صحيفة "غارديان" البريطانية ترسم صورة قاتمة لمستقبل لبنان
ماذا تعني فوضى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ناقشت صحف بريطانية ما تعنيه الفوضى القضائية الحاصلة في قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وتأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الكنيسة والكهنة، والتزام كل من ألمانيا والولايات المتحدة بالسلام العالمي بإرسالهما دبابات إلى أوكرانيا.
نبدأ جولتنا من الغارديان وتقرير لمراسلها مارتن تشولوف بعنوان: "فوضى التحقيق في انفجار بيروت مع تشاجر القضاة وإطلاق سراح المشتبه بهم".
وأشار الكاتب إلى أنه بعد مرور أكثر من عامين على الانفجار الضخم الذي دمر مرفأ بيروت وأثار الرعب حول العالم، اندلع خلاف حاد بين كبار القضاة في لبنان الذين تبادلوا الاتهامات، وتم إطلاق سراح جميع المشتبه بهم في التحقيق المتعثر.
وقال إن التحركات المفاجئة جاءت بعد أن استأنف طارق بيطار، وهو القاضي المكلف بالتحقيق في الملف، عمله فجأة بعد أن تم إيقافه عن العمل منذ أكثر من عام لمعارضة الفصائل السياسية في البلاد لمجريات التحقيق. وأشار الى أن الفصائل هذه لم تظهر أي اهتمام بتحقيق العدالة لأكثر من 202 قتيل وآلاف الجرحى.
وكان الإجراء الأول الذي اتخذه بيطار بعد استئنافه لعمله هو توجيه اتهامات إلى أكبر مدع عام في لبنان ويدعى غسان عويدات، ورئيسي استخبارات وعدد من المسؤولين والسياسيين "لما يصل إلى محاولة عرقلتهم للعدالة". ويشير الكاتب إلى أن هذه الخطوة غير مسبوقة في لبنان، حيث كان لا يمكن المساس بكبار المسؤولين.
أما رد النائب العام المدعى عليه أصلاً في تحقيق انفجار المرفأ، فكان سريعاً. وأمر يوم الأربعاء بالإفراج عن جميع المشتبه بهم المحتجزين منذ الانفجار وهم مجموعة من الموظفين الذين عملوا في المرفأ.
ما أكبر هموم الشباب اللبناني بعد سنتين من بعد انفجار المرفأ؟
هل تستجيب الأمم المتحدة لمناشدة ضحايا انفجار مرفأ بيروت؟
وأشار مراسل الغارديان، إلى أن التطورات أرعبت أفراد عائلات ضحايا الانفجار والذين "لا يزالوا يطالبون بالعدالة بلا جدوى".
وأضاف أن عمل بيطار أصبح بمكانة إدانة النظام بأكمله، والذي عادةً ما يعمل لحماية مصالح المسؤولين الأمنيين والجيش والجماعات السياسية وحزب الله، الذي عمل شخصياً ضد بيطار.
وقال شربل عبود، قريب أحد السكان الذي أصيب بالقرب من المرفأ، للغارديان: "هذه البلاد محطمة وهذا دليل قاطع". وأضاف: "الآن سيتقاتل القضاة في ما بينهم ولن يحدث شيء. في أي بلد آخر هل كنا سنكون لا زلنا بعيدين عن العدالة إلى هذا الحد في هذه المرحلة؟".
ومن جهته، قال مهند الحاج علي، مدير الاتصالات والإعلام في مركز كارنيغي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للصحيفة: "بدون أي دعم سياسي محلي، يتحدى بيطار طبقة سياسية لا يمكن المساس بها بشأن دورها في انفجار المرفأ".
ويضيف أن تحديه هذا: "يمكن أن يلهم آخرين ويزيد من إحراج حزب الله، الذي يقود الهجوم المضاد عليه. وفي حين أن خطوة بيطار لن تؤدي إلى تحقيق العدالة، إلا أن مقاضاة كبار المسؤولين في جميع المجالات له معان واضحة".
أما مريم داوود، وهي من سكان بيروت، فاعتبرت أن محاولات بيطار: "لا تغير شيئاً. لا يمكنك اعتقال رؤساء المخابرات والقضاة هنا". وأضافت أن ما حصل: "هو علامة على أن بيطار لم يعد لديه مكان يذهب إليه. فالعدل ولبنان لا يلتقيان أبداً".
الكهنة البريطانيون ضحايا البريكستننتقل إلى التايمز وتقرير لمراسلتها كايا بورجس بعنوان: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يجعل عمل الكهنة البريطانيين في أوروبا معاناة".
ويشير التقرير إلى تحذير أسقف كبير من أن المملكة المتحدة تعاني لإرسال كهنة للعمل في الاتحاد الأوروبي نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال القس روبرت إينيس، وهو أسقف في أوروبا، للتايمز إن الانتقال إلى الخارج للعمل ككاهن بكنيسة إنجلترا في أوروبا لم يعد جذاباً وأصبح أمراً معقداً للغاية.
وأشار التقرير إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أجبر القساوسة الإنجليكانيين على العمل بشكل غير قانوني أثناء انتظارهم للحصول على تصاريح عمل، كما جعل من الصعب عليهم إحضار زوجاتهم.
وقال إينيس للصحيفة إن الأوراق التي يستغرق إنجازها وقتاً طويلاً والكلفة المطلوبة لتأمين التأشيرات وتصاريح الإقامة تسبب صداعاً شديداً، ودعا إلى إعفاء خاص لرجال الدين.
بريكست: اتفاق للتجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد مفاوضات ماراثونية
وأشار إينيس، الذي يتخذ من بلجيكا مقراً له إلى أن هناك "تأخير يتراوح بين أربعة و 12 شهراً في الموافقة (على تصريح الإقامة) وبعدها يجب تجديد هذا التصريح سنوياً".
وأضاف أن الأمر الذي يشكل الضغط الأكبر هو أن الكاهن بحاجة لتقديم طلب تأشيرة ثانٍ لإحضار زوجته وأطفاله، ولكنه ليس أكيداً ما إن كانوا سيحصلوا عليها أم لا.
وقال إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تزامن مع "ظاهرة أوسع للمشاعر القومية" في أوروبا، مع إصرار العديد من الدول على أن يتحدث طالبو العمل البريطانيون لغة البلد المستضيف بكفاءة قبل وصولهم.
واضطر أحد الكهنة الذين يخدمون في أوروبا، والذي طلب من التايمز عدم ذكر اسمه، إلى الانتظار لأكثر من عام للعيش والعمل في البلد الجديد بشكل غير قانوني، وإن كان بموافقة ضمنية من السلطات المحلية، لعدة أشهر، بعد أن انتهى تصريحه المؤقت قبل منحه تصريح الإقامة الكامل.
وقال القس كريس ويليامز، 60 عاماً، الذي يقود الآن المصلين في كنيسة إنجلترا في سانت مارك في فلورنسا في إيطاليا وفي هولي كروس في بولونيا، للصحيفة، إن الإيطاليين الكاثوليك "لا يستطيعون استيعاب فكرة أن يكون للكاهن زوجة"، مشيراً إلى أن زوجته كانت تعاني لتأمين تأشيرة لها لتتمكن من البقاء معه.
ألمانيا وأمريكا والسلام العالميوأخيراً إلى افتتاحية الإندبندنت أونلاين، التي جاءت بعنوان: "تعهد ألمانيا وأمريكا لأوكرانيا بالدبابات يفي بالتزاماتهما تجاه السلام".
وتقول الصحيفة إنه إذا سارت الأمور على ما يرام، كما يأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإنه بحلول الصيف سيكون لديه واحد من أكبر جيوش الدبابات وأكثرها قوة في العالم.
وكان الرئيس الأوكراني قد طلب من الغرب تأمين 300 دبابة قتال لأوكرانيا، "لشن هجمات مضادة للهجوم الروسي المقبل، وإحداث ثغرات في الأراضي التي تحتلها روسيا ودفع الغزاة إلى الحدود".
ومن المتوقع ، بحسب الإندبندنت، أن ترسل له دبابات ليوبارد 2 من بولندا وفنلندا وهولندا وأستراليا وإسبانيا والآن من ألمانيا نفسها. وعلى الرغم من أن كل شحنة ستكون متواضعة نسبياً في البداية، إلا أنها ستشكل معاً قوة هائلة.
ومن المحتمل أن ينضم إليها عدد قليل من الدبابات البريطانية "تشالنجر 2" و"لو كليرك" الفرنسية. كما تعهدت الولايات المتحدة بإرسال 31 دبابة من نوع "أم 1 أبرامز".
وتقول الصحيفة إنه قد لا يصل مجموع الدبابات إلى 300، إلا أنها قد تكون كافية ضد الدبابات الروسية.
واعتبر مجلس تحرير الإندبندنت، أن المستشار الألماني أولاف شولتز وزملاءه "يستحقون شكر العالم بأسره على مساهمتهم في أمن الدول المستقلة في كل مكان".
روسيا وأوكرانيا: لماذا تريد كييف الحصول على مئات الدبابات من دول غربية؟
وأشار الى أن الكرملين اتهم برلين بالتخلي عن "مسؤوليتها التاريخية" تجاه روسيا بإرسال الدبابات إلى كييف.
وقالت الصحيفة، في دفاعها عن قرار ألمانيا، إن على برلين "التزام أكبر تجاه السلام والأمن الدولي"، وأن لكل أمة الحق في الدفاع عن نفسها وطلب المساعدة قبل أن يتم سحقها".
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن ذلك كان بالفعل بمثابة صدمة للأمة الألمانية لعكس أكثر من نصف قرن من السياسة الخارجية الهادفة إلى التعويض والمصالحة مع روسيا.
وتضيف أنه من جهة أخرى، لم يكن لهذا التحول التاريخي أن يحصل أبداً لو تابع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكاواه مع أوكرانيا من خلال القنوات الدبلوماسية السلمية، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
وتقول الإندبندنت إن روسيا وليس ألمانيا هي التي انتهكت القانون الدولي وارتكبت جرائم حرب، وإنه ليس لدى ألمانيا ما تخجل منه.
وتضيف أنه "لا شك، عندما يحين الوقت، يمكن لألمانيا أن تلعب دوراً رائدًا في التوسط في تسوية سلمية".