تبدو كأنها خارجة من كتاب تاريخ
حرب أوكرانيا: دروس مستقاة لنزاعات المستقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: مع دبابات تعود للحقبة السوفياتية والخنادق المحفورة تبدو الحرب في اوكرانيا وكأنها خارجة من كتاب تاريخ إلا انها تحمل أيضا وفق خبراء مجموعة من الدروس المستفادة لأي نزاع في المستقبل من الشرق الأوسط إلى تايوان.
في ما يأتي لمحة عنها ومن بينها ضرورة الاحتفاظ بمستويات كبيرة من مخزونات الأسلحة وحرب تكنولوجية متطورة واللجوء إلى الذكاء الاصطناعي.
على أرض المعركة، يشكل رصد الأهداف والقدرة على ضربها أمرا حيويا.
ويكمن الجديد في ما سمي "دمج أجهزة الاستشعار" "sensor fusion" الذي يسمح من خلال الجمع بين مصادر مختلفة من الحصول على صورة واضحة لما يحصل على الأرض على ما يفيد ستيفن بيدل الخبير في مسائل الدفاع في جامعة كولومبيا.
في أوكرانيا وفرت شركة "بالانتير" الأميركية لكييف أدوات للذكاء الاصطناعي تسمح بفرز كميات هائلة من البيانات ومساعدة القيادات على معرفة تحركات القوات الروسية ومواقعها والأهداف المحتملة في الوقت الحقيقي.
ويؤكد رئيس بالانتير أليكس كارب أن "أسلحة الحرب" من نوع جديد هذه تمنح مستخدميها ميزة تكتيكية حاسمة على خصومها.
أبصرت حرب المسيرات النور في اوكرانيا. وبات الروس والأوكرانيون راهنا يتمتعون بقدرات متساوية في هذا الخصوص فيما تنشط جيوش العالم للحصول عليها.
وتقوم المرحلة المقبلة على تطوير مسيرات مستقلة من الجيل الجديد مبرمجة للهجوم من دون تدخل بشري.
ويخشى أن يغيب مع هذه "الروبوتات القاتلة" إشراف المسؤولين العسكريين والسياسيين.
ويمتلك الأوكرانيون مسيرات أميركية الصنع من طراز "سويتشبلايد" قادرة على "التعرف على أشياء" تسمح لها باختيار أهدافها.
ويؤكد مسؤولون أوكرانيون من جهة أخرى أنهم يعملون على تطوير مسيرات خاصة بهم مستقلة بالكامل.
مع الحرب في اوكرانيا، أصبح جمع معلومات متوافرة عبر الانترنت والاستخبارات من مصدر مفتوح، أمرا حيويا.
يمكن للجميع أن يراقب مجموعات تلغرام وصور الأقمار الاصطناعية والخرائط والمسوحات ومجموعات المناقشة عبر الانترنت ومقاطع تيك توك للحصول على معلومات تراوح بين تحديد الموقع الجغرافي لأهداف محتملة وبين كواليس القرارات السياسية.
ودفع الكثير من الجنود لروس حياتهم ثمنا لاستخدامهم الهاتف المحمول في أوكرانيا.
وتشير كانداس روندو من مركز الدراسات "نيو أميركا" إلى أن المصدر المفتوح يزدهر منذ ما قبل حرب المعلومات المرتبطة بالتحضيرات للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.
وتضيف "لا أعرف إن كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها أدركوا أهمية ذلك (..) فجزء من العمل يقوم حرفيا على الدخول إلى منصات الشبكات الاجتماعية".
بالنظر إلى المبالغ المستثمرة في الطائرات الخفية او القاذفة، فاجأ الدور المحدود نسبيا للطيران في نزاع أوكرانيا الكثير من المراقبين.
والسبب في ذلك الدفاعات الجوية المتمثلة في القدرة على إطلاق صواريخ أرض جو والسيطرة تاليا على المجال الجوي.
ويؤكد ستيفن بيدل أن الأمر ليس بجديد "من الصعوبة بمكان انجاح هجوم في مواجهة دفاع مستعد جدا".
وبينت أوكرانيا أن الدول بحاجة إلى كمية كبيرة من منظومات الدفاع الجوي. ويشكل ذلك تحديا كبيرا خصوصا وأن منظومة "باتريوت" الأميركية للدفاعات الجوية تكلف أكثر من مليار دولار.
ومن الدروس الرئيسية المستخلصة من حرب أوكرانيا، الدور الأساسي لمخزونات الأسلحة والذخائر. فالنزاع استهلك كميات هائلة منها ما يتطلب تشكيل مخزونات كبيرة جدا وضمان تجديدها المستمر.
إلا ان اوكرانيا تعاني من نقص في هذا المجال على كل الأصعدة من أبسط الذخائر ألى أكثرها تطورا. ويفسر ذلك الجهد الهائل الذي بذله الحلفاء لتلبية الطلب.
وترى بيكا فاسر من مركز "سنتر فور نيو أميريكن سيكيورتي" في إطار حديثها عن محاكاة لهجوم صيني على تايوان أن الإمدادات ولا سيما الصواريخ الدقيقة ستشكل "تحديا هائلا".
وعلى غرار ما يحصل في أوكرانيا، "لا يمكن الافتراض أن نزاعا بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان سيكون سريعا".
وترى كانداس روندو أن على الولايات المتحدة أن تتشارك تكنولوجياتها وتساعد حلفاءها في حلف شمال الأطلسي على انتاج أسلحة بشكل منسق.
يفيد ستيفن بيدل أن اللامركزية المعتمدة في القيادة الأوكرانية اظهرت فعاليتها في وجه الروس على الأرض.
ويؤكد "القيادة المركزية الجامدة على الطريقة الروسية أصبحت فكرة سيئة منذ فترة طويلة".
إلا ان الكثير من دول الناتو لا تزال تعتمد نهجا مركزيا جدا وهو "وضع يصعب تعديله".
تشير بيكا فاسر إلى ان أوكرانيا لم تبدأ تحديث جيشها إلا بعد الإهانة التي تعرضت لها جراء سيطرة موسكو السريعة على شبه جزيرة القرم في 2014.
وترى أن الجيش التايواني يجب أن يُقدم على ذلك من الآن.
ومن العناصر الحيوية الأخرى بحسب ستيفن بيدل "يشكل الاندفاع على القتال عاملا أساسيا" كما يحصل في أوكرانيا.
ويختم قائلا "معرفة إن كان التايوانيون سيتمتعون بالاندفاع نفسه مثل الأوكرانيين سيكون مهما جدا".