الرئيس الفرنسي يتحدث عن تعاون اقتصادي وعقود
ماكرون وفون دير لايين يلتقيان شي لإيصال صوت أوروبا بشأن أوكرانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: باشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس محادثاته في بكين لبناء "طريق مشترك" مع الصين قبل أن يلتقي نظيره شي جينبيغ حليف موسكو المقرب، الذي يأمل منه أن يلعب دور الوسيط في التوصل إلى السلام في اوكرانيا.
وقال الرئيس الفرنسي في مستهل اجتماع أول في قصر الشعب مع رئيس الوزراء لي كيانغ، "القدرة على تشارك تحليل مشترك وبناء طريق مشترك أمر بالغ الأهمية".
وشدد على أهمية "الحوار بين الصين وفرنسا في هذه المرحلة المضطربة التي نمر بها".
اجتماعٌ ثلاثي
ويعقد ماكرون لقاءً منفردًا بعد الظهر مع نظيره الصيني قبل أن تنضم إليهما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في إطار اجتماع ثلاثي حيث ينويان إيصال صوت أوروبا بشأن النزاع في أوكرانيا المتواصل منذ أكثر من سنة.
في الأسابيع الأخيرة، زادت الضغوط الدولية على الصين لحملها على الانخراط في مساعي السلام في إطار النزاع الأوكراني. فرغم إعلان بكين الحياد رسميا بهذا الخصوص، لم يدن شي جينبيغ الغزو الروسي ولم يتحدث هاتفيا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى.
على العكس توجه شي قبل فترة قصيرة إلى موسكو حيث جدد تحالفه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في ظل هذه الأجواء يسعى ماكرون إلى أن يكون "صوتا يوحد أوروبا" لذا دعا فون دير لايين إلى مرافقته على ما ذكّر في خطاب ألقاه الأربعاء.
لكن هل سيعتمد ماكرون وفون دير لايين اللهجة نفسها؟
ماكرون
ورأى الرئيس الفرنسي الأربعاء في اليوم الأول من زيارة الدولة التي يجريها أن بكين يمكنها أن تضطلع "بدور رئيسي لإيجاد طريق يفضي إلى السلام" في أوكرانيا متحدثا عن وثيقة تضمنت 12 نقطة نشرتها بكين في شباط/فبراير حول الموقف الصيني.
فون دير لايين
ووجهت أورسولا فون دير لايين من جهتها تحذيرا أشد لهجة الأسبوع الماضي في بروكسل بقولها "الطريق التي ستواصل فيها الصين التصرف حيال حرب بوتين ستشكل عاملا حاسما في مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين".
ورأى مارك جوليين من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri) "باتت بوضوح في مرمى بكين بعدما ألقت هذا الخطاب لأنها عرضت رؤية متشددة نسبيا حيال بكين مختلفة عن رؤية إيمانويل ماكرون".
وأضاف "سنرى كيف سيوزعان الأدوار" معتبرا أن موقف المسؤولة الأوروبية الحازم "قد يحجب الأضواء عن إيمانيول ماكرون".
لكن أنطوان بونداز من مؤسسة الابحاث الاستراتيجية رأى في مذكرة تحليلية "لعب ماكرون وفون دير لايين دور الشرطي الجيد والشرطي السيء في بكين سيضعف فورا الرواية الأوروبية بوجود جبهة موحدة".
تصريحات مرتقبة
وسيدلي الرئيسان ماكرون وشي بتصريحات للصحافة قبل مأدبة عشاء.
تأتي هذه الزيارة فيما التوترات بشأن تايوان في أوجها بعد لقاء جرى في الولايات المتحدة بين رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي والرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين. ووعدت بكين الخميس برد "حازم" فيما أعلنت تايوان أنها رصدت ثلاث سفن حربية ومروحية صينية مضادة للغواصات في محيطها.
وتعتبر الصين جزيرة تايوان التي تعتمد نظاما ديموقراطيا ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءا لا يتجزأ من أراضيها ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
وتعارض بكين أي اتصال رسمي بين تايبيه ودول أخرى، وتصر على مبدأ "صين واحدة" فقط.
وقال ماكرون "ليس لدي الانطباع بأن ثمة إرادة للمبالغة في الرد" من الجانب الصيني في مؤشر إلى ان تايوان لن تكون ملفا رئيسيا في محادثاته مع نظيره الصيني.
واعتبر مارك جوليين أنه "من الضروري" التعبير للرئيس الصيني "عن المخاوف الكبيرة حيال استقرار مضيق تايوان واحتمال تغيير الوضع القائم" خصوصا وأن "فرنسا تقدم نفسها على انها قوة كبيرة في المحيطين الهندي والهادئ".
نقاشٌ اقتصادي
زيارة ماكرون التي تستمر ثلاثة أيام تهدف إلى إحياء الحوار وجاهيا بعد تواصل عن بعد خلال سنوات جائحة كوفيد الثلاث وسيكون لها شق اقتصادي مهم. فيرافق ماكرون رئيس أكثر من 50 شركة فرنسية بينها إيرباص وكهرباء فرنسا.
وقال الرئيس الفرنسي "ستوقع عقود كبرى عدة" الخميس داعيا إلى "عدم الانفصال" عن الصين في هذا المجال.