تصعيدٌ بعد مداهمات دامية نفّذها الجيش الإسرائيلي
نتانياهو يتعهّد بردٍ "قوي" على هجومي القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإجراءات "قويّة" وسريعة السبت في أعقاب هجومَين نفّذهما فلسطينيّان في القدس الشرقيّة المحتلّة، أسفر أحدهما عن مقتل سبعة أشخاص قرب كنيس يهودي.
وأصيب إسرائيليّان بجروح صباح السبت في إطلاق نار في حيّ سلوان نفّذه فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره أصيب بدوره برصاص الشرطة.
وجاء ذلك غداة عمليّة إطلاق نار قرب كنيس يهودي في حيّ استيطاني أوقعت سبعة قتلى وقُتِل منفّذها البالغ 21 عامًا، ما يفاقم المخاوف من حدوث تصعيد رغم الدعوات الدوليّة إلى التهدئة.
وأعلن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي ليل السبت الأحد اتّخاذ إجراءات لحرمان "عائلات إرهابيّين" من حقوق معيّنة بعد هجومي القدس الشرقيّة.
وفي اجتماع طارئ مساء السبت، اتّخذ مجلس الوزراء المصغّر "سلسلة إجراءات... لجعل الإرهابيّين ومن يدعمهم يدفعون الثمن"، بحسب بيان رسمي.
ويذكر النصّ إلغاء الحقّ في الضمان الاجتماعي لـ"عائلات الإرهابيّين الداعمة للإرهاب"، مشيرًا إلى أنّ مجلس الوزراء سيُناقش الأحد مشروع قانون يهدف إلى سحب "بطاقات الهويّة الإسرائيليّة" من هذه الفئة من العائلات.
كذلك، وافق مجلس الوزراء الأمني على "إجراءات لتعزيز المستوطنات سيجري تقديمها هذا الأسبوع"، وفق البيان الحكومي الذي لم يورد مزيدًا من التفاصيل.
وأصيب في هجوم السبت رجل يبلغ من العمر 47 عامًا وابنه البالغ 23 سنة بجروح ناجمة عن إطلاق النار ونُقِلا إلى المستشفى، وفق ما ذكرت الشرطة ومسعفون.
وأعلنت الشرطة في وقت سابق توقيف 42 شخصا على خلفية هجوم الجمعة الذي استهدف كنيسًا وكان من بين الاعتداءات الأكثر دمويّة في القدس منذ سنوات. وتزامن الهجوم مع اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة.
تصعيد
يأتي ذلك في ظلّ تصعيد في المواجهات في الأراضي الفلسطينيّة بعد مداهمات دامية نفّذها الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة هي الأعنف منذ نحو عشرين عامًا. وقد أعقبها إطلاق فصائل فلسطينيّة صواريخ من غزّة ردّت عليها إسرائيل بشنّ غارات على القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وقال نتانياهو في تصريحات متلفزة نشرها مكتبه قبيل اجتماع حكومي السبت "سيكون ردّنا قويًّا وسريعًا ودقيقًا.. لا نسعى إلى التصعيد لكنّنا مستعدّون لأيّ سيناريو".
وأضاف أنّه سيبحث في مزيد من الإجراءات "لمكافحة الإرهاب".
وتفقّد نتانياهو مساء الجمعة موقع الهجوم حيث تجمّعت حشود هتفت "الموت للعرب".
في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة وبعض المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، نزل عشرات الفلسطينيّين إلى الشوارع مبتهجين وهم يلوّحون بالأعلام الفلسطينيّة.
وحذّر النائب المعارض ميكي ليفي من حزب "يش عتيد" الذي يتزعّمه رئيس الوزراء السابق يائير لبيد من أنّ ارتفاع منسوب العنف يعيد إلى الأذهان الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية (2000-2005).
وقال لوكالة فرانس برس "ما حدث قبل 20 عامًا (بدأ) الآن.. علينا الجلوس والتفكير في الطريقة التي سنمضي قدمًا من خلالها ونوقِف هذا الوضع".
في هذا السياق، جدّدت الشرطة الإسرائيليّة الدعوة لمن يملكون تراخيص، لحمل أسلحتهم معهم، في حين اعتبر وزير الأمن القومي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير أنّ على المزيد من الإسرائيليين الحصول على تصاريح لحمل السلاح.
وقال بن غفير لصحافيّين خارج مستشفى في القدس السبت "عندما يحمل المدنيّون مسدّسات، يمكنهم الدفاع عن أنفسهم".
كما أعلن الجيش أنّه سيعزّز عديد قوّاته في الضفّة الغربيّة.
وأكّدت السلطة الفلسطينيّة في بيان أنّها "تُحمّل.. حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤوليّة الكاملة عن التصعيد الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع"، من دون التعليق على الهجومين.
ووصف مفوّض الشرطة الإسرائيليّة كوبي شبتاي الهجوم على الكنيس بأنّه "أحد أسوأ الاعتداءات التي واجهناها في السنوات الأخيرة".
ودانت دول عربيّة تُقيم علاقات مع إسرائيل، بينها مصر والأردن والإمارات العربيّة المتّحدة، إطلاق النار قرب الكنيس.
أمّا حزب الله اللبناني، فأشاد السبت بـ"العمليّة الاستشهاديّة البطوليّة" التي رأى فيها "ردّ فعل سريعًا وحاسمًا وجريئًا على العدوان والمجزرة التي ارتكبها العدوّ الصهيوني في مخيّم جنين"، مؤكّدًا "تأييده المطلق" لها.
إلى ذلك، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنّه أصيب بـ"صدمة عميقة" إزاء الهجومين "الرهيبَين"، مؤكّدًا وقوف بلاده "إلى جانب إسرائيل".
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره عبر تويتر إلى "تجنّب دوّامة العنف"، فيما حضّت روسيا أيضًا على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
ودان البيت الأبيض أيضًا العنف، فيما يُنتظر أن يُجري وزير الخارجيّة الأميركي زيارة للمنطقة تبدأ الأحد ويُتوقّع أن يدعو خلالها إلى خفض التصعيد.
ويُنتظر أن يلتقي بلينكن مع قادة فلسطينيّين، على أن يُجري محادثات مع نتانياهو ستكون الأولى لهذا الأخير مع مسؤول أميركي منذ عودته إلى السلطة الشهر الماضي على رأس الحكومة الأكثر يمينيّة في تاريخ إسرائيل.
من جهتهم، واصل معارضو نتانياهو احتجاجاتهم السبت، وتظاهر آلاف في تلّ أبيب احتجاجًا على خطّته لإصلاح القضاء المثيرة للجدل والهادفة إلى منح السياسيّين مزيدًا من السيطرة على المحكمة العليا.
لم تُحدّد السلطات بعد في شكل حاسم هويّة منفّذ اعتداء الكنيس، لكنّ وسائل إعلام إسرائيليّة وفلسطينيّة أوردت أنّ اسمه خيري علقم الذي حظي بإشادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك على صفحته في فيسبوك.
وروى شيمون إسرائيل الذي يقطن منزلًا قريبًا من الكنيس وكان شاهدًا على الهجوم، أنّه كان يتناول العشاء مع عائلته عندما سمع "إطلاق نار وصراخًا".
وقال "أوقَف شخص (سيّارته) ليساعد.. فأصيب برصاصة في رأسه وفارق الحياة هنا أمامي".
وذكرت الشرطة أنّ بين الموقوفين على خلفيّة الاعتداء أفرادًا من عائلة المهاجم وأقارب له وجيرانه.
وقُتِل تسعة فلسطينيّين الخميس في مخيّم جنين للاجئين، في واحدة من أعنف عمليّات الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة منذ الانتفاضة الثانية.
وقالت إسرائيل إنّ العمليّة استهدفت عناصر من حركة الجهاد الإسلامي التي تعهّدت مع حركة حماس بالردّ.