وزراء خارجية مجوعة السبع: "جريمة ضد الإنسانية"
طالبان: "عدم احترام قواعد اللباس" سبب استبعاد النساء من الجامعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: برّر وزير التعليم العالي في طالبان الخميس منع دخول النساء إلى الجامعات في أفغانستان، بأنهن "لا يحترمن قواعد اللباس"، في الوقت الذي شجب فيه وزراء خارجية مجموعة السبع الإجراءات المتخذة ضد النساء معتبرين أنها يمكن أن تعد "جريمة ضد الإنسانية".
في رسالة مقتضبة مساء الثلاثاء، أمر وزير التعليم العالي ندا محمد نديم كلّ الجامعات الحكومية والخاصة في البلد بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر.
والخميس، برّر هذا القرار بقوله إنّ "هؤلاء الطالبات اللواتي كنّ يذهبن إلى الجامعة... لم يحترمن التعليمات بشأن الحجاب. الحجاب إلزامي في الإسلام"، في إشارة إلى إلزامية تغطية رأس المرأة ووجهها وجسدها بالكامل.
وأشار الوزير إلى أنّ الفتيات اللواتي كنّ يدرسن في محافظة بعيدة عن منزلهن "لم يسافرن مع محرم، رفيق ذكر بالغ".
وقال "شرفنا الأفغاني لا يسمح لشابة مسلمة من مقاطعة ما بأن تتواجد في مقاطعة بعيدة من دون أن يرافقها والدها أو شقيقها أو زوجها".
ودانت منظمة اليونسكو "بشدة" الخميس قرار طالبان، داعية إلى "إلغائه على الفور". وقالت "تدين منظمة اليونسكو قرار طالبان حرمان النساء من الالتحاق بالجامعات، والذي يأتي بعد 15 شهراً على استبعاد الفتيات من المدرسة الثانوية". واستنكرت "انتهاكاً جسيماً لكرامة الإنسان والحق الأساسي في التعليم".
زادت حركة طالبان التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجاً من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية. واستُبعدت النساء أيضاً من غالبية الوظائف العامة أو أعطين أجوراً زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل.
ولم يعد يحقّ للنساء السفر من دون رجل من العائلة وينبغي لهن ارتداء البرقع. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، حظرت الحركة على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.
وشكّل قرار منعهن من دخول الجامعة صدمة في البلد، كما أثار موجة تنديدات دولية.
والخميس، قال وزراء خارجية دول مجموعة السبع إنّ معاملة طالبان للنساء والفتيات في أفغانستان يمكن أن تعد "جريمة ضد الإنسانية".
وأوردوا في بيان أنّ "سياسات طالبان المصمّمة لإقصاء النساء من الحياة العامة ستكون لها عواقب على كيفية تعامل بلادنا مع طالبان".
في الصباح، تحدّت حوالى عشرين امرأة أفغانية النظام عبر التظاهر في أحد شوارع كابول للدفاع عن حقّهن في الدراسة.
وأوقفت الشرطيات عدداً من النساء، حسبما أفادت متظاهرة وكالة فرانس برس مشترطة عدم الكشف عن هويتها. وأُطلق سراح اثنتين خلال النهار، لكن بقي عدد منهن رهن الاحتجاز، وفقاً للمصدر ذاته.
وبعدما كان من المقرّر تنظيم التظاهرة أمام حرم جامعة كابول، وهو الأكبر والأكثر شهرة في البلاد، نُقلت إلى مكان آخر بسبب كثافة انتشار قوات الأمن.
تتزايد مثل هذه التجمّعات نادرة في أفغانستان منذ اعتقال ناشطات بارزات في بداية هذا العام، بينما يُمنع الصحافيون أيضاً من تغطيتها.
وغداة الإعلان، نُشر حرّاس مسلّحون أمام عدد من الجامعات لمنع المتظاهرين من دخول الحرم الجامعي.
وقالت طالبة رافضة الكشف عن هويتها خوفاً من انتقام حركة طالبان التي كان عناصرها يقومون بدوريات في محيط مؤسستها "نحن من المغلوب على أمرهم... فقدنا كلّ شيء".
وقوبل القرار باستياء الطالبات الأفغانيات، لاسيما أنه جاء بعد أقل من ثلاثة أشهر من السماح لآلاف الشابات بإجراء امتحانات القبول في الجامعات.
ورغم تعهّد حركة طالبان بعد عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، بإبداء مرونة أكبر، إلّا أنها سرعان ما عادت إلى تفسيرها المتشدّد جدّا للشريعة الذي طبع حكمها بين 1996 و2001.
وفي انقلاب مفاجئ في 23 آذار/مارس، أغلقت الحركة المدارس الثانوية بعد بضع ساعات من إعادة فتحها.
وقال عدد من المسؤولين في طالبان إنّه لم يكن هناك عدد كافٍ من المدرّسين أو المال، وإنه سيُعاد فتح المدارس بمجرد تطوير منهج إسلامي.
خلال عشرين عاماً من وجود القوات الدولية في أفغانستان، سمحت الحكومات المختلفة التي حكمت البلاد بدعم من الغرب، للفتيات بالذهاب إلى المدرسة وللنساء بالعمل، رغم أنّ البلاد بقيت محافظة اجتماعياً.