أخبار

بين التفاهمات الجيدة والاحتمالات المعدومة

ما مصير الاتفاق النووي الإيراني؟

EPA في زيارة بدأها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، التقى المسؤول الأممي عدداً من الشخصيات في البلاد على رأسهم الرئيس الإيراني
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن طهران توصلت إلی "تفاهمات جيدة" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن أن تكون أساساً لحل القضايا التقنية العالقة فيما يخصّ العودة للاتفاق النووي.

وأكد كنعاني خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، أن إيران تتمسك بالدبلوماسية كــ"أفضل إطارٍ للعمل"، مشيراً إلى أن بلاده تستخدم كافة القدرات السياسية والقانونية، والقوانين الدولية للحفاظ علی حقوق الشعب الإیراني حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية.

"لعبة ذكية"

وتأتي تصريحات كنعاني تعليقاً على زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي أكد من جانبه في ختام الزيارة، أن إيران وافقت على إعادة توصيل كاميرات المراقبة في عدة مواقع نووية، وزيادة وتيرة عمليات التفتيش، وهو ما قالت طهران إنها تصريحات "غير دقيقة".

Reuters عقب زيارة بدأها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران، اتفق الطرفان على توسيع عمليات المراقبة للمنشآت النووية الإيرانية

وأوضح كنعاني في هذا السياق، أن زيادة عمليات التفتيش على بعض المواقع النووية الإيرانية، ومنها منشأة فوردو، تأتي في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وبنود اتفاق "الضمانات الشاملة"، وليست تطوراً جديداً على حد تعبيره.

اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد مباحثات "بناءة"إيران تخصب اليورانيوم إلى مستوى يقرّبها من صناعة سلاح نووي

واعتبر الباحث في الشأن الإيراني محمد مدحجي خلال مقابلة مع بي بي سي، أن موافقة إيران على السماح للمنظمة الدولية للطاقة الذرية مجرد "لعبةٍ ذكية" تقوم بها طهران للحصول على امتيازات من الدول الأوروبية، إذ أنها سمحت بتفتيش "مؤسسات غير سرية"، كمؤسستي نطنز وفوردو.

BBC

وأشار مدحجي إلى أن زيارة المنظمة الدولية لطهران جاءت في إطار قطع الطريق أمام طهران لتكوين علاقات أقوى مع الصين وروسيا، وخاصة بعد زيارة الرئيس الإيراني للصين ودعم طهران لموسكو في حربها على أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، معتبراً أن طهران هي المستفيد الأول من "المحفزات التي يقدمها الغرب لاقناع إيران بالتعاون مع الجانب الغربي فيما يخص الملف الروسي الإيراني".

وأشار مدحجي إلى أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية غض الطرف عن جزيئات يورانيوم مخصبة بحدٍ أعلى من الحدّ المسموح، ورفع نسبة التخصيب المخصصة لطهران، بهدف تحفيزها للتخلي عن علاقاتها بالصين وروسيا.

اتفاقات فردية

وأضاف مدحجي لبي بي سي، أن طهران لا يمكن أن تكسب ورقة المفاوضات في الملف النووي الإيراني لأن واشنطن متمسكة بموقفها فيما يخص العقوبات التي تفرضها على طهران، مضيفاً أن فوز الجمهوريين بغالبية مجلس النواب الأمريكي يُلغي أيّ احتمالية لتنازل الولايات المتحدة عن موقفها خاصة وأن الطرف الجمهوري يعارض بشدة تقديم أي تنازلات لإيران.

Reuters منذ استلامه لمهامه، زار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي طهران أربع مرات، في محاولة لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي

واعتبر مدحجي أن العودة للاتفاق النووي الإيراني بصيغنه في 2015 أصبحت مستحيلة لأن الولايات المتحدة تطالب بتغييره، ومرجحاً سعي طهران لعقد "اتفاقات فردية" مع الدول الغربية وروسيا لتخفيف العقوبات المفروضة عليها، بعد أن فقدت الأمل في العودة للاتفاق الشامل الذي يتضمن الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة.

هذا وتوقفت المحادثات بين إيران والدول الغربية والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بعد أن وصلت لطريق مسدودٍ، بسبب تمسك كل من طهران وواشنطن بموقفهما فيما يخص تغيير بعض البنود الواردة في الاتفاق وضمانات الالتزام به.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف