دعاة الحكومة المدنية بين نيران الجيش والدعم السريع
السودان: العنف يجر البلاد إلى حرب أهلية جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: في الأسابيع الأخيرة، شهد السودان ارتفاعًا في مستوى العنف، إذ اندلعت قبل يومين الاشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى وفاة العشرات ووضعت البلاد على شفا حرب أهلية جديدة.
الصراع عنيف على السلطة في السودان، بين الجيش والحكومة المدنية التي تأسست بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019. اتُهم الجيش، الذي يقوده الجنرال عبد الفتاح البرهان، بمحاولة توحيد السلطة والحفاظ على قبضته على البلاد، بينما تسعى الحكومة المدنية، التي يقودها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية وإقامة حكومة تضم الأطراف السودانية كلها.
نزع السلاح
أما قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية تأسست في عهد البشير، فكانت مصدرًا للتوتر. وقد اتُهمت بارتكاب انتهاكات وفظائع خلال الصراع في دارفور، واتُهم قائدها، الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بجرائم الحرب. وعلى الرغم من هذه الاتهامات، فقد بقي حميدتي شخصية قوية في السودان، وتم تكييف مجموعته في بنية الأمن في البلاد.
بدأ الصراع الأخير عندما حاول الجيش نزع سلاح المجموعة الشبه عسكرية في مدينة الجنينة إلى الغرب من دارفور. لكن قوات الدعم السريع قاومت، فاندلعت الاشتباكات. انتشر العنف بسرعة إلى أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، حيث خرج المحتجون إلى الشوارع للمطالبة بوقف العنف.
كذلك، شهدت مدينة بورتسودان الشرقية اشتباكات بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع، مع تقارير عن إطلاق نار وانفجارات في المدينة. و انتشر الصراع أيضًا إلى ولاية جنوب كردفان الوسطى، حيث تم الإبلاغ عن اشتباكات في عدة مناطق.
سيناريوهات ممكنة
الوضع في السودان حاليًا هش للغاية، وهناك العديد من السيناريوهات الممكنة لكيفية تطور الصراع. واحد من الاحتمالات تصاعد العنف بين الطرفين ودفع البلاد نحو حرب أهلية أخرى. سيكون لذلك عواقب وخيمة على السودان الذي لا يزال يتعافى من آثار صراع دارفور والأزمة الاقتصادية التي تلت إطاحة البشير.
ثمة احتمال آخر: أن يتدخل المجتمع الدولي ويضغط على الجيش وقوات الدعم السريع ليتوصلا إلى حل سلمي. أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العنف ودعت إلى وقف الصراع. كما يمكن المجتمع الدولي استخدام العقوبات الاقتصادية لممارسة الضغط على الجيش وقوات الدعم السريع لوقف العنف.
ثمة احتمال ثالث، وهو أن تستخدم الحكومة المدنية الصراع للضغط من أجل إجراء إصلاحات ديمقراطية وتشكيل حكومة شاملة. فالصراع يمكن أن يوفر فرصة للحكومة للتأكيد على سلطتها والدفع باتجاه إجراء إصلاحات ذات مغزى. لكن، بغض النظر عن النتيجة، واضح أن الوضع في السودان هش للغاية وقد يؤدي إلى اندلاع المزيد من العنف والاضطرابات. والمطلوب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فورية تمنع تصعيد الصراع وتضمن عدم تعرض شعب السودان للمزيد من العنف والمعاناة.