بريطانيا تتجهز للحظة تاريخية نحو الفضاء

إيلاف من لندن: تتجهز المملكة المتحدة، لأول إطلاق فضاء مداري ليلة الاثنين 9 يناير 2023، وستنفذ المهمة التاريخية من مطار نيوكواي في كورنوال بجنوب غرب إنكلترا.

بحسب شركة فيرجن أوربيت (Virgin Orbit)، فإن الإطلاق سيتم بطائرة جامبو عملاقة من طراز 747، لإعادة توجيه صاروخ فوق المحيط الأطلسي ليأخذ تسعة أقمار اصطناعية فوق الأرض.

وكانت فيرجن قد تخلت عن محاولتها قبل عيد الميلاد لإجراء اختبارات إضافية في وقت متأخر، لكن الشركة تقول إن من الجيد الآن المضي في الإطلاق.

وقالت الشركة إن طائرتها الجامبو، الملقبة بـ "كوسميك غيرل" (Cosmic Girl)، مع الداعم المعروف باسم "لانشر وان" (LauncherOne)، خضعت لـ"بروفة مبللة" هذا الأسبوع، وهو تمرين تدريبي على تزويد السيارتين بالوقود والاستعداد لشحن المدرج في مطار نيوكواي.

مسعى تاريخي

قال دان هارت، الرئيس التنفيذي لشركة (Virgin Orbit): "بعد التأكد من أن كل جانب تقني سليم وأن كل لائحة وكود قد استوفى ، فإنه من دواعي السرور أن نرى هذا المسعى التاريخي على وشك أن يؤتي ثماره".

أضاف: "يمثل هذا الإطلاق افتتاح حقبة جديدة في صناعة الفضاء البريطانية وشراكات جديدة عبر الصناعة والحكومة والحلفاء".

وكان قد تم إرسال صواريخ إلى الفضاء من المملكة المتحدة من قبل، لكن ليس لوضع الأقمار الاصطناعية في المدار. وكانت تلك الجهود السابقة جزءًا من تدريبات عسكرية أو أبحاث عن الغلاف الجوي، وعادت المركبات مباشرة.

ويعتبر حدث الاثنين المقبل لحظة اختراق لقطاع الفضاء في المملكة المتحدة. وخلاله ستبقى الحمولات التي سيتم رفعها بواسطة صاروخ Virgin's LauncherOne عالياً، وتدور حول الأرض ، عندما يتم إسقاطها على ارتفاع 555 كم.

لحظة استثنائية

وصفت ميليسا ثورب، رئيسة ميناء سبيس كورنوال، تاريخ الإطلاق بأنه "لحظة استثنائية" من شأنها "تغيير الوصول إلى الفضاء في جميع أنحاء العالم".

وكانت الاستعدادات قد بدأت للإطلاق تكثف في نهاية العام الماضي، حيث منحت هيئة الطيران المدني أول رخصة ميناء فضائي في المملكة المتحدة في نوفمبر.

وحصلت فيرجين اوربيت على تراخيصها الخاصة في الشهر التالي. وهذا الأسبوع ، تم منح تراخيص لكل من الأقمار الصناعية التي يتم نقلها ، من بينها ما يسمى بـ "دوفر باثفايندر" (Dover Pathfinder)، المصمم في المملكة المتحدة من قبل شركة "ريتيك" (RHEATECH) الهندسية.

كوكبة اقمار اصطناعية

قالت مصادر إن "باثفايندر" هي الخطوة الأولى نحو إنشاء كوكبة من الأقمار الاصطناعية لحماية دفاع المملكة المتحدة والبنية التحتية الوطنية الحيوية، بما في ذلك شبكات الكهرباء وشبكات الاتصالات، من التهديدات المعادية.

وفي الأخير، قال إيان أنيت، نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية، إن إطلاق كورنوال يمثل بداية "حقبة جديدة للفضاء في المملكة المتحدة".

أضاف: "سيؤدي ذلك إلى وظائف جديدة وتحسين الإنتاجية وإلهام الجيل القادم من محترفي الفضاء ، وهذه مجرد البداية".

وختم قائلا: "أتطلع إلى رؤية المزيد من عمليات الإطلاق من موانئ فضائية أخرى في المملكة المتحدة خلال العام المقبل ، مما يضعنا بثبات على الخريطة كوجهة رائدة في أوروبا لإطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة التجارية".