أخبار

تصدرها المحاكم الإيرانية على المحتجين عشوائيًا

انتفاضة الحجاب: 15 دقيقة للدفاع عن نفسك ضد عقوبة الإعدام

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أعدم النظام الإيراني أربعة من الشباب منذ بداية الاحتجاجات.

وقد صدرت أحكام بالإعدام في حق 22 شخصا حتى الآن بتهم تتعلق بالاضطرابات التي شهدتها البلاد، وفق "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان"، وهو موقع إيراني مقره خارج البلاد.

ونُفذ حكم الإعدام في بطل الكاراتيه محمد مهدي كرامي في 7 يناير/كانون الثاني الحالي.

وصرحت مصادر إيرانية للقسم الفارسي بـ بي بي سي بأن كرامي لم يكن أمامه سوى أقل من 15 دقيقة للدفاع عن نفسه.

وقد أعدم شنقا بعد 65 يوما فقط من اعتقاله.

تظهر قصته كيف أن السلطات في إيران تلجأ إلى "المحاكمات الصورية" لبث الرعب في نفوس المتظاهرين الذين يطالبون بالحرية وبإنهاء نظام الحكم الكهنوتي.

وقد أدى إعدام المواطن البريطاني من أصل إيراني علي رضا أكبري مؤخرا إلى المزيد من الإدانات الدولية الموسعة لأحكام الإعدام في إيران.

وعلى الرغم من أن إدانته بتهمة التجسس لصالح المملكة المتحدة ليس لها علاقة بالاضطرابات الأخيرة، فإن "إكراهه على الاعتراف" ووضعه في الحبس الانفرادي يتبعان نفس نمط الظروف التي يرزح المتظاهرون المعتقلون تحت وطأتها في السجن.

إدانات دولية لإعدام علي رضا أكبري البريطاني -الإيراني بتهمة "التجسس" معتقلة إيرانية تصف المعاملة "الوحشية" للسجناء في البلاد

' لاتخبر أمي بشيء'

تفجرت حركة الاحتجاجات في أعقاب مقتل الشابة مهسا أميني بينما كانت تحتجزها الشرطة في سبتمبر/أيلول الماضي بدعوى أنها لم تكن ترتدي الحجاب الإسلامي الإلزامي "كما ينبغي".

اعتقل محمد مهدي بتهمة الضلوع في جريمة قتل أفراد قوات "الباسيج" شبه العسكرية في مدينة كرج القريبة من طهران في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان مهدي واحدا من 16 شخصا وجهت لهم اتهامات في تلك القضية، وجرت محاكمتهم جميعا في جلسة واحدة استمرت ثلاثة أيام أمام محكمة كرج .

في إيران، من حق المتهم أن يكون له تمثيل قانوني، ولكن في بعض القضايا الحساسة مثل تلك القضية، أو عندما تكون الاتهامات الموجهة للشخص تتعلق بالتجسس، لا يكون ممثلو الدفاع مستقلين على الإطلاق. فالمحكمة دائما ما تعين محاميا من قائمة تقرها السلطات القضائية.

كما يحظر على الصحفيين وأفراد أسر المتهمين دخول المحكمة، ومن ثم فإن السبيل الوحيد لمعرفة ما يجري خلف الأبواب المغلقة هو التسجيل المصور الذي تصدره الهيئة القضائية والذي يخضع للكثير من التحرير والرقابة.

إيران تنفذ حكم الإعدام في محتجين اثنين بتهمة قتل فرد أمن خلال المظاهرات اعتقال صحفي أجرى مقابلات مع أُسر متظاهرين حُكم عليهم بالإعدام في إيرانWANA/Reuters أجريت ‘محاكمة جماعية‘ لمجموعة مكونة من 16 شخصا

في فيديو تلك المحاكمة، تبدو على محمد مهدي بوضوح علامات التوتر الشديد بينما "يعترف" بضرب أحد أفراد قوات الأمن بصخرة على رأسه.

محاميه الذي عينته المحكمة لا يعترض أو يجادل أو يدافع، بل بدلا من ذلك يطلب العفو من القاضي.

يقول محمد مهدي بعد ذلك إنه "تعرض للخداع"، ثم يجلس.

أدين محمد مهدي بتهمة "الفساد في الأرض" التي تستوجب عقوبة الإعدام. وعادة ما يتعرض أفراد أسرة المتهم لضغوط من قبل السلطات لكي يلتزموا الصمت.

لكن والد محمد، ماشاء الله كرامي، الذي يعمل كبائع علب مناديل متجول، أجرى مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية.

قال الوالد إنه في اليوم الذي صدر فيه حكم الإعدام على محمد، اتصل به وهو يبكي.

"لقد أصدروا أحكامهم ضدنا يا أبي. عقوبتي هي الإعدام. لا تخبر أمي بشيء"، هكذا يتذكر والده، مؤكدا براءة ابنه.

متظاهرة تروي شهادتها عن معاناة محتجزين في سجون إيرانالثمن الباهظ الذي يدفعه الصحفيون لتغطية ما يجري في إيران روايات تقشعر لها الأبدان

في وقت لاحق، كتبت جماعة مجهولة الهوية تحظى باحترام كبير تطلق على نفسها اسم "1500 صورة" منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي تصف فيه كيف تعرض محمد مهدي للتعذيب.

وقالت الجماعة إن محمد أخبر أفراد أسرته خلال لقائه بهم في السجن بأن الحراس ضربوه حتى غاب عن الوعي.

ظن الحراس أنه توفي، فألقوه في منطقة نائية، لكن بينما كانوا يهمون بمغادرة المكان، أدركوا أنه كان لا يزال على قيد الحياة.

كما كشف محمد عن أن أفراد الأمن كانوا "يلمسون أعضاءه التناسلية كل يوم ويهددون باغتصابه" أثناء التحقيقات.

وفق النظام القضائي الإيراني، عندما تصدر محكمة دنيا عقوبة الإعدام، فإن القضية تعرض على المحكمة العليا لإقرارها.

لكن حتى إذا أقرت المحكمة العليا عقوبة الإعدام، فإنه من الممكن استئناف الحكم.

وأخبر والد محمد مهدي صحيفة اعتماد أنه حاول التواصل مع المحامي الذي عينته الدولة مرات عديدة، لكنه لم يحصل على رد.

ثم حاولت الأسرة توكيل محامي حقوق الإنسان الإيراني البارز محمد حسين أغاسي.

يقول أغاسي: "اتصل بي محمد من السجن ثلاث مرات وطلب مني أن أمثله. كما ألح علي والداه بطلب الدفاع عن ابنهما".

راسل أغاسي المحكمة المحلية، ثم المحكمة العليا. وفي كل مرة، كانت خطابته يتم تجاهلها أو رفضها.

كما قوبل طلب استئناف حكم المحكمة العليا كذلك بالرفض.

يشار إلى أن السلطات الإيرانية ذكرت مرارا أن المحاكمات والأحكام القضائية المستعجلة الهدف منها هو أن تكون بمثابة رادع للمتظاهرين.

ضعف وعزلة

أعدم محمد حسيني أيضا في مدينة كرج بعد أن خضع لنفس العملية القضائية "الصورية".

والدا محمد حسيني متوفيان، لذا لم تكن هناك حملة لإنقاذه من قبل أسرته أو على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الكثير من مستخدمي تلك المواقع تداولوا منشور يقول: "كلنا أسرة محمد".

وقد تحقق القسم الفارسي بـ بي بي سي من أنه كان يعاني من اضطراب ثنائي القطب.

بيد أن محمد حسيني تمكن من الحصول على تمثيل قانوني مستقل بعد أن أقرت المحكمة العليا عقوبة الإعدام.

WANA/Reuters ظهر محمد حسيني أيضا في فيديو أصدرته السلطات بعد إخضاعه للكثير من الرقابة والتحرير

زاره المحامي علي شريف زاده أرداكاني في السجن، ثم كتب تغريدة على تويتر حول زيارته.

"كان يبكي طوال الزيارة. تحدث عن تعرضه للتعذيب والضرب وهو معصوب العينين، وتعرضه للركل في الرأس وفقدانه الوعي".

"[إنه] رجل انتزعت اعترافاته تحت وطأة التعذيب وليس لها أي شرعية من الناحية القانونية".

وقد قدم أرداكاني طلبا لاستئناف قرار المحكمة العليا، وقيل له إن عليه العودة إلى المحكمة في 7 يناير/كانون الثاني.

ولكن بينما كان في طريقه إلى هناك، علم أنه تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في محمد حسيني.

وقد احتجزت السلطات المحامي في وقت لاحق، ثم أفرجت عنه بكفالة.

لا ملجأ ولا ملاذ

جماعات حقوق الإنسان شجبت المحاكمات لاستنادها إلى "اعترافات قسرية" يدين من خلالها المتهمون أنفسهم.

وصرحت مصادر للقسم الفارسي بـ بي بي سي بأن المحامي الذي تعينه الدولة يقوم عمليا بدور "المحقق"، إذ يراكم الضغوط على المتهم بدلا من الدفاع عنه.

Social media يدفع المواطنون الإيرانيون ثمنا باهظا لمعارضتهم نظام الحكم في بلادهم

وتقول منظمة "حقوق الإنسان في إيران"، وهي منظمة غير حكومية مقرها في النرويج، إنها تأكدت من أن ثمة 109 أشخاص يواجهون خطر الإعدام. وتمكنت المنظمة من معرفة أعمار 60 من هؤلاء.

تقول المنظمة إن متوسط عمر الأشخاص الذين يواجهون عقوبة الإعدام هو 27 عاما، وإن ثلاثة منهم تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وهناك الآن رمز آخر مؤثر للغاية من رموز الحركة الاحتجاجية يتداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.

إنها صورة لماشاء الله كرامي وهو يجثو أمام قبر ابنه، وقد ارتدى على ما يبدو سترة ابنه الصوفية صفراء اللون.

يرفع الأب إحدى يديه فوق رأسه ممسكا صورة لمحمد يرتدي فيها قميصا أسود.

أما يده الأخرى فيقبض بها على حلقه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف