استخدام التقنيات الجديدة يثير مخاوف من الفشل
نيجيريا تنتخب رئيسها في أجواء من انعدام الأمن وأزمة اقتصادية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لاغوس: بدأ الناخبون في نيجيريا التصويت السبت في انتخابات رئاسية نتائجها غير محسومة في البلد الأكبر تعداداً سكانياً في أفريقيا والغارق في أزمة اقتصادية وأمنية.
لم يترشح الرئيس الحالي محمد بخاري (80 عاماً) بعد ولايتين شهدتا تفاقماً لانعدام الأمن والفقر في هذا البلد حيث 60% من السكان تحت سن 25 عاماً.
وللمرة الأولى منذ عودة النظام الديموقراطي في 1999، قد تشهد نيجيريا دورتين انتخابيتين بعد أن هزت شعبية حاكم سابق لإحدى الولايات هيمنة الحزبين الرئيسيين.
وقال أوساكي بريغز (25 عاماً) وهو مصوّر جاء ليصوّت في بورت هاركورت (جنوب شرق) مع زوجته، لوكالة فرانس برس، "هناك ضغط كبير هذا العام للاختيار ... نحن نعلم كيف تسير الانتخابات عادة وهذه المرة وُعدنا بأنّها ستكون حرة ونزيهة، لذا فإنّ توقّعاتنا أعلى. ونأمل ألا نصاب بخيبة أمل".
تصويت لانتخاب رئيس
دعي أكثر من 87 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في 176 ألف مركز تصويت لانتخاب رئيس من بين 18 مرشحًا بالإضافة إلى نواب وأعضاء في مجلس الشيوخ. ولم يسحب حوالى ستة ملايين ناخب من أصل 93 مليوناً مسجلين بطاقاتهم الانتخابية، وبالتالي لن يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع.
وكان يفترض أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 08,30 (07,30 ت غ). لكن في عدد كبير من الأماكن مثل لاغوس (جنوب غرب) وبورت هاركورت وكانو (شمال) لم تكن المعدات جاهزة وأعداد الناخبين المتوافدين متفاوتة كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.
وصوّت مرشح الحزب الحاكم بولا تينوبو (70 عاماً) صباح السبت في معقله في لاغوس حيث استقبله حشد صغير وجهاز أمني.
ويؤكد تينوبو أنّه الشخص الوحيد الذي يمكنه إصلاح نيجيريا. وينتمي حاكم لاغوس السابق (1999-2007) ، الملقب بـ"العراب" بسبب نفوذه السياسي، إلى قبائل اليوروبا المتمركزة في جنوب غرب البلاد وهو مسلم.
وهو اتهم بالفساد ونفى ذلك، على غرار عتيق أبو بكر (76 عاماً) مرشح حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الديموقراطي" الذي حكم من 1999 إلى 2015. وهذه هي الانتخابات الرئاسية السادسة التي يترشح فيها هذا النائب السابق للرئيس (1999-2007) وهو مسلم ومتحدر من الشمال.
والتصويت الاتني والديني مهم في نيجيريا التي تضم أكثر من 250 مجموعة عرقية وتشهد استقطاباً بين الشمال بأغلبيته المسلمة والجنوب ذي الأكثرية المسيحية.
لكن في مواجهة هذين المرشحين المخضرمين، ظهر مرشح ثالث يتمتع بشعبية كبيرة خصوصًا في صفوف الشباب. فالحاكم السابق لولاية أنامبرا (جنوب شرق) بيتر أوبي (61 عامًا) مسيحي ومدعوم من الحزب العمالي. وهو يستقطب جيل الشباب والناخبين في منطقته.
وقال أوبي وهو يسير في شوارع قريته أماتوتو يتبعه عشرات الصحافيين "أدعو الناس إلى الخروج للتصويت. لا أبحث عن عمل. أريد أن أخدم الناس... أريد أن أُخرج الناس من الفقر".
انتخابات حاسمة
هذه الانتخابات حاسمة. فمن المتوقع أن تصبح نيجيريا البالغ عدد سكانها 216 مليون نسمة، في 2050 ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، بينما تواجه منطقة غرب أفريقيا خطر تراجع حادّ للديموقراطية وانتشار أعمال العنف الجهادية.
وأصبحت نيجيريا قوة ثقافية عالمية بفضل قطاع نوليوود، الصناعة السينمائية النيجيرية القوية جدًا، وموسيقى "أفروبيت" التي اجتاحت الكوكب مع فنانين مثل بورنا بوي وويز كيد.
لكن الرئيس المقبل لأكبر اقتصاد في القارة الأفريقية وأكبر دولة نفطية فيها سيرث سلسلة من المشاكل، من أعمال العنف الإجرامي والجهادي في الشمال والوسط إلى الاضطرابات الانفصالية في الجنوب الشرقي والتضخم الجامح والفقر المستشري التي أضيف إليها مؤخرًا النقص في الوقود والأوراق النقدية.
وقال القس جون فاشوغبا (76 عاماً) الذي وصف هذه الانتخابات بأنها "الأهم"، إنّ "نيجيريا تعاني من فوضى كبيرة. نحن بحاجة إلى قادة أكفّاء في هذا السياق".
وشهدت الحملة هجمات على مرشحين محليين وناشطين ومراكز للشرطة ومكاتب لمفوضية الانتخابات.
وقال سعيد الحسيني من "مركز الديموقراطية والتنمية" إن "خطر العنف يشكل مصدر قلق حقيقي".
وأقرّ رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات محمود يعقوبو في مؤتمر صحافي بوجود "مشاكل"، مطمئناً إلى أنّ "أيّ نيجيري يقف في صف الانتظار ستُتاح له الفرصة للتصويت مهما طال الوقت"، على الرغم من أن موعد إغلاق مكاتب الاقتراع مقرّر عند الساعة 2,30 بعد الظهر.
تقنيات جديدة
وتأمل مفوضية الانتخابات أن يسمح تحديد هوية الناخبين عن طريق التعرف على الوجه وبالوسائل الرقمية، بالحد من عمليات التزوير التي شابت الانتخابات السابقة. والأمر نفسه ينطبق على النقل الإلكتروني للنتائج.
لكن استخدام التقنيات الجديدة غير المسبوق على المستوى الوطني يثير أيضًا مخاوف من الفشل.
والنقطة المجهولة الثانية هي نسبة المشاركة التي كانت ضعيفة في الانتخابات السابقة (33 بالمئة في 2019).
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن غياب الأمن بشكل عام "قد يُسبب اضطراباً في الاقتراع". وقد تم نشر نحو 400 ألف عنصر من قوات الأمن.
ويفترض أن تعلن نتائج الانتخابات خلال 14 يوماً من الاقتراع.