ترك إرثًا مثيرًا للجدل في بلاده بحلفه مع الولايات المتحدة
تشييع الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف في كراتشي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كراتشي: شارك آلاف الأشخاص في كراتشي الثلاثاء في تشييع جثمان الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف الذي ترك إرثًا مثيرًا للجدل في بلاده التي جعل منها حليفة للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم القاعدة.
توفي آخر قائد عسكري لباكستان الأحد في دبي عن عمر يناهز 79 عاما جراء مرض نادر.
وأقيمت صلاة الجنازة في معسكر للجيش في كراتشي (جنوب) في مراسم بسيطة شارك فيها حوالي 10 آلاف شخص، معظمهم من الجنود الحاليين والمتقاعدين، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
من المقرر أن يوارى الثرى جثمانه الذي نقل الاثنين إلى هذه المدينة التي لجأت إليها عائلة هذا الجندي السابق في القوات الخاصة للجيش الباكستاني، المولود في دلهي في الحادي عشر من آب/اغسطس عام 1943، أي قبل أربع سنوات من تقسيم شبه القارة الهندية، في مقبرة عسكرية.
غياب رسمي
ولم يحضر الجنازة أي من الرئيس عارف علوي أو رئيس الوزراء شهباز شريف أو رئيس الأركان عاصم منير، الذين لم يدلوا بأي تصريح رسمي باسم الحكومة أو الجيش.
في باكستان، حيث لا يزال الجيش نافذاً على الرغم من أنه لم يعد في السلطة، يبقى الجنرال مشرف شخصية مثيرة للجدل.
ووصفته صحيفة داون الصادرة باللغة الإنكليزية في البلاد في افتتاحيتها الإثنين، بأنه "محير نوعاً ما، نظامه الاستبدادي تخللته إصلاحات ليبرالية".
وأضافت الصحيفة "ومع ذلك، كانت أخطاء الجنرال الراحل جمة، وأهمها والتي لا تغتفر هي إخراج العملية الدستورية عن مسارها".
وأطاح مشرف حكومة نواز شريف المدنية في تشرين الأول/أكتوبر 1999، دون إراقة دماء. نصب نفسه رئيسًا في حزيران/يونيو 2001، قبل فوزه في استفتاء مثير للجدل في نيسان/أبريل 2002.
وجعل الجنرال الذي كان يُنظر إليه بداية على أنه معتدل، بلاده حليفاً إقليمياً رئيسياً لواشنطن في الحرب ضد تنظيم القاعدة عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
خلال حكمه الذي استمر تسع سنوات، شهدت باكستان ازدهاراً اقتصادياً ونمو الطبقة الوسطى وحرية وسائل الإعلام، ولجأ الجيش إلى التهدئة أمام الهند.
لكنه علق العمل بالدستور مرتين واتهم بانتهاك حقوق الإنسان بحق خصومه.
وندد معارضوه على الدوام باحكام قبضته على السلطة وإقالة قضاة المحكمة العليا "بشكل غير قانوني" وفرض حالة الطوارئ والهجوم الدامي على الإسلاميين المدججين بالسلاح الذين لجأوا إلى المسجد الأحمر في إسلام أباد في صيف عام 2007.
واصبح مشرف معزولا بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها حلفاؤه في انتخابات شباط/فبراير 2008. وفي اب/اغسطس 2008 استقال تفادياً لاقالته من قبل الائتلاف الجديد الحاكم.