الروس يهاجمون ويتكبدون خسائر فادحة
شرق أوكرانيا: حياة وموت في خنادق "الخط صفر"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: كانت القوات الروسية قريبة جدًا إلى درجة أن بوغدان، الجندي الأوكراني في لواء الهجوم الجوي 79، تمكن من رؤية الجنود وهم يحفرون. الحفر هو ما يجب القيام به في هذا الامتداد البائس من الأرض المحروقة في شرق أوكرانيا لتجنب الموت. يريد بوجدان أن يموت الروس. لذلك حمل قاذفة قنابل صاروخية محمولة على الكتف، ونظر إلى أكياس الرمل المثبتة على حافة خندقه وأرسل الصاروخ بعيدًا. توقف الحفر. بعد لحظات، أطلق الجنود الروس وابلًا من نيران الرشاشات الآلية. ثم حل السكون. قال بوغدان بارتياح: "لقد أوقفناهم"، وهو يشق طريقه إلى مخبأ أعمق تحت الأرض. "أنا فقط بحاجة لتناول قهوتي".
وحل وطين
هذه هي الحياة في ما يسميه الجيش الأوكراني موقع "الخط الصفر"، بيتنما يقف الروس على بعد 300 ياردة فقط. في الوحل والطين، وبوجود بقع متجمدة من الأرض تفسح المجال للطين السميك القذر، هناك العديد من الطرق للقتل. مروحيات روسية تقصف بانتظام الخنادق الأوكرانية. الروس يقصفون المواقع الأوكرانية بالمدفعية الثقيلة من بعد أميال ويرسلون مجموعات صغيرة من الجنود للتسلل إلى الخنادق الأوكرانية تحت جنح الظلام.
تحلق مسيّرات قوية على مستوى عالٍ وتقوم بالمراقبة، بينما تقوم طائرات رباعية أصغر بإلقاء متفجرات في الخنادق. يمكن أن تشمل الهجمات الروسية المركبات المدرعة والدبابات، أو يمكن أن تأتي على شكل موجات من جنود المشاة الذين يحاولون اقتحام الخندق.
يرد الأوكرانيون بقوة. وفي هذا الجيب من الجبهة قرب بلدة مارينكا المدمرة في منطقة دونيتسك، أحبطوا كل محاولة روسية للتقدم منذ عام. منحت صحيفة نيويورك تايمز فرصة وصول نادر للانضمام إلى جنود من اللواء 79 في أقصى حافة خط المواجهة من أجل فهم أفضل لما يجري، بما يكفي لرؤية الروس عبر الأراضي الأوكرانية الممزقة، وتم حجب الأسماء الكاملة للجنود لأسباب أمنية.
مستعدون للموت
على الرغم من القتال العنيف طوال الشتاء، استولت روسيا على نحو 400 ميل مربع فقط عبر الجبهة الشرقية بأكملها منذ سبتمبر، وفقًا لتقرير صدر في فبراير عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو منظمة بحثية في واشنطن. عند زيارة الخنادق، واضح لماذا يعتبر اختراق الخطوط المحفورة والمحصنة عملاً مميتًا. لكن التمسك بالموقف يكلف غاليًا. قبل يومين من زيارة صحيفة تايمز، تكبد اللواء 79 خسائر فادحة، وتجلت خسائر القتال المستمرة في عيونهم المظلمة والمحتقنة بالدماء.
قال الجنود إنهم مستعدون للموت، فهذه حرب وجود لا حرب حدود. الوحدة 79 واحدة من وحدات النخبة في أوكرانيا، حاربت الروس في السهوب والغابات والمدن المدمرة. الآن، الجنود مكلفون بالاحتفاظ بموقع على بعد حوالي 15 ميلاً من مدينة دونيتسك، معقل لروسيا والقوات التي تعمل بالوكالة عنها منذ عام 2014.
لم تعد مدينة مارينكا موجودة حقًا، هجرها ما يقرب من 9000 من سكانها ما قبل الحرب. منذ فترة طويلة، انضمت إلى قائمة الأماكن التي دمرتها القوات الروسية، وسويت بالأرض أو تحولت إلى قذائف متفحمة ومفرغة. لكن بالنسبة للأوكرانيين، الدفاع عن مارينكا لن يتوقف.
فشلوا وسيفشلون
بعد أن فشل الروس في اختراق الخطوط الأوكرانية هناك عاماً تقريبًا، راجع الروس مؤخرًا تكتيكاتهم، وتحولوا إلى مجموعات هجومية صغيرة تحاول شق الثغرات في الدفاعات الأوكرانية التي يمكنهم محاولة استغلالها، وفقًا لدليل روسي استولى عليه الأوكرانيون. يوضح الدليل بالتفصيل كيف يمكن تقسيم الفصائل الهجومية المكونة من 12 إلى 15 فردًا إلى مجموعات تكتيكية لا تقل عن ثلاثة أفراد مدعومة بقوة نيران إضافية للتسلل إلى خندق أوكراني.
اعتاد الجنود الأوكرانيون على تسمية هذه الجماعات بـ 'اللحوم'، بسبب ارتفاع عدد قتلاهم. ويقول المقاتلون الأوكرانيون الذين شاهدوا الهجمات عن قرب إن الروس غالبًا ما يرسلون موجة أولى من المشاة لاقتحام خندق، مع العلم أنهم من المحتمل أن يُقتلوا. لاحظ خبراء الرصد الروس مواقع إطلاق النار الأوكرانية وأطلقوا وابلًا من قذائف الهاون والمدفعيةعليها. ثم دخلت موجة ثانية من المشاة الروس في محاولة التسلل إلى الخندق. إنه تكتيك وحشي كان يمكن أن يعترف به ملايين الجنود المتجمعين في الخنادق منذ أكثر من قرن خلال الحرب العالمية الأولى. هنا، وحدات المشاة تختفي في فرن النار مثل حفنات من القش.
للوصول إلى خط الصفر خارج مارينكا، على الجنود الأوكرانيين اجتياز شبكة من الخنادق في الخلف، وعبور الفجوات المفتوحة المتبقية للدبابات والقرى المحطمة. يتم إنشاء الخنادق بمنحنيات لاحتواء انفجار إذا سقطت قذيفة هاون أو قنبلة يدوية في الداخل. يتم وضع الشباك والشجيرات فوق الجزء العلوي في أماكن لإخفاء الخطوط العريضة. الجنود الأوكرانيون على دراية وثيقة بالجغرافيا، لديهم مراقبين على اطلاع دائم على التهديدات.
إبادة الدبابات
في لحظات الهدوء، وحتى في أكثر أركان أوكرانيا محاصرة، يقضي الكثير من الوقت في انتظار نوبة العنف التالية، يأكل الجنود وجبات الطعام من علب الصفيح ويهتمون بما يسمونه 'قطط الحرب الأوكرانية' التي تجوب الخنادق للفئران. وبينما يمتد الخط الأمامي أكثر من 600 ميل، قام كلا الجيشين بحفر آلاف الأميال من الخنادق مصطفين في صفوف بحيث إذا سقطت شبكة واحدة، يمكن الجنود التراجع إلى مواقع أكثر أمانًا.
إضافة إلى الهجمات الصغيرة، تحاول روسيا منذ أسابيع اختراق الخطوط الأوكرانية بهجمات أكثر شمولاً بما في ذلك الأعمدة المدرعة. بعد وقت قصير من زيارة تايمز، اكتشفت وحدات الاستطلاع التابعة للواء 79 حركة للدبابات الروسية والمدرعات في مكان قريب. حاول الروس محاصرة الخنادق 'لشن هجوم واسع النطاق'، وفقًا لبيان صادر عن اللواء. لكن ابيدت الدبابات بصواريخ جافلين.
في الخنادق، يعلم الجنود أن الروس سيستمرون في القدوم. ويقولون إنهم مستعدون لليوم الذي سيبدأون فيه الهجوم بأنفسهم.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها مارك سانتورا ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية
التعليقات
حرب قـــذره لا مبرر لها الا للمستفيدين منها ،، وهــــم ،،
عدنان احسان- امريكا -ابحثــــو عن المستفيد من هذه الحرب - لتعرفوا من هو سببها والمستفيد منها ؟ وطبعا ساختصر الجواب : واتهم / ان بوتين اصبح بطـــــــلا وتــــوج نفسه قيصــــر لروسيا بسبب هذه الحرب / وحمار البيت الابيض امن مستقبل اسرتــــه / ماديـــا بعــد ان فشل ابنـــــه بتجــــاره منتجات مخابــــــر فيروسات الكورنــــه - والحرب يلزمها طرفيين - ودفع الشعب الاوكـــراني - الجميل المسالم ثمن هذه الحرب القــــــذره نتيجــــه اطمـــاع ومخطاطات الاخريــن ،، سواء من خطط لهــــــا - لخدمه براكجه ومصالحه بتدمــــير العالم - او من كان مستعدا لهـــــــا ليصبح معادلــــه ،،بخــــرافه تعدد الاقطاب ،،،واللصوص ،،