الباكستاني عمران خان يعود إلى حلبة السياسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في عددها الأخير أجرت مجلة "باري ماتش"، المتخصصة في نشر أخبار المشاهير والنجوم، حوارا مع الباكستاني عمران خان، رئيس الحكومة السابق الذي أطاح به البرلمان في منتصف ربيع العام الماضي، والذي يطمح للعودة إلى نفس المنصب إن سمحت له الانتخابات المقبلة باقتحام المشهد السياسي مجددا.
ويُتهم عمران خان من بعض خصومه بأنه موال للغرب. في حين يتهمه البعض الآخر بأنه معاد للولايات المتحدة الأميركية، ومناهض لسياستها في المنطقة.
وفي مقدمة الحوار، كتبت مجلة "باري ماتش" تقول بإن السياسة في باكستان تبدو معقدة، لكنها بسيطة في الواقع.
وتضيف قائلة بإن هناك عائلتين تتقاسمان السلطة في باكستان منذ الخمسينات من القرن الماضي. الأولى، عائلة شريف التي تنتسب إلى منطقة البنجاب الثرية، والتي ما تزال تتصدر المشهد السياسي إلى حد هذه الساعة، لاعبة دورًا أساسيا في لعبة الحكم. وأما العائلة الثانية فهي عائلة بهوتو التي تنتمي إلى الطبقة الاقطاعية في مقاطعة السند، والتي تمثلها بنازير، أول إمرأة تتقلد منصب رئاسة الحكومة في العالم الإسلامي، والتي تمّ اغتيالها في نهاية عام2007.
وترى "باري ماتش" أن الجيش هو المتحكم الحقيقي في اللعبة السياسية في باكستان منذ عام1947.
وفي مطلع التسعينات، اقتحم عمران خان عالم السياسة مفاجئا الجميع. وقبل ذلك كان بطلا في لعبة الكريكت، وأحرز على البطولة العالمية في هذه اللعبة. وهو من عائلة من الباشتون تقيم في مدينة لاهور. وفي عام2018، مكنته شعبيته من أن يصبح رئيسا للحكومة في فترة كانت فيها باكستان تعيش أزمات خانقة، في مواجهة مخاطر أمنية جسيمة.
وفي الثالث من شهر نوفمبر-تشرين الثاني2022، تعرّض لمحاولة اغتيال خلّفت له عرجا خفيفا. وخلال الأشهر الأخيرة، عاد عمران خان إلى نشاطه السياسي مستقبلا خلال شهر رمضان أنصاره كل ليلة، وداعيا إلى مائدة الإفطار في مقر اقامته في لاهور شخصيات بارزة للتحاور معها حول قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية.
وتصف مجلة "باري ماتش" عمران خان بل "رجل المتناقضات". فهو مسلم محافظ، لكنه تزوج من فتاة يهودية تقيم في لندن، ثم طلقها. ورغم أنه ينتمي إلى عائلة ثرية فإنه مدافع شرس عن حقوق المستضعفين والفقراء والمظلومين. لذلك يؤكد في الحوار الذي أجرته معه "باري ماتش:" بأنه سيفرض الضرائب على الجميع بمن في ذلك الأغنياء الكبار. ويقول عمران خان: "العائلتان اللتان تتحكمان في مصير باكستان لا تنقطعان عن تبادل الاتهامات. وكل واحدة منها تتهم الأخرى بالفساد، إلاّ أنهما تتوحدان لإسقاطي، واخراجي من اللعبة السياسية، وهذا ما يثير سخطا عارما في كامل أنحاء البلاد.
وهناك أيضا وسائل الاتصال التي أصحبت لها أهمية غير مسبوقة. وقد اكتشف الشعب الباكستاني أن الحزبين الكبيرين لا يختلفان عن عصابات المافيا. وعندنا نخبة سياسية حاكمة تسيطر على ثروات البلاد، وتقوم بتصديرها إلى الخارج، أو وضعها على حساب "أوف شور". وعوض أن يستبشروا بسقوطي، تفاعل الباكستانيون إيجابيا معي، ولأول مرة يخرجون إلى الشارع بالآلاف للاحتجاج على هذه التجاوزات الخطيرة".
ويرى عمران خان أن الدولة المثالية بالنسبة له هي تلك التي أقامها الرسول محمد (صلعم) في المدينة إذ ان تلك الدولة انتصرت لحقوق المستضعفين، وعولت على امكانياتها الخاصة من دون أن تمد يدها لأي أحد. كما أنها حررت المرأة من الكثير من قيودها. والدول التي يعتقد أنها قريبة من دولة الإسلام الأولى هي الدول الاسكندنافية التي تجمع بين العدالة والمبادئ الإنسانية النبيلة.