وسط انتشار كبير لعناصر الشرطة
الآلاف يتظاهرون في ليما ضد بولوارتي واشتباكات في وسط العاصمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليما: تظاهر آلاف المحتجّين الذين أتوا خصوصاً من جبال الأنديس، بعد ظهر الخميس في وسط العاصمة ليما، للمطالبة باستقالة رئيسة البيرو دينا بولوارتي، وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وسط انتشار كبير لعناصر الشرطة.
وقُتل شخص في اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في ماكوساني في جنوب البيرو.
وأفاد بيان صادر عن مستشفى سان مارتن دي بوريس في مدينة ماكوساني الواقعة في منطقة بونو في الأنديس قرب الحدود البوليفية، بأنه "عند الساعة السادسة والنصف مساءً (23,20 بتوقيت غرينتش)، وصلت امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً إلى قسم الطوارئ من دون أي علامات على أنها على قيد الحياة".
والخميس، قال مصدر في مكتب وسيط الجمهورية إن متظاهرا ثانيا قضى متأثرا برصاص أصيب به خلال مواجهات الأربعاء بين الشرطة ومتظاهرين في المنطقة نفسها.
في أريكويبا، ثاني أكبر مدن البيرو، أسفرت اشتباكات عنيفة في محيط المطار عن مقتل رجل في الثلاثينات وإصابة عشرة، وفقًا لمكتب أمين المظالم.
ويرتفع بذلك إلى 45 عدد القتلى منذ بداية الأزمة في السابع من كانون الأول/ديسمبر.
اشتباكات عنيفة
في ليما، سار عدد كبير من المتظاهرين بهدوء. لكنّ اشتباكات عنيفة وقعت في وسط المدينة، حيث ألقى متظاهرون حجارة وحصى وزجاجات باتجاه الشرطة. وفي أماكن عدة، اضطرت قوى الأمن إلى التراجع تحت الضغط، قبل أن تستعيد مواقعها، بحسب صحافيي وكالة فرانس برس.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة. وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس شخصين مصابين على الأقل، في حين نفذت الشرطة اعتقالات عدة.
واشتعلت النيران في مبنى في وسط المدينة بالقرب من بلازا سان مارتن، مركز الاحتجاجات في ليما، لأسباب لا تزال غير معروفة قبيل الساعة الثامنة مساءً (01,00 بتوقيت غرينتش). وقال قائد شرطة المنطقة الجنرال فيكتور زانابريا في الصباح "لدينا 11800 شرطي في الشوارع للسيطرة على الشغب. لدينا أكثر من 120 عربة نقل و49 عربة عسكرية والقوات المسلحة ستشارك أيضا" في عمليات السيطرة على الوضع.
دعت المجموعات الاحتجاجية التي تطالب باستقالة بولوارتي وبانتخابات مبكرة في البيرو، إلى إضراب في كل أنحاء البلاد وأيضاً إلى حشد كبير في ليما حيث بدأ آلاف الفلّاحين من الأنديس بالتجمّع في الأيام الأخيرة. وبدا كثير منهم منشغلين بالتحضير لهذا الحدث مع إعداد لافتات وكتابة شعارات، فيما كان البعض يوزّع الطعام وعبوات المياه على الموجودين في المكان.
وقالت الطالبة ليديا هواهواسوكسو البالغة 20 عاماً "لا نقبل بحكومة دينا بولوارتي، أولاً نطالب باستقالتها، ونريد أيضاً تغيير الدستور لأنه بسببه هناك كثير من الفساد في بلادنا".
ومساء الأربعاء، قال خيرونيمو لوبيس الأمين العام للاتحاد العام لعمّال البيرو الداعي إلى الإضراب، في مؤتمر صحافي، إنّ "كفاح الشعب البيروفي لن ينتهي غداً، سيستمر الكفاح إذا لم تستمع دينا بولوارتي إلى الشعب وتصرّفت بغطرسة".
وأضاف لوبيس "هذا إضراب مدني شعبي وطني مع تعبئة سلمية للمنظمات في مناطق مختلفة، وتجنّب أي عمل تخريبي".
وأشار إلى أنّ "هذه تعبئة ديموقراطية للمواطنين الوافدين من الأقاليم ولكن أيضاً من هنا من ليما. إنهم يطالبون باستقالة دينا بولوارتي على الفور ويدعون لانتخابات جديدة في العام 2023 وحل الكونغرس".
حال الطوارئ
وبينما أعلنت الحكومة حال الطوارئ لمدة 30 يوماً الأحد في ليما وكوسكو وكالاو وبونو (حيث تقع ماكوساني)، أوضح لوبيس أنّ المنظّمين لم يسعوا للحصول على إذن.
وبينما تتيح حال الطوارئ للجيش التدخّل لحفظ النظام وتقييد حرية التجمّع والتحرّك، قال لوبيس "لا يوجد إذن من الشرطة، لا نطلب أبداً تصريحاً لتظاهرة اجتماعية، هذا ليس واجباً".
اندلعت الاحتجاجات بعد توقيف الرئيس اليساري الراديكالي بيدرو كاستيو في السابع في كانون الأول/ديسمبر، بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب عبر إعلان حلّ البرلمان الذي كان على وشك الإطاحة به.
وتعكس الأزمة أيضاً الفجوة الهائلة بين العاصمة والأقاليم الفقيرة الداعمة للرئيس كاستيو وهو من السكان الأصليين.
من جهتها، دعت بولوارتي إلى الهدوء الإثنين. وقالت "نعلم أنهم يريدون القدوم إلى ليما، بسبب كل ما ينشر على الشبكات (الاجتماعية) يومي 18 و19 (الأربعاء والخميس). يمكنهم المجيء إلى ليما، ولكن بسلمية وهدوء".
بولوارتي التي كانت نائبة للرئيس كاستيو، تولّت منصب الرئاسة بعد إطاحته، بموجب الدستور. وهي تنتمي إلى حزب كاستيو لكن المتظاهرين يرونها "خائنة".