في جنازة تكتسي طابعاً سياسياً
أكراد من فرنسا وأوروبا يحيون ذكرى ضحايا إطلاق النار في باريس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيلييه لو بيل (فرنسا): تجمع آلاف من أفراد المجتمع الكردي في فرنسا ودول أوروبية أخرى الثلاثاء في فيلييه-لو-بيل بضواحي باريس للمشاركة في جنازة تكتسي طابعاً سياسياً لثلاثة أكراد قتلوا في جريمة عنصرية قبل الميلاد في وسط باريس.
في منتصف النهار، نقلت جثامين عبد الرحمن كيزيل والفنان واللاجئ السياسي مير بيروير والقيادية في الحركة النسائية الكردية في فرنسا أمينة كارا وسط حشد كثيف إلى قاعة استؤجرت لهذا الغرض.
أدخلت النعوش ملفوفة بأعلام حزب العمال الكردستاني وروج آفا، الأراضي الكردية في سوريا، واستقبلت بالدموع وصرخات "الشهداء لا يموتون!".
يرفض عدد كبير من الأكراد تصديق رواية أن القاتل كانت له دوافع عنصرية ويقولون إنه عمل "إرهابي" متّهمين تركيا بالوقوف خلفه.
وصرّح الناطق باسم المجلس الديموقراطي الكردي في فرنسا أغيت بولاك لصحافيين "غضب الأشخاص المجتمعين اليوم ... أثبت لنا مجدداً إلى أي مدى يعتقد المجتمع الكردي أن هذه الاغتيالات هي اغتيالات سياسية واغتيالات إرهابية دبرتها تركيا" رافضاً رواية مكتب المدعي العام في باريس.
"معركة خاضها آباؤنا"
أحيت هذه المأساة ذكرى مقتل ثلاث ناشطات من حزب العمال الكردستاني، قبل عشر سنوات، في الحي الباريسي نفسه، وهي قضية تتهم الاستخبارات التركية بتنفيذها.
وبسبب عدم تمكنهم من دخول القاعة حيث وضعت الجثث وسط أكاليل جنائزية تحت صورة عبد الله أوجلان، الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، تابع آلاف الأشخاص المراسم عبر شاشات عملاقة مثبتة في موقف للسيارات.
وقالت جيليك، وهي شابة تبلغ 30 عاماً لم ترغب في ذكر اسم عائلتها لأسباب أمنية "نحن هنا لأنه واجبنا، إنها معركة خاضها آباؤنا لسنوات ويجب أن نستمر".
وأضافت جيليك وهي من سكان فيلييه-لو-بيل، الواقعة على مسافة نحو 15 كيلومتراً شمال باريس والتي حضرت المراسم مع عائلتها "لدينا انطباع بأنهم يبذلون قصارى جهدهم لسحقنا، سواء هنا أو في تركيا".
"مسيرة كبرى"
سافر الأكراد من كل أنحاء فرنسا وحتى من دول أوروبية لحضور هذه الجنازات، في حافلات استأجرتها خصيصاً لهذا الغرض الجالية الكردية. ووفّر المنظمون خدمة أمنية إضافة إلى القوات الأمنية المنتشرة في الخارج.
وتعود المأساة إلى 23 كانون الأول/ديسمبر، عندما قُتل الأكراد الثلاثة أمام مركز ثقافي لمجتمعهم في باريس. وقد برر مطلق النار وليام مالي الفرنسي البالغ 69 عاماً فعلته بـ"كراهيته المرضية للأجانب".
وقالت ميزغين وهي كردية تبلغ 24 عاماً حضرت الجنازة مع طفلها لوكالة فرانس برس "يقولون إنه لا يحب الأجانب، لكن لم الأكراد، وليس العرب؟ نحن شعب متحفظ. نأتي إلى فرنسا ونتعرض فيها للقتل!".
وستنظم مسيرة بيضاء الأربعاء في شارع أنغان في موقع المأساة. وستنطلق "مسيرة كبرى" للجالية الكردية كان من المقرر إجراؤها في الذكرى العاشرة لمقتل ناشطات حزب العمال الكردستاني، السبت من محطة غار دو نور في باريس.