لومانتي الفرنسية تفتح تحقيقًا عن اغتيال المناضلة دولسي سبتمبر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في عددها الصادر في الأسبوع الأخير من شهر مارس-آذار من العالم الحالي، قامت "لومانتي" الفرنسية ذات التوجه الشيوعي بنشر تحقيق حول اغتيال دولسي سبتمبر، ممثلة حزب المؤتمر الجنوب افريقي في باريس قبل 35 عاما، وتحديدا في التاسع والعشرين من شهر مارس-آذار من العام المذكور.
وكانت السيدة دولسي سبتمبر بصدد فتح باب شقتها صبيحة ذلك اليوم، لما انهال عليها الرصاص لتسقط في بركة من الدم.
وقبل ذلك، كانت قد أبلغت السلطات الفرنسية عن تهديدات بالقتل تلقتها أكثر من مرة، إلاّ ان الأجهزة الأمنية الفرنسية لم تأخذها بعين الاعتبار، مُتقاعسة عن حمايتها.
وتُحمّل "لومانتي" الجميع مسؤولية اغتيالها. فاليسار الاشتراكي بزعامة فرانسوا ميتران الذي كان رئيسًا للجمهورية في ذلك الوقت، أبدى استعدادًا في فتح تحقيق عن حادثة الاغتيال. لكنه في الخفاء وفي الكواليس، لم يكن راغبا في ذلك، مفضلا استمرار العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، وبيعه أسلحة متطورة.
مقابل ذلك، كان الأورانيوم من جنوب افريقيا في خدمة التجارب والمحطات النووية الفرنسية.
وأما اليمين الذي شارك في حكومة ميتران انطلاقا من عام1986، فلم يكن يخفي صلاته الوثيقة بنظام التمييز العنصري.
وكان جاك شيراك، رئيس الحكومة آنذاك يفضّل الحوار مع هذا النظام، عوض تسليط عقوبات اقتصادية عليه.
أما شارل باسكوا، وزير الداخلية، والذي ينتمي هو أيضا إلى اليمين المحافظ، فإنه كان يكنّ عداءً شديدًا للتيارات التقدمية واليسارية. لذا عرقل التحقيق في خفايا وظروف اغتيال دولسي سبتمبر.
وكانت فرنسا ترتبط بعلاقات اقتصادية وعسكرية وثيقة مع نظام التمييز العنصري منذ سنة 1964. وهي السنة التي اعتُقل فيها الزعيم نلسون مانديلا.
وفي عام 1969، غادرت دولسي سبمتبر السجن في جنوب أفريقيا بعد أن أمضت فيه خمس سنوات بسبب نشاطاتها السياسية، لتخضع للمراقبة على مدى خمس سنوات، مع حرمانها من أي نشاط سياسي، ومن ممارسة مهنتها كمدرّسة.
وفي سنة1973، تمكنت من مغادرة بلادها لتستقر في باريس ممثلة لحزب المؤتمر. ومنذ البداية حرصت على القيام بنشاطات واتصالات لإدانة جرائم النظام العنصري في جنوب افريقيا، وفضح الدول الأوروبية التي تدعمه اقتصاديًا وعسكريًا.
وتقول "لومانتي" إن نشاطات دولسي، وجرأتها في الدفاع عن حقوق شعبها، وفي فضح المساندين لنظام التمييز العنصري من الدول الغربية، أغضب السلطات الفرنسية بكل تشكيلاتها اليسارية واليمينة. لذا تم اغتيالها بسهولة.
وقد حضرت جنازة دفنها في مقبرة "بيار لاشيز" في باريس جماهير غفيرة يزيد عددها على العشرين ألفا.