتصاديًا بما يحقق استقراره وسيادته ووحدة أراضيه ودعا دول المشرق العربي وجواره للتعامل مع تحديات المنطقة على أساس التعاون والمصالح المتبادلة وحسن الجوار.
التعليقات
رجعنا للسوالف البايخــــه
عدنان احسان- امريكا -يعني قلناها من قبل - ميت ما يشيل ميت ،،،
تقاسم الغنائم
عراقي متشرد -الهدف واضح من هذه القمة وكسابقاتها وهوتقاسم الغنائم بين هؤلاء المجتمعين وخاصة نفط يتامى وأرامل العراق بعد مد انبوب نقل النفط العراقي من البصرة إلى العقبة . وفي القمم السابقة لم يحدث اتفاق جوهري لأن أمراء الطوائف الذين يحكمون العراق لم يقتنعوا بما حصلوا عليه .