الرئيس يتعهد اتخاذ خطوات حازمة
كينيا: العثور على جثث أتباع جماعة دينية دعا زعيمها إلى الصوم "للقاء يسوع"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ماليندي (كينيا): تعهد الرئيس الكيني وليام روتو الإثنين بقمع "الحركات الدينية غير المقبولة" بعد أن عثرت الشرطة على 58 جثة في إطار تحقيق حول مصرع أتباع جماعة دينية دعا زعيمها إلى الصوم "للقاء يسوع".
لا تزال عمليات البحث قائمة في غابة بالقرب من مدينة ماليندي الساحلية حيث تم نبش عشرات الجثث في نهاية الاسبوع، بينما تتخوف السلطات من احتمال العثور على المزيد.
وتم إطلاق تحقيق شامل في شأن جماعة "غود نيوز إنترناشيونال تشورتش" برئاسة بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن الموت جوعا يرسل الاتباع إلى الله.
وكانت الشرطة قالت إن المشتبه به يدعى ماكينزي نثينغي.
ويعتقد بأن الكثير من أتباع الجماعة لا يزالون يختبئون في غابة شاكاهولا، والتي قامت الشرطة بتفتيشها في وقت سابق هذا الشهر بعد تلقي بلاغ من منظمة غير ربحية.
ومنذ ذلك الحين، تم انقاذ العديد من الاشخاص ونبش عشرات الجثث من مقبرة جماعية.
وأكد قائد الشرطة جافيت كومي الذي زار الموقع الإثنين "تم تأكيد وفاة 58 شخصا وهذه الجثث التي تم سحبها ستنقل إلى المستشفى".
وتم إعلان منطقة غابات تمتد على مساحة 325 هكتارا كموقع للجريمة، بينما تبحث الفرق عن ناجين من الجماعة الدينية أو مواقع دفن إضافية.
من جانبه، أكد الرئيس الكيني في مقاطعة كيامبو المجاورة لنيروبي أنه "لا يوجد أي اختلاف بين قساوسة مارقين مثل نثينغي - الذي تم اعتقاله وبانتظار محاكمته- والارهابيين".
وبحسب روتو "يستغل الإرهابيون الدين لارتكاب اعمالهم الشنيعة. وأشخاص مثل نثينغي يستغلون الدين للقيام بالأمر ذاته".
وأضاف "أمرت الجهات المسؤولة بتولي الأمر للوصول إلى السبب الجذري وفهم انشطة (..) الاشخاص الذين يرغبون باستغلال الدين لتعزيز ايديولوجية غريبة وغير مقبولة".
بينما تسعى السلطات لمعرفة اسباب ما اطلق عليه اسم "مجزرة غابة شاكاهولا"، ظهرت تساؤلات حول كيفية تمكن هذه الطائفة من العمل بدون ان يتم اكتشافها على الرغم من أن نثينغي جذب اهتمام الشرطة قبل ست سنوات.
وقال أماسون جيفاه كينجي، رئيس مجلس الشيوخ في كينيا في بيان إن "وفيات طائفة شاكاهولا يجب أن تكون بمثابة جرس انذار للأمة، على الاخص جهاز المخابرات الوطني وبرنامج الشرطة المجتمعية".
وأضاف "كيف افلتت مثل هذه الجريمة الشنيعة والمنظمة والتي تم تنفيذها على مدار فترة زمنية طويلة من رادار نظامنا الاستخباراتي".
واعتقل نثينغي في 2017 بتهمة "التطرف" بعد أن حث العائلات على عدم إرسال الاطفال إلى المدارس مشيرا الى أن الكتاب المقدس لا يعترف بالتعليم.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أنّه تمّ إلقاء القبض على ماكينزي نثينغي ووُجّهت إليه اتهامات الشهر الماضي، بعدما قضى طفلان جوعاً تحت رعاية والديهما. ثمّ أُطلق سراحه بكفالة قدرها 100 ألف شلن كيني(حوالى 670 يورو).
و تمّ إلقاء القبض على 14 من أتباع الطائفة أيضاً على صلة بالوفيات، بحسب كومي.
ومن المقرّر أن تُحال القضية على المحكمة في الثاني من أيار/مايو.
وهناك مخاوف من اختباء العديد من اعضاء هذه الطائفة في الغابة وهم يواجهون خطر الموت في حال عدم العثور عليهم بسرعة.
وتم إنقاذ العديد من الاشخاص ونقلهم لتلقي العلاج في مستشفى في ماليندي التي تقع على ساحل المحيط الهندي.
وبحسب حسين خالد، من مجموعة "حقي افريقيا" الحقوقية التي ابلغت السلطات عن ممارسات هذه الطائفة، فإن واحدة من الذين تم انقاذهم رفضت الحصول على الطعام على الرغم من اصابتها بوهن.
وقال لفرانس برس إنه "في اللحظة التي تم احضارها إلى هنا، رفضت تماما الحصول على الرعاية الاولية واغلقت فمها بحزم رافضة أي مساعدة. ورغبت بمواصلة الصوم حتى تموت".
واعلن الصليب الاحمر الكيني أن فرقه في ماليندي ابلغت عن 112 مفقودا.
وحظيت القضية باهتمام كبير في كينيا، ما دفع الحكومة إلى التصريح بضرورة تشديد الرقابة على جماعات مماثلة في كينيا وحركات انخرطت في الجريمة.
وأكد وزير الداخلية كيثور كينديكي الذي اعلن اعتزامه زيارة الموقع الثلاثاء، أن هذه القضية تشكل "اوضح انتهاك لحق حرية العبادة المنصوص عليه في الدستور".
ولكن تعرضت كل المحاولات لتنظيم شؤون الدين في البلد ذي الغالبية المسيحية لمعارضة شرسة في السابق، بذريعة انها محاولات لنسف الضمانات الدستورية التي تفصل بين الكنيسة والدولة.