دعا دول العالم الى إعادة رعاياها من مخيم الهول
غوتيريش لقادة الإقليم: حلوا مشاكلكم وتوحدوا لتعزيز مكانته عراقياً ودولياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: فيما بحث الأمين العام للأمم المتحدة في أربيل مع القادة الأكراد الخميس التطورات السياسية فقد دعاهم الى حل مشاكلهم الداخلية وتوحيد صفوفهم لتقوية مكانة إقليم كردستان على مستوى العراق والعالم.
وبحث رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في أربيل اليوم آخر تطورات الأوضاع السياسية في العراق وإقليم كدستان والعلاقات بين أربيل وبغداد والخطوات والحوارات بينهما لحل المشكلات بين الجانبين وبرنامج عمل الحكومة الاتحادية والأوضاع في مدينة سنجار.
وقدم بارزاني خلال الاجتماع نبذة عن الأسس واتفاق تشكيل الحكومة الاتحادية العراقية وبرنامج عملها.. مشيراً الى توفر ظروف إيجابية بين أربيل وبغداد لمعالجة المشكلات ومن المنتظر من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الجدية في تنفيذ برنامج عمل حكومته.
من جهته عبر الأمين العام للأمم المتحدة، بحسب البيان، عن سروره لخطوات المباحثات بين أربيل وبغداد ودعم الأمم المتحدة لمساعي حل المشكلات بينهما.
كما بحث الجانبان انتخابات إقليم كردستان التي ينتظر إجراءها أواخر العام الحالي حيث أكد نجيرفان بارزاني أنه كرئيس للإقليم سيقوم خلال فترة ولايته القانونية بتحديد موعد إجراء الانتخابات منوهاً الى أن موعدها سيكون هذا العام.
واتفق الجانبان على ضرورة وأهمية تنفيذ الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بشأن تطبيع الأوضاع في سنجار لكي يكون دافعاً وممهداً لعودة النازحين الايزيديين الى مناطقهم وإعادة إعمارها.
وبشأن الأوضاع الداخلية للإقليم أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن معالجة المشكلات الداخلية ووحدة صف الأطراف السياسية من شأنه تقوية مكانة اقليم كردستان على مستوى العراق والعالم في اشارة الى خلافات الحزبين الرئيسيين التي تؤثر سلبا على الأوضاع في الإقليم ومواطنيه.
ووصل غوتيريش الى أربيل في وقت سابق اليوم لإجراء مباحثات مع القادة الأكراد بعد أن اطلع بمحافظة نينوى على أوضاع النازحين من عائلات تنظيم داعش.
غوتيروش: كردستان بقلبي
وخلال اجتماع غوتيريش مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني في أربيل اليوم، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن إعجابه بما يشهده الإقليم من تقدم وازدهار.
رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال اجتماعه في أربيل الخميس 2 مارس 2023 مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (مكتبه)
وقال "لإقليم كردستان مكانة خاصة في قلبي ونضالات شعبه وتضحياته لن تُنسى وآمل أن تظل كردستان دائماً قوية وموحدة". وأعرب عن أمله بالتوصل إلى حل فيما يتعلق بالقضايا الخلافية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية كما نقل عنه المكتب الإعلامي لحكومة الإقليم في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
ومن جانبه عبّر مسرور بارزاني عن تقديره إلى الأمم المتحدة على ما تقدمه من دعم ومساندة للإقليم ولا سيّما من خلال ما تؤديه بعثة يونامي للأمم المتحدة من دور فاعل في العراق وإقليم كردستان مؤكداً على أهمية إيجاد حل جذري للمشاكل بين الإقليم والحكومة الاتحادية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
كما شهد الاجتماع التأكيد على أهمية حماية أمن إقليم كردستان واستقراره، وضرورة تطبيق اتفاق سنجار بما يشمل إخراج الميليشيات والجماعات المسلحة غير القانونية وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم.
وتعتبر زيارة غوتيريش هذه الى اقليم كردستان الشمالي الأولى من نوعها للأمين العام للأمم المتحدة منذ توليه منصبه الحالي مطلع عام 2017 .
لا تدخل للأمم المتحدة
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد مساء أمس أشار غوتيريش الى أن مكافحة الإرهاب في العراق تعد من أولويات الأمم المتحدة داعياً الى تنفيذ اتفاقية سنجار وإعادة العراق وجميع الدول مواطنيها من مخيم الهول في شمال سوريا الذي يضم عائلات مقاتلي داعش وخاصة الاجانب منهم.
وحول دور الأمم المتحدة في حل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل أشار الامين العام الى إن "الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان بحاجة إلى أن يجتمعا لحل هذه المشاكل".. وقال "أشجع حكومة كردستان للحوار خاصة فيما يتعلق بالموارنة وقانون النفط والغاز".
لكن الامين العام استدرك مبينا ان "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها باقتراح أي حل لأي طرف لكنها تدعم العراقيين لإيجاد طريقهم للحل".. مشدداً على أن "العراق بلد ذو سيادة، وهذا هو الوقت المناسب كي يتخذ العراقيون القرار بشأن مستقبل بلادهم".
غوتيريش: إعادة مواطني العالم من الهول
وقبيل وصوله الى أربيل قام الأمين العام للأمم المتحدة اليوم بالاطلاع على أوضاع النازحين في مخيم الجدعة بمحافظة نينوى الشمالية يرافقه وفد عراقي رسمي يضم مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ووزيرة الهجرة ايفان فائق جابرو .
واطلع غوتيريش على أوضاع نازحي المخيم واحتياجاتهم وعمليات تأهيلهم من أجل إعادتهم الى مناطقهم الأصلية التي نزحوا منها. كما زار مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي حيث تعرف على مستوى التأهيل النفسي الذي تقدمه الحكومة العراقية الى النازحين بالتعاون مع المنظمات الدولية.
وعقد الأمين العام للأمم المتحدة والوفد المرافق له اجتماعاً مع الوفد الحكومي وممثلي المنظمات الدولية العاملة في مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي. وقال غوتيريش في كلمة له خلال الاجتماع إن "زيارته إلى محافظة نينوى وبالتحديد مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي تمثل أهمية كبيرة للاطلاع على أوضاع النازحين .. منوهاً الى أن أغلبهم من النساء والأطفال.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة دعم المنظمة الدولية الكامل لجهود العراق في إعادة النازحين، داعياً بقية الدول إلى أخذ دورها وإعادة رعاياها من مخيم الهول في الشمال السوري.. مثلما فعل العراق، مثمناً ما تبذله الحكومة العراقية من جهد مميز، رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها في هذا الملف الإنساني".
غوتيريش يبحث الخميس 2 مارس 2023 في مخيم الجدعة بمحافظة نينوى الشمالية لعائلات تنظيم داعش تأهيل قاطنيه تمهيدا لاعادتهم الى مناطقهم الاصلية التي نزحوا منها (اعلام حكومي)
والأسبوع الماضي أعاد العراق 605 من عائلاته خلال الأشهر الأخيرة من المخيم من بين حوالى 8 ألاف عائلة تتطلب أعادهم حوالى العامين وهم من بين 56 الف شخص يضمهم المخيم وينتمون الى حوالى 50 جنسية عربية وأجنبية.
ومن جهته أشار الأعرجي في كلمة له الى أن "غوتيريش قد استمع إلى إيجاز عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية لإعادة العوائل التي كانت في ظروف صعبة ودمجها بالمجتمع".. لافتاً إلى أن "الأمم المتحدة تقف وبقوة لمساعدة العراق في هذا الجانب الإنساني وهو واجب المجتمع الدولي تجاهه بعد أن قدم العراقيون تضحيات كبيرة في مواجهة الإرهاب.
وأضاف الأعرجي أن "عملية الإعمار وإعادة النازحين وتأهيلهم تحتاج إلى موقف دولي ومساعدة المنظمات الدولية، لإنهاء هذه المهمة الإنسانية".. مشدداً على أن "تحقيق الأمن والاستقرار لا يعود بالنفع على العراق فحسب إنما على العالم أجمع.
ويضم المخيم حوالى 660 عائلة عراقية كانت تقطن في مخيم الهول السوري والتي عادت إلى العراق خلال الأشهر الماضية بعد تدقيق سجلاتها أمنياً من قبل السلطات وغالبية أفرادها من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن.
وتم إنشاء مخيم الجدعة عام 2021 لاستقبال نساء وأطفال وأقارب مسلحي تنظيم داعش ممن يحملون الجنسية العراقية. ويخضع هؤلاء النازحين حالياً لإعادة التأهيل وغالبيتهم نزحوا من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم .